صحافة تركية

كيف ستكون حملة حزب العدالة والتنمية التركي للانتخابات المحلية المقبلة؟

هل يفوز الحزب الحاكم في الانتخابات البلدية؟ - جيتي
نشرت صحيفة "حرييت" التركية مقال رأي للكاتب عبد القادر سيلفي، تحدّث فيه عن استعداد حزب العدالة والتنمية التركي للانتخابات المحلية المقبلة في تركيا، وكيفية تنظيم حملته الانتخابية.

وقال الكاتب، في مقاله الذي ترجمته "عربي21"؛ إن حزب العدالة والتنمية بدأ حملته الانتخابيّة بينما يواجه حزب الشعب الجمهوري حالة من الانتظار في جدول أعماله، بسبب البحث عن تحالفات ووجود نظام برأسين يتألّف من أكرم إمام أوغلو وأوزغور أوزيل. وهناك أيضا ارتباك بشأن ما إذا كان سيتم إبعاد أنصار كمال كليجدار أوغلو في المؤتمر العام، وما إذا كان سيتم استبدالهم بأسماء يريدها أكرم إمام أوغلو أم أوزغور أوزيل.

وذكر الكاتب أن استعدادات حزب العدالة والتنمية للانتخابات المحلية تشمل محورين: تحديد مرشحي رؤساء البلديات من جهة، والاستعداد لحملة الانتخابات من جهة أخرى. وقد طلب الرئيس رجب طيب أردوغان من أعضاء البرلمان كتابة ثلاثة أسماء لمنصب رئيس بلدية أنقرة وإزمير.

البداية في كانون الثاني/ يناير

أشار الكاتب إلى أن عملية تحديد المرشحين ستستمر حتى نهاية كانون الأول/ ديسمبر. وفي كانون الثاني/ يناير، سيتم تنظيم مؤتمر سيعلن فيه الرئيس أردوغان بيانه الانتخابي ويقدم فيه المرشحين.



قد تعتقدون من خلال ما كتبته، أن العمل على الانتخابات قد بدأ للتو، ولكن في الواقع، بدأ حزب العدالة والتنمية في الاستعداد لحملته الانتخابية، وتم تقديم عرض شامل للرئيس أردوغان قبل ثلاثة أسابيع، وسيقوم حزب العدالة والتنمية بحملة انتخابات محلية تحت إشراف الفريق الذي أدار رؤية القرن التركي وحملة انتخابات الرئاسية لسنة 2023.

بقيادة إرتان آيدن

أورد الكاتب أن الحملة الانتخابية ستُدار بشكل متناغم بين المقر الرئيسي والدكتور إرتان آيدن، الأستاذ الجامعي الذي أدار الحملة الانتخابية السابقة. ويعدّ الدكتور إرتان آيدن شخصية ذات خبرة كبيرة ونجاح كبير في مجال حملات الانتخابات.

فريق الاستراتيجية

في قلب كل هذا، يوجد فريق استراتيجي يتكون من نائب رئيس حزب العدالة والتنمية، إفكان علا. ويضمّ الفريق أيضا المتحدث باسم الحزب عمر تشيليك ورؤساء المجموعات البرلمانية. وتعد العناوين التي يحددها فريق الاستراتيجية بمنزلة دليل لفريق الحملة. فعلى سبيل المثال، يتم مناقشة مشاكل الكلاب الضالة في إسطنبول وأنقرة على وجه الخصوص، بالإضافة إلى الشكاوى المتعلقة بسائقي سيارات الأجرة في إسطنبول. ويتم دمج هذه الشكاوى في برنامج الحملة من قبل إرتان آيدن وفريقه.



وأضاف الكاتب أنه يتم تحويل القيم التي ينتجها فريق الاستراتيجية إلى حملة بواسطة فريق إرتان آيدن. لذلك، أنا أتحدث عن آلية تعمل في تنسيق وتغذي بعضها بعضا. وقائد الفريق رجب طيب أردوغان، الذي فاز في جميع الانتخابات التي خاضها حتى الآن، يتابع الاستعدادات للانتخابات بأدق التفاصيل.

هل ستتمكن المعارضة من شرح أعمالها؟

ستبني المعارضة حملتها الانتخابية على معارضة أردوغان. سيقولون "لا تصوتوا لأردوغان". ولكن ماذا سيحدث إذا لم يتم التصويت لأردوغان؟ هل ستحل مشاكل المرور في المدن؟ هل ستكون المدن مستعدة للزلازل؟ هل ستتحسن جودة حياة الأشخاص الذين يعيشون في المدن؟ ماذا أضافت بلدية حزب الشعب الجمهوري إلى جودة حياة سكان إزمير؟ ما هي إنجازاتهم هل يمكنهم ذكرها؟ لا توجد إجابة على هذه الأسئلة.

الشعار الأساسي، بلدية القرن التركي

ذكر الكاتب أن حملة حزب العدالة والتنمية الانتخابية ستركز على الأعمال والخدمات والإدارة المحلية. وسيتم إجراء دراسات منفصلة حسب خصائص الولايات ومؤهلات المرشحين. أما الشعار الأساسي سيكون بلديات القرن التركي.

في المقابل، يشدد أردوغان دائمًا على روح 94. منذ سنة 1994، عندما فاز أردوغان بإسطنبول، نشأت أولا بلدية الرؤية الوطنية ثم بلدية حزب العدالة والتنمية. ولم يتمكن حزب الشعب الجمهوري من إنشاء إدارة بلدية نموذجية في البلديات. مع ذلك، تغير الكثير من الأشياء منذ ذلك التاريخ. وبدلا من تكرار نجاحه في الإدارة المحلية، فإن حزب العدالة والتنمية ينعش نفسه بروح 94 مع رؤية القرن التركي، وشعارها "دائما جديد، دائما إلى الأمام".

سياسات العمران

نظمت نائب رئيس حزب العدالة والتنمية المسؤولة عن البيئة والحضر، تشيدام كارا أصلان، ورشة عمل "سياسات العمران في القرن التركي" بمشاركة خبراء في المجال. وأوضحت أصلان الرؤية الجديدة على أنها "الفكرة المثالية للمدن المستدامة الصديقة للبيئة، التي لا تتكيف فقط مع حقائق العصر، بل تتفوق عليها، وهي المدن المقاومة التي تعرف مخاطرها وتديرها، والمدن الخالية من الانبعاثات الكربونية المتوافقة مع المناخ، والمدن المنتجة التي تركز على اقتصاد المدينة".



وأورد الكاتب أنه سيتم استخدام نتائج هذه الورشة في بيان حزب العدالة والتنمية الانتخابي. وستكون بلدية القرن التركي بمنزلة خارطة طريق لمرشحي رئيس البلدية. مع ذلك، لكل ولاية احتياجاتها الخاصة. لذلك، سيقوم الفريق الذي سيدير الحملة الانتخابية بإجراء دراسات مخصّصة لكل ولاية ولكل مرشح.

التكامل المحلي الحكومي

لو ركّزت بلديات حزب الشعب الجمهوري على تقديم الخدمات، لكان لبلدياته خدمات كبيرة. لكن أسماء مثل أكرم إمام أوغلو، الذي لديه أجندة منفصلة مثل رئاسة الجمهورية ورئاسة حزب الشعب الجمهوري، اختارت الدخول في صراع مع السلطة.

جمع الرئيس أردوغان رؤساء البلديات الكبرى والوزراء دون تمييز. مع ذلك، لم يتبقَ أي وزير أو مسؤول في الحكومة لم يتشاجر معه أكرم إمام أوغلو أو يهنه، هذا إلى جانب التنافس مع الرئيس. لكن ماذا حدث بعدها؟ لم يتمكن من تقديم الخدمات لمدينة إسطنبول، وهذا يظهر حقيقة أن بلديات المدن المتوافقة مع السلطة، تتمتع بميزة في الحصول على الخدمات.