سياسة دولية

نيويورك تايمز: واشنطن وطهران في خندق مواجهة القاعدة

واشنطن وطهران تقفان اليوم في خندق واحد لمواجهة مقاتلي القاعدة - أرشيفية

قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن الولايات المتحدة وإيران تقفان الآن على نفس الجبهة في الصراع الدائر في الشرق الأوسط، ففي الوقت الذي تواصلان المحادثات حول الملف الإيراني النووي، إلا أنهما تتعاونان في ملف آخر وهو مواجهة القاعدة.

 وكما تقول الصحيفة فقد أصبحتا في هذا الموقع بسبب معارضتهما المشتركة "للحركة الدولية من المقاتلين الشباب السنّة، الذين يرفعون الكلاشنيكوف، وهم يسيرون في عربات البيك أب التي يرفرف عليها علم القاعدة". 



ويقول التقرير إن السعودية يحكمها رجال عجزة ضلوا طريقهم، مشيرا إلى الكيفية التي لعب فيها الإيرانيون أوراقهم في المنطقة، ونظرتهم لوضعهم حيث يرون أن السعودية على حافة الانهيار، وأنها تدار من قبل حكام عجزة، يتحدثون في خطب الجمعة والحوارات التلفازية.



 ويقول شاه محمداني الذي يدير معهدا لتشجيع الحوار بين السنّة والشيعة: "نشعر بالقلق تجاه السعودية التي أصبحت ضعيفة وغير مستقرة" مضيفا: "مع أننا نتعامل معهم كمنافسين، إلا أننا سنتأثر بكل الآثار المرعبة لو حدث خطأ هناك".



وفي مجال التعاون مع الولايات المتحدة لمكافحة القاعدة أشارت الصحيفة إلى العرض الذي قدمته حكومة الجمهورية الإسلامية في إيران لحكومة نوري المالكي الذي يواجه أزمة في الفلوجة والرمادي في محافظة الأنبار، وفي الوقت نفسه سرّعت الولايات المتحدة من عمليات إرسال الأسلحة للجيش العراقي لمواجهة مقاتلي القاعدة في الفلوجة.



وتحدثت عن تردد الولايات المتحدة في التدخل في الصراعات التي تمر بها المنطقة حيث يتراجع نفوذها، في الوقت الذي "يعيش العراق الذي أنفقت عليه تريليون دولار، وخسرت فيه أكثر من أربعة آلاف جندي حالة من عدم الإستقرار".



وبالإضافة للعرض العسكري من إيران، أشار جون كيري، وزير الخارجية الأمريكي أثناء جولاته المكوكية في المنطقة إلى إمكانية لعب إيران دورا مهما في مؤتمر (جنيف-2) لحل الأزمة السورية باعتبار إيران الحليف القوي لنظام بشار الأسد.



 ومع أن البعض يرى التحرك نحو إيران نجاحا لجهود الرئيس الإيراني حسن روحاني ووزير خارجيته محمد جواد ظريف البراغماتية، إلا أن البعض الآخر يرى فيه محاولة من إيران لتهدئة الغرب من خلال التعاون في محاربة الجهاديين في المنطقة. ولا ينكر الإيرانيون حتى من هم خارج معسكر الإصلاحيين وجود مصالح مشتركة بين البلدين، وبحسب عزيز شاه محمداني، مستشار الأمن القومي الإيراني السابق "من الواضح أننا نبني أرضية مشتركة مع الأمريكيين". مضيفا أنه يجب أن لا يكون هناك عدو أبدي لأي بلد سواء "لنا أو لأمريكا".



ويقول ما شاء الله شمس الواعظين، الصحافي الإصلاحي "نواجه نفس العدو، وعدو عدوي هو صديقي". ويشير كيف قامت المخابرات الإيرانية بتقديم معلومات موثوقة للقوات الأمريكية الخاصة في أفغانستان عام  2001 في الحرب ضد طالبان.



وفي الوقت الذي تعترف فيه الولايات المتحدة بالدور المحتمل لإيران في المنطقة؛ من أفغانستان إلى سورية، إلا أنهم يقولون إن التركيز الآن هو على الملف النووي، وأي تعاون في مجال آخر يعتمد على التقدم في هذا الملف. 



وتوصل المسؤولون الأمريكيون إلى أن روحاني وظريف لديهما السلطة للتفاوض حول الملف النووي، ولكن لا يعرفون إن كانت هذه السلطة تمتد إلى ملفات أخرى مثل سورية حيث يؤثر فيها الحرس الثوري من خلال لواء القدس الذي يقدم أسلحة لحزب الله الذي يقاتل إلى جانب الأسد. وتقول الصحيفة إن التحسن في العلاقات بين البلدين عمره عام تقريبا، حيث قام البلدان بتوسيع خطوات التقارب مما أغضب أهم حلفاء أمريكا في المنطقة (السعودية). وبدأت المحادثات عبر سلسلة من اللقاءات السرية في عُمان وتوجت بالإتفاق النووي في جنيف، وهو ما يعبّد الطريق نحو استئناف العلاقات بين البلدين المقطوعة منذ ثلاثة عقود بعد الثورة الإسلامية عام 1979.



وتشير الصحيفة إلى أن الإتفاق الكيماوي الذي هندسه فلاديمير بوتين، ووافقت بموجبه سورية على تسليم أسلحتها الكيماوية، لقي دعما قويا من إيران، وشاركت في ترتيبه بشكل جزئي.

ويقول بعض نقاد الإدارة الأمريكية إن الأخيرة تحاول تقوية موقف إيران على حساب حلفائها التقليديين في المنطقة خاصة السعودية وإسرائيل. ويقولون إن إيران لم تتوقف عن دعم حزب الله؛ الحليف الإقليمي لها وللأسد ومتورطة بشكل عميق في الشأن العراقي الداخلي. 



ويقول المحللون المتخصصون في الشأن الإيراني إن طهران تمارس إستراتيجية ذكية، وتستخدم الولايات المتحدة لإضعاف منافستها الإقليمية (السعودية). ويقول هوشانغ تال، عضو البرلمان الإيراني السابق قبل الثورة الإسلامية إن "إيران تعاونت بذكاء مع روسيا واستطاعت تغيير اللعبة في سورية والعراق" مضيفا "لو أحسنا لعب أوراقنا، فسنتغلب على كل من السعودية والإمارات". ويقول مع غيره إن إيران استطاعت مساعدة الأسد للإحتفاظ بالسلطة لوقت طويل ووسعت من نفوذها في العراق وأفغانستان.