وصفت حركة حماس تهديدات المسؤولين الأمنيين المصريين للحركة بـ"أحلام يقظة".
وكانت صحيفة هآرتس الإسرائيلية،الصادرة الأربعاء، احتفت بتقرير لوكالة "رويترز"، ينقل عن مسؤولين أمنيين كبار في السلطة الحاكمة في مصر التي يدعمها الجيش تأكيدهم بأنهم يخططون لإضعاف حركة المقاومة الاسلامية (حماس) التي تدير قطاع غزة، بعد سحق جماعة الاخوان المسلمين في الداخل.
وقال القيادي في حركة حماس مشير المصري ردا على تهديدات المسؤولين الأمنيين المصريين "اعتقد أن هذه أحلام اليقظة وغير موجودة في غزة لأن غزة تعيش وحدة موقف، والمقاومة متوحدة وبوصلتها واضحة نحو العدو الصهيوني وتجربة تمرد كانت خير دليل على فشل أي جهة ممكن أن تمس وحدة غزة".
واضاف المصري في تصريحات خاصة لـ"عربي21" : هذه تصريحات غير مسؤولة وندعو السلطات المصرية إلى لجم كل هذه التصريحات ولجم متحدثيها فهي تخدم العدو الصهيوني".
واعتبر المصري مثل هذه التصريحات "محاولة للوقيعة بين الشعب الفلسطيني الواحد".
وأكد المصري ان "حماس التي طردت العدو الصهيوني وأفشلت المخطط الصهيوني بتحقيق حلمه نحو النيل ونحو الفرات".
ودعا المصري السلطات المصرية لتوضيح الموقف إزاء هذه التصريحات.
وكانت وكالة رويترز نقلت عن أربعة مسؤولين أمنيين ودبلوماسيين قولهم إن الهدف الذي يشير المسؤولون إلى أن تحقيقه قد يستغرق عدة سنوات يتضمن العمل مع حركة فتح خصم حماس السياسي ودعم الانشطة الشعبية المناهضة لها في غزة.
ومنذ أن انقلب الجيش المصري على الرئيس المنتخب محمد مرسي اتجه لتضييق الخناق على اقتصاد غزة من خلال تدمير معظم الانفاق البالغ عددها 1200 نفق كانت تستخدم في تهريب الغذاء والسيارات والأسلحة إلى القطاع الذي يعاني من حصار اسرائيلي.
وقال مسؤولون أمنيون إن رجال مخابرات يخططون بمساعدة نشطاء وخصوم سياسيين لحماس لإضعاف مصداقية الحركة التي سيطرت على غزة في عام 2007 بعد اشتباكات مع حركة فتح التي يتزعمها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.
ووفقا لما يقوله مسؤولون مصريون تواجه حماس مقاومة متنامية من جانب نشطاء سينظمون احتجاجات مماثلة لتلك التي شهدتها مصر وأدت إلى سقوط رئيسين منذ بداية الربيع العربي في عام 2011. وتخطط القاهرة لدعم مثل هذه الاحتجاجات.
وقال مسؤول أمني كبير طلب عدم نشر اسمه بسبب حساسية الموضوع "غزة هي التالية." وأضاف "لا يمكننا أن نتحرر من إرهاب الإخوان في مصر دون وضع نهاية له في غزة الواقعة على حدودنا".
وعندما سئل لماذا لا تلاحق المخابرات المصرية حماس الآن، قال مسؤول أمني ثان "سوف يأتي يومهم".
وتتهم مصر حماس بدعم جماعات متشددة لها علاقة بالقاعدة صعدت هجماتها ضد قوات الأمن في شبه جزيرة سيناء خلال الاشهر القليلة الماضية. وامتدت الهجمات إلى القاهرة ومدن أخرى.
وتنفي جماعة الإخوان المسلمين وحماس اتهامات الإرهاب الموجهة لهما وتقول جماعة الإخوان إنها ملتزمة بسلمية الاحتجاجات.
وشنت الحكومة المؤقتة المدعومة من الجيش في مصر حملة صارمة ضد جماعة الإخوان واعتقلت كل قياداتها تقريبا وآلافا من مؤيديها وأعلنتها رسميا منظمة ارهابية.
لكن الوضع مختلف تماما في غزة حيث حركة حماس مدججة بالسلاح ولديها خبرة سنوات عديدة في القتال ضد اسرائيل .
وقال مسؤول بحماس إن التعليقات التي أدلى بها مسؤولون مصريون لرويترز تبين أن القاهرة تحرض على العنف وتحاول إثارة الفوضى.
وقال سامي أبو زهري المتحدث باسم حماس لرويترز "نؤكد أن حماس لم ولن تتدخل في الشؤون الداخلية لمصر. ويجب ألا يحلم أحد بإضعاف حماس".
وقال مسؤولون إنه حتى الآن كانت الاتصالات بين مصر وفتح قاصرة على مناقشة سبل مساعدة فتح لإضعاف حماس. وامتنعوا عن ذكر أسماء الفلسطينيين المشاركين في تلك المناقشات أو إعطاء تفاصيل بشأن عدد الاجتماعات التي عقدت.
ولدى حماس عدد يقدر بنحو 20 ألف مقاتل بالإضافة إلى 20 ألفا آخرين في قوات الشرطة والأمن.
ورغم المصاعب الاقتصادية المتنامية في غزة فمازال بوسع الحركة الاعتماد على التأييد الكبير الذي تتمتع به بين سكان القطاع البالغ عددهم 1.8 مليون نسمة.
لكن المسؤولين المصريين يأملون في استغلال التوترات مع الجماعات المنافسة حتى إذا لم تكن هناك مؤشرات على حدوث انشقاقات كبيرة حتى الآن.
وقال مصدر أمني مصري آخر "نعلم أن حماس قوية ومسلحة لكننا نعلم أيضا أنه توجد جماعات مسلحة أخرى في غزة ليست على علاقة طيبة مع حماس ويمكن استخدامها في مواجهة حماس".
وقال المصدر "كل ما يريده الناس هو الطعام والشراب وأن تتوفر لهم حياة كريمة وإذا لم تتمكن حكومة سواء كانت مسلحة أم لا من توفير ذلك فإن الناس ستثور عليها في نهاية الامر".
في أوائل كانون الثاني/ يناير استضافت القاهرة علانية أول مؤتمر لجماعة شبابية جديدة مناهضة لحماس تحمل اسم تمرد وهو نفس الاسم الذي استخدمته حركة الشباب المصرية التي قادت احتجاجات العام الماضي لإسقاط مرسي.
ووقف أعضاء تمرد الفلسطينية وهم يلفون العلم الفلسطيني حول أعناقهم لإبراز ما يصفونها بأنها جرائم حماس ضد الناشطين في غزة.
وحضر هذه المناسبة ممثلون للأحزاب الليبرالية المصرية وحركة فتح.
وقال أيمن الرقب المسؤول بحركة فتح في القاهرة في كلمة أمام المؤتمر إنهم يؤيدون الحركة وأي حركة سلمية ضد وحشية الجماعة الإسلامية التي هي جزء من "جماعة الاخوان المسلمين الإرهابية".
واتهمت حماس أعضاء تمرد بأنهم عملاء لاسرائيل ونفت مزاعم التعذيب.
ودعا ناشطون في القاهرة إلى تنظيم احتجاجات في غزة يوم 21 آذار/ مارس.
لكن المسؤولين يسلمون أيضا بأن الخطة قد تستغرق عدة سنوات على الأرجح.
وكان المسؤولون الأمنيون غضبوا عندما أصبح مرسي أول رئيس لمصر يلتقي مع قادة حماس في قصر الرئاسة. وأرسل مرسي رئيس وزرائه إلى غزة في اليوم الثاني من هجوم اسرائيلي على القطاع في تشرين الثاني/نوفمبر 2012.
وبقي معبر رفح الحدودي بين مصر وغزة مفتوحا معظم فترة حكم مرسي مما سمح بتدفق الأغذية والسلع الأساسية على غزة.
وبعد الإطاحة بمرسي بدأ الجيش تدمير مئات الانفاق. ولم يسمح لأي مسؤول من حماس بالسفر إلى مصر منذ ذلك الحين.
وفي الشهر الماضي اتهم النائب العام المصري حماس بالتآمر مع مرسي وإيران على شن هجمات ارهابية في مصر.
وقال المسؤول الأمني "نعرف أن حماس هي الإخوان وأن (أعضاء) الإخوان إرهابيون ولا يمكن لأي بلد أن يتطور مع وجود إرهابيين فيه".
وقال اسماعيل هنية رئيس الحكومة في غزة مرارا منذ تموز/ يوليو إن حركته تركز فقط على عدوها اللدود اسرائيل وليس لها وجود مسلح في مصر.
وقال هنية لمؤيديه الشهر الماضي إن حماس لا تتدخل في شؤون مصر الداخلية وإن مصر لا يمكنها الاستغناء عن حماس ولا يمكن لحماس الاستغناء عن مصر. وأضاف أن هذه الصلة التاريخية والجغرافية والامنية لا يمكن أن تقطع أبدا.
غير أن المسؤول الأمني المصري الذي طلب عدم نشر اسمه رفض تصريحاته، وقال "يمكن لقادة حماس أن يقولوا ما يريدون عن دورهم في سيناء.". وأضاف "نحن لا نعتمد في تقديراتنا عليهم وإنما على المخابرات والمعلومات".
دحلان في القاهرة
وكانت مصادر إعلامية فلسطينية مقربة من القيادي المفصول في حركة "فتح" محمد دحلان النقاب عن أن الأخير اجتمع الاثنين 6/1/2014، مع وزير الدفاع المصري، الفريق أول عبد الفتاح السيسي، وكان قطاع غزة على رأس جدول أعمال اللقاء.
ويأتي هذا اللقاء حسبب وكالة قدس برس في ظل تحريض مصري رسمي وإعلامي ضد حركة المقاومة الإسلامية "حماس" واتهامها بالضلوع في عمليات تفجيرية وقعت في عدة مواقع في مصر، بزعم دعم جماعة الإخوان المسلمين، وهو ما نفته "حماس" رسميًا.
وقال موقع "أمد" للإعلام إنه علم من مصادر مصرية وصفها بـ "موثوقة جدًا" أن الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع والانتاج الحربي المصري، الذي قاد الانقلاب العسكري في مصر في الثالث من تموز/ يوليو الماضي، استقبل في القاهرة القيادي المفصول من حركة "فتح" محمد دحلان، والذي يقيم في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وذكر الموقع أن اللقاء بين السيسي ودحلان تناول الأوضاع في قطاع غزة، مشيرًا إلى أن اللقاء تناول مواضيع عديدة، دون أن يفصح عنها.