تحدث محلل عسكري إسرائيلي، عن أسباب ضياع فرص
التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار في قطاع
غزة، وعقد صفقة تبادل أسرى جديدة، طيلة
الأربعة أشهر الماضية.
وقال المحلل رونين بيرغمان في المقال الافتتاحي بصحيفة
"
يديعوت أحرونوت" العبرية، إنّ "إسرائيل تراوح في ميدان المعركة،
وتغرق في الوحل الذي خلقته لنفسها في غزة"، مضيفا أنها تتدهور أيضا إلى
"الهوة" في العالم السياسي والدولي.
وشدد بيرغمان على أن "تل أبيب تترك
المخطوفين لمصيرهم، ولا تضعهم في رأس القائمة ولا حتى ضمن المواضيع الثلاثة
الأولى، وليسوا على سلم أولوياتها".
"ضاعت هباء"
وذكر أنه في 30 آذار/ مارس الماضي، اكتمل بالضبط
أربعة أشهر على تفجير وقف إطلاق النار وصفقة
الأسرى مع حركة حماس، مؤكدا أن هذه
الشهور في قسمها الأكبر "ضاعت هباءً".
وأرجع أسباب ضياع فرص التوصل إلى التهدئة، إلى تصرفات
الكابينيت ورئيسه بنيامين
نتنياهو، وطريقة "التسويف" الممارسة مع طاقم
المفاوضات، موضحا أن الطاقم يواصل عدم امتلاك ما يكفي من التفويض لخوض مفاوضات
سريعة، من أجل الوصول إلى صفقة تقضي بتحرير 40 أسيرا إسرائيليا.
وتابع المحلل العسكري: "بعد إنجاز مثل هذه
الصفقة، يمكننا البدء في مفاوضات جديدة للإفراج عن الجنود المخطوفين"، مشيرا
إلى أن نتنياهو يمتنع عن إعطاء الوفد المفاوض تفويضا واسعا، ويقول لهم اعرضوا الموقف
ثم عودوا لتلقي تفويض آخر.
ولفت إلى أنه في جلسة الكابينيت الأخيرة وبعد
ضياع أسبوعين كاملين، وتفاقم أوضاع الأسرى الإسرائيليين في غزة، وقف نتنياهو مع
وزرائه المتطرفين ضد أي حل وسط إضافي.
وأشار بيرغمان إلى أن قضية الأسرى ليست أولوية
لدى صناع القرار الإسرائيليين، وتشغلهم أمور أخرى، من بينها أزمة الثقة بين
نتنياهو والجيش، ما يجعل من الصعب التركيز على
الحرب واتخاذ القرارات بما فيها
القرارات المؤلمة.
زعامة فاعلة
وتابع قائلا: "إسرائيل بحاجة إلى زعامة
فاعلة تركز على مهمتها، وهي تفتقر لها في هذا الوقت (..)، وانتقلت ورطة عام 2023
إلى العام الحالي، نظرا لوجود كابينيت موسع لكنه منقسم ومشلول".
وبيّن أنه من بين الأسباب التي تعرقل أيضا التوصل
لأي صفقة، هي إحباط نتنياهو لكل محاولة لقطف ثمار سياسية مع الإنجازات العسكرية
على الأرض، فهو غير مستعد للحديث عن السلطة الفلسطينية لليوم التالي، ويدهور
العلاقات مع واشنطن إلى درك تاريخي أسفل.
وختم بقوله: "كل المسائل مرتبطة، فالصفقة
في غزة لا تقف وحدها، بل تمتد إلى المخطوفين، والانسحاب من غزة، واليوم التالي
للحرب، وتصعيد الجبهة الشمالية مع حزب الله"، مشددا على أن نتنياهو لا يريد
نهاية لهذه المسائل، لأنها مرتبطة ربما باستقالته أو تشكيل لجنة تحقيق أو التوجه
للانتخابات.