صحافة إسرائيلية

معلق إسرائيلي: لا يوجد تفاوض بل كلام فارغ فقط

دفعة أسرى يرتقب الإفراج عنهم - أرشيفية
سخر المعلق الإسرائيلي المعروف شمعون شيفر من المفاوضات التي تجري حاليا برعاية أمريكية بين السلطة وبين حكومة نتنياهو، واعتبرها محض كلام فارغ.

ووصف شيفر وزير الخارجية الأمريكي بالرحال، فهو يحط في المنطقة في جولته رقم 11. 

وجاء مقال شيفر كافتتاحية لصحيفة  "يديعوت أحرونوت" بعنوان "حيلة لا داعي لها".

وفيما يلي نص المقال:

"لن يوقف أي شيء حتى ولا زكام نتنياهو الشديد الإفراج عن الـ 25 سجينا فلسطينيا الذين يتوقع أن يخرجوا من السجن في الـ 48 ساعة القريبة. التزم نتنياهو للأمريكيين بأن يفرج عن كل القتلة الذين سجنوا قبل التوقيع على اتفاقات أوسلو في خريف ،1993 وكان ذلك شرطا لاستعداد "أبو مازن" لإرسال مندوبين إلى المحادثات، والتخلي من جهته عن التوجه إلى مؤسسات الأمم المتحدة للاستمرار في مسار اعتراف المجتمع الدولي بدولة فلسطين والتخلي عن محاكمة إسرائيل أمام المحاكم الدولية المختلفة.

 إن الإعلان المخطط له أيضا بالبناء حيلة دعائية رخيصة ولا داعي لها، فهي لا تُهدّئ اليمين، ومن المؤكد أنها لا تُهدئ أناس المركز واليسار، أولئك الذين يعارضون الإفراج عن سجناء. فإذا كان نتنياهو يقوم بهذا التفضل فليستمتع بمكاسبه الدولية ولا يُفسدن ذلك بإعلان غوغائي ببناء جديد، وهو الإعلان الذي قد يجعل الفلسطينيين يفجرون المحادثات. فما الذي سنحصل عليه إذن؟ سيكون السجناء قد أُفرج عنهم، لكن الشقاق مع الأمريكيين سيزداد عمقا. فنتنياهو يشبه لذلك بقرة تحلب دلو حليب ثم ترفسه برجلها.

هذه هي القصة كلها وكل ما عدا ذلك ضجيج في الخلف لا غاية له".
 
وعلّقت الصحيفة على مقال شيفر، بادئة بالحديث عن جونثان بولارد، مشيرة إلى عدم وجود أية صلة بين الإفراج عن السجناء الفلسطينيين والحيل الدعائية التي يشيعونها حول نتنياهو. وأضافت أن بولارد سيُفرج عنه حينما يحين وقت ذلك بحسب قرار سلطات القضاء في الولايات المتحدة، لا بحسب هذه الحيلة أو تلك.
 
وفيما يتعلق بالخطة الأمريكية للترتيبات الأمنية في الضفة في إطار الاتفاق الدائم، فقد لفتت "يديعوت" إلى رفض الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني تفاصيل الاقتراح الذي أساسه إقامة وسائل تكنولوجية تضمن انسحاب الجانب الإسرائيلي الكامل من الضفة. 

وأوضحت أن وزير حرب الكيان يعلون يرفض الخطة، وأن جهات أمريكية تشير -ردا على ذلك- إلى أن يعلون يضع العصيّ في إطارات التسوية كي لا تُنفذ أصلا. 

واستدركت بأنه من المهم التذكير بأن يعلون انتُخب في إطار ديمقراطي، وأنه مندوب الجمهور الإسرائيلي في المجال الأمني، وأنه في كل ما يتعلق بقضايا الأمن فإن يعلون لديه خبرة وعلم وإخلاص لا تقل عما لدى الجنرال الأمريكي جون ألين الذي قدم اقتراحاته إلى الطرفين.

 وتلفت الصحيفة إلى رأي صحافيين إسرائيليين مفاده، أنه يجب على إسرائيل أن تبقى أبدا في طول الغور لأن عبد الله ملك الأردن هو آخر ملوك الأسرة الهاشمية، وبيّنت أنه في وقت ما حينما نُسب هذا الكلام إلى أرئيل شارون الذي زعم أن الأردن هو فلسطين، ناله التنديد به من كل جانب، لكن هذا الكلام يمر في هدوء الآن.
 
وأكدت أنه اليوم لم تعد هناك أية أهمية ووزن لما يقوله الجنرالات الإسرائيليون اليوم، ولهذا فإن الجهد الذي يبذله فريق جون كيري لإقناع مسؤولي جهاز الأمن "السابقين" بعبقرية اقتراحهم الأمني محكوم عليه بأن يُنسى مع خطط أخرى كُتبت ثم انقرضت وأُلقيت في حاويات القمامة الإلكترونية.
 
وتفترض الصحيفة أن رئيس وزراء الكيان يهمه شيء وحيد، هو بقاؤه، وهو واحد يعمل بحسب أفق يوم واحد.
 
وتستنتج أنه بحسب هذا الفرض، فإنه سيفرج عن كل السجناء حتى آخرهم كما التزم نتنياهو، وإنه لا يوجد عند نتنياهو أية قيمة مقدسة: حتى لو ثبت في هذه الأيام أن جزءا من العمليات "الإرهابية" التي تشهدها إسرائيل يخطط له من أُفرج عنهم بصفقة شليط التي وقع نتنياهو عليها.
 
وبعبارة أخرى، ترى الصحيفة أنه لا يوجد أي تفاوض بل يوجد كلام فارغ فقط.
 
وتضيف أنه سيستمر البناء في المناطق بل سيستمر الأمريكيون في إصدار اقتراحاتهم لأنه كما قيل بالإنجليزية من قبل وبترجمة حرة إلى العبرية، لا يوجد عمل أفضل من أعمال مسيرة السلام. فالمشتغلون بها يستمتعون بالارتحال في طائرات الإدارة الأمريكية، بل قد يوجد احتمال الفوز بجائزة نوبل صغيرة.
 
وتخلص "يديعوت" إلى أن جميع المشاركين في هذا العمل سيستمرون في تأدية ما عليهم إلى أن يقلب الفلسطينيون الطاولة، لذلك فإنه يجوز الاستمتاع بالعمل.