اقتصاد دولي

أويل برايس: هل تلوح حرب أسعار نفط جديدة في الأفق؟

تتطلع مجموعة أوبك+ إلى إبقاء أسعار النفط فوق 80 دولارا للبرميل
 نشر موقع "أويل برايس" الأمريكي تقريرًا تحدّث فيه عن تحذيرات من أن حرب أسعار جديدة تلوح في أفق سوق النفط وسط تصاعد التوترات بين الدول المنتجة للنفط.

وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن إنتاج النفط الخام الأمريكي حطم رقما قياسيا آخر في أيلول/سبتمبر مما فرض ضغوطا إضافية على مجموعة أوبك بلس، التي تتطلع إلى إبقاء أسعار النفط فوق 80 دولارا للبرميل من خلال التحكم في "استقرار السوق". وقد أظهر اجتماع أوبك بلس المخيّب للآمال الأسبوع الماضي أن هناك معارضة داخل المجموعة حول إجراء تخفيضات أعمق في حصص الإنتاج. من جهتها، مدّدت السعودية خفض الإنتاج الطوعي الإضافي بمقدار مليون برميل يوميًا، وتعهدت روسيا بمزيد خفض الإنتاج إلى 500 ألف برميل يوميًا من 300 ألف برميل يوميًا.

فضلا عن ذلك، أعلن بعض منتجي أوبك بلس الآخرين عن تخفيضات طوعية إضافية، مما يرفع إجمالي خفض إمدادات أوبك بلس إلى 2.2 مليون برميل يوميًا للربع الأول من سنة 2024. هذا بالإضافة إلى خفض روسيا الإنتاج بنحو 500 ألف برميل يوميًا مع تخفيضات في الصادرات بمقدار 300 ألف برميل يوميًا من النفط الخام و200 ألف برميل يوميًا من المنتجات النفطية المكررة، وذلك حسب أوبك.



 ونقل الموقع عن المحللين أن قرار أوبك بلس بشأن خفض الإمدادات، الذي اعتبره السوق غير مقنع، من المرجّح أن يضع حدًا للعجز المتوقع في أوائل السنة المقبلة. ينمو العرض من خارج أوبك بلس بوتيرة أسرع مما كان متوقعا في السابق ويقوده إنتاج قياسي من النفط الخام الأمريكي، الذي واصل الارتفاع رغم ثبات أو انخفاض عدد منصات الحفر مقارنة بهذا الوقت من السنة الماضية.

تواجه أوبك بلس بقيادة المملكة العربية السعودية المعضلة النفطية ذاتها التي تتمثل في منع ارتفاع الإنتاج الأمريكي من تقويض جهود التحالف لدعم الأسعار. في هذا السياق، صرح بول سانكي من شركة سانكي للأبحاث لشبكة "سي إن بي سي" بعد اجتماع أوبك بلس الأسبوع الماضي، بأن إنتاج النفط الأمريكي المرتفع يمثل "مشكلة كبيرة" لأوبك بلس.

وأضاف سانكي أن "الحلّ بالنسبة للمملكة العربية السعودية قد يكون مجرد التخلص من الإنتاج المرتفع من خارج أوبك بلس عن طريق إغراق السوق بالنفط الخام وبالتالي انخفاض أسعار النفط إلى مستويات أقل من عتبة الربح الأمريكي".

ويُعتقد أن المملكة لديها طاقة إنتاجية تبلغ نحو 11.5 مليون برميل يوميا، وتنتج حاليا نحو 9 ملايين برميل يوميا. لهذا السبب، يمكن للمملكة العربية السعودية زيادة إنتاجها النفطي بنحو 2.5 مليون برميل يوميا - إذا قررت ذلك - في غضون ستة أشهر، وذلك حسب تقديرات سانكي.

وأوضح الموقع أن إغراق السعوديين السوق بالنفط لا يعد أمرًا مفاجئًا - فقد اتبعت هذه الخطة في سنة 2014 ومرة أخرى في حرب الأسعار في أوائل جائحة كوفيد في سنة 2020 عندما أصبحت أسعار خام غرب تكساس الوسيط سلبية. لهذا السبب، أقر سانكي بأن ارتفاع إنتاج النفط الأمريكي أصبح "مشكلة حقيقية لأوبك".

وفقا لأحدث البيانات الصادرة عن إدارة معلومات الطاقة يوم الخميس، سجل إنتاج النفط الخام الأمريكي رقما قياسيا شهريا جديدا بلغ 13.236 مليون برميل يوميا في أيلول/سبتمبر. وفي مكالمة هاتفية لمناقشة توقعات الطاقة، أوضح فرانسيسكو بلانش رئيس أبحاث السلع العالمية والمشتقات في "بنك أمريكا" أن "النمو لم يكن مصحوبا بإنتاج الحوض البرمي. إننا نشهد ازدهار العديد من أحواض النفط الصخري".



 وأوضح الموقع أن المنتجين الآخرين من خارج أوبك بلس يعملون على زيادة الإنتاج - بما في ذلك غيانا وكندا والبرازيل. ودُعيت البرازيل للانضمام إلى تحالف أوبك بلس اعتبارًا من  كانون الثاني/يناير 2024، لكن أكبر منتج للنفط في أمريكا الجنوبية لن يكون لديه أي حصة ولن يشارك في تخفيضات إنتاج النفط. وقد أشار المحللون إلى أن عدم التوصل إلى خفض  إجماعي للإنتاج مع مساهمة جميع الأعضاء يمثل مصدر قلق بشأن وحدة أوبك بلس.

 في مذكرة أسبوعية يوم الجمعة الماضي، كتب أولي هانسن، رئيس استراتيجية السلع الأساسية في ساكسو بنك: "مع دعم التخفيضات فقط من قبل حفنة من المنتجين وعدم وجود تخفيضات إضافية من المملكة العربية السعودية، لا يبشر الفشل في تأمين اتفاق على مستوى المجموعة بالخير بالنسبة لوحدة المجموعة في المستقبل - لا سيما إذا استمر الطلب في التباطؤ، مما يجبرها على اتخاذ المزيد من القرارات التي لا تحظى بشعبية وتنطوي على تحديات اقتصادية".