فنون منوعة

"سوبر ماركت ثقافي" بمصر يبيع "المعرفة" بالمجان

(تعبيرية)
"سوبر ماركت ثقافي".. هي فكرة راودت الشاب المصري عبد الرحمن عباس (24 عاما)، عندما كان عضوا بحركة "6 أبريل/ الجبهة الديمقراطية"، قبل أن تتحول إلى حقيقة في تموز/ يوليو الماضي. 

و6 أبريل حركة سياسية شبابية معارضة، ظهرت في عام 2008، وفي آب/ أغسطس 2011 انشقت مجموعة من الحركة، وأعلنت نفسها حركة "6 أبريل/ الجبهة الديمقراطية".

عضوية عبد الرحمن استمرت بالحركة، عام واحد فقط عقب ثورة 25 كانون ثاني/ يناير 2011، حاول خلالها القيام بدور توعوي بين شباب الحركة، وتشكيل لجنة تثقيفية، لكن بحسب قول عبد الرحمن: "كان الطابع الاحتجاجي للحركة، يغلب علي الطابع الثقافي، فرحلت، ومعي الفكرة".

و"سوبر ماركت ثقافي"، هو الاسم الذي استقر عليه عبد الرحمن، ليطلقه على فكرته، من بين أسماء عديدة راودته، مثل "جبهة الإبداع الثقافية"، و"الحرية الثقافية" وغيرهما من الأسماء، لكنه في النهاية كان يميل إلى أن يخرج باسم بسيط ودارج ويعرفه كل الناس.

مؤسس "سوبر ماركت ثقافي" قال: "كلنا في المجتمع، نذهب لشراء حاجاتنا من الـسوبر ماركت (مركز تسوق)، الفرق هو أنك لدينا لن تجد عروضا لمواد غذائية، لكن ستجد بدلا منها، ألوانا من الثفافة، والفن، والسياسة، والأدب وغيرها".

وانطلق "سوبر ماركت ثقافي"، عبر موقع التواصل الاجتماعي"فيس بوك"، بصفة دائمة في 13 تموز/ يوليو الماضي، وبدأ ينشر أفكاره، وتشكل في شهر آب/ أغسطس الماضي، أول فريقين عبر صفحة الـ"فيس بوك"، في طنطا، وأسوان، معبرين عن الحركة الثقافية، بحسب عباس.

عباس يتذكر أول قضية ثقافية طرحها الـ"سوبر ماركت"، للنقاش في ندوة أقيمت في مدينة طنطا تحت عنوان "ما بعد 30 يونيو/ حزيران 2013"، وناقشت تطورات الوضع في البلاد، بعد المظاهرات الاحتجاجية، التي خرجت ضد الرئيس المنتخب محمد مرسي، وانتهت بالانقلاب عليه في 3 تموز/ يوليو 2013.

وقال عباس: "تلا هذه الندوة، ندوات أخرى ناقشت، منظومة الأجور في مصر، والمصالح الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط، وغيرها من القضايا، وبخلاف الندوات، لدينا الآن مبادرة بعنوان، وتطرح 10 قضايا للمناقشة، عبر محاضرات، تعقد بمقرات بعض الأحزاب السياسية مثل حزبي الخضر (أسسه الدبلوماسي الأسبق حسن رجب عام 1990)، والمصري الديمقراطي (تأسس في 2011) اللذين وافقا على استضافتنا".

وحول سبل الانتشار، يقول عباس: "لا نمتلك مالا، أو مقارا، نعتمد على الاتصال الشخصي، والتواصل مع الحركات الاحتجاجية، والأحزاب السياسية، ووسائل الإعلام، عملنا يتم بشكل مؤسسي، توزع فيها المهام، فهناك متحدث إعلامي، ومسؤول اتصال وميديا، ومسؤول تجهيزات، وآخر للحشد، وهكذا".

قلة الحضور في الندوات أمر لا يزعج أعضاء الـ"سوبر ماركت ثقافي"، فعباس يراها "تجربة وليدة، تحتاج إلى مزيد من الدعم الإعلامي، وأصحاب الرؤى، والوعي لحث المجتمع للاتجاه إلى المعرفة، ومع مرور الوقت، والانتشار، ستتمكن الحركة من تشكيل مجلس ثقافي، يقدم تلك الفنون، بالمجان، على نحو أشبه بمعهد فرنسي، يدرس جميع العلوم، من أجل المعرفة، وليس الحصول على شهادة تخرج".

وتابع عباس: "نريد أن نحرر مفهوم الفن، والثقافة، والأدب، والسياسة، من مجرد الحصول على شهادة وفقط، بل لابد أن يتصدر المشهد بعد آخر، وهو الوعي، والمعرفة".

"ما المانع أن يصبح "سوبر ماركت ثقافي"، وزارة ثقافة مستقلة، أو بديلة، في ظل ركود الحراك الثقافي، والفني في مصر؟"، سؤال طرحه عباس، مؤكدا أن الانضمام للحركة، مبني على الإيمان بالفكرة، ولا علاقة له بأي فكر سياسي، أو أيدولوجي.

مروة موافي إحدى العناصر النسائية بفرع الـ"سوبر ماركت ثقافي"، في مدينة طنطا تتوقع "نجاح الحركة في جذب شباب جدد، خاصة ممن يرغبون في البعد عن صراعات السياسة الدائرة، فضلا عن أن هناك شرائح أخرى من الشباب حريصة على أن تتعلم وتقرأ وتعرف".

وبررت ضعف تواجد العنصر النسائي بالحركة في بدايتها بـ"طبيعة المجتمع المصري الشرقي، الذي ما يزال لديه تحفظات على مشاركة الفتيات في العمل العام"، معبرة عن آمالها "أن يكون المستقبل أفضل".