كشفت مجلة "
فورين أفيرز"، الأربعاء، في مقال لأستاذ دراسات الشرق الأوسط في كلية جاكسون للدراسات الدولية في جامعة واشنطن، ستيفن سيمون، أن "إزالة حماس قد تكون فرصة لجلب نظام جديد في
غزة أفضل مما جاء قبله، لكن سيتم مناقشة ما إذا كان الأمر يستحق المعاناة الإنسانية بعد الحرب".
وأضاف سيمون، الذي يشغل كذلك محلل الأبحاث الأول في معهد كوينسي، بأنه "من المعروف أن العمليات العسكرية في المناطق الحضرية صعبة وتكلفتها البشرية عالية، وسيكون من المستحيل اقتلاع حماس بالكامل، باعتبارها حركة اجتماعية وليست مجرد جماعة عسكرية".
واستطرد المصدر نفسه بأن "إسرائيل قد تحقق هدفها الحربي الأقصى المتمثل في تدمير زعامة حماس وقدراتها العسكرية" مردفا أن "الجيش الإسرائيلي نشر حتى الآن 350 ألف جندي احتياطي و170 ألف جندي في الخدمة الفعلية؛ رغم أن الجزء الأكبر من هذه القوات سيتم تخصيصه للجبهة الشمالية التي تواجه لبنان وجماعة حزب الله المسلحة، إلا أنه سيكون هناك عدد كبير من الجنود المتبقين للعمليات في غزة".
وتابع: "في الوقت نفسه، تستطيع حماس نشر 15 ألف مقاتل على أفضل تقدير"، معتبرا أنه "رغم إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، الهجوم البري والحصار المفروض على غزة من قبل إسرائيل باعتبارهما خطرا على الاستقرار الإقليمي وتخشى حدوث كارثة إنسانية، إلا أن قدرة الولايات المتحدة على تغيير مسار إسرائيل في هذه المرحلة محدودة".
وأشار إلى أنه بات يجب "على الولايات المتحدة وشركائها التفكير بعناية في مجموعة من السيناريوهات، بما في ذلك غزة بدون حماس" مؤكدا أنه "يجب على واشنطن أن تعمل مع القوى الإقليمية والدولية لإيجاد وسيلة لنقل السيطرة الإسرائيلية على غزة إلى الإشراف المؤقت للأمم المتحدة، بدعم من التفويض القوي الذي يفرضه قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة" موضحا "من شأن بعثة الأمم المتحدة أن تساعد في إعادة غزة إلى السيطرة
الفلسطينية".
وأضاف: "مثل هذه العملية لن تنقذ الفلسطينيين في غزة من احتمال الاحتلال الإسرائيلي إلى أجل غير مسمى، وجولات متكررة من المناوشات المدمرة أو حتى الحروب مع إسرائيل فحسب، بل ستحافظ أيضا، من خلال استعادة إدارة السلطة الفلسطينية في غزة، على إمكانية قيام تحالفين، خاصة أن حل الدولة الذي يبدو الآن خيارا بعيد المنال".
وفي السياق نفسه، حذر سيمون من "طول الحصار الإسرائيلي لغزة في ظل قدرة حماس على الصمود" مبرزا أن "حماس لديها ترسانة من الأسلحة وقامت ببناء شبكة مترامية الأطراف من الأنفاق رغم الضوابط الإسرائيلية الصارمة والمراقبة الوثيقة لغزة؛ من الصعب، وربما من المستحيل، إغلاق غزة بطريقة غير منفذة وطويلة الأمد، لأن هذا سيصور إسرائيل على أنها حارسة السجن".
و
أضاف: "يوجد بديل واحد على الأقل لهذا التوقع القاتم، وهو أنه يمكن للولايات المتحدة أن تقود مجموعة اتصال تضم مجموعة من الدول المجاورة وقوى خارجية مختارة، وهي على وجه التحديد إسرائيل، ومصر، والأردن، والسعودية، والاتحاد الأوروبي، والأمم المتحدة، والسلطة الفلسطينية" وذلك من أجل بحث "خطة لنقل السيطرة على غزة من إسرائيل إلى الأمم المتحدة بمجرد توقف العمليات القتالية".
وأشار إلى أنه "ربما تعمل الصين وروسيا، العضوان الدائمان اللذان يتمتعان بحق النقض في مجلس الأمن، على عرقلة مثل هذا القرار. لكن ضمان أن يأتي هذا الطلب من مصر، على سبيل المثال، وأن يحظى بتأييد السلطة الفلسطينية قد يدفع الصين وروسيا إلى الامتناع عن التصويت في مجلس الأمن أو حتى دعم هذا المسعى".