حشود المحتفلين بالذكرى الثالثة لثورة 11 فبراير - عربي21
احتشد مئات الآلاف من اليمنيين الأربعاء في العاصمة صنعاء، ومناطق أخرى للاحتفال بالذكرى الثالثة للثورة الشبابية الشعبية التي اندلعت في 11 شباط/ فبراير 2011، وأطاحت بحكم الرئيس علي عبدالله صالح.
وشهدت كل من صنعاء وإب وتعز وعدن ومأرب، ومناطق أخرى على امتداد البلاد .
وطالب المحتشدون اليمنيون في كل ميادين الحرية والتغيير في عدد من المحافظات، باستكمال تحقيق أهداف الثورة، والإفراج عن المعتقلين على ذمة الثورة الشبابية .
وبدوره، أكد عضو اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية محمد الصبري، أن"الذكرى الثالثة لثورة 11 فبراير تأتي، وكوكبة من شبابها يقبعون في السجون، وذنبهم الوحيد أنهم شاركوا في ثورة التغيير".
وأضاف في حديث لــ "عربي 21" أن "الثورة اليمنية انتهجت منهجاً تصالحياً، مع من أفسدوا الماضي، ويسعون لإفساد الحاضر، وكان من المفترض الإفراج عنهم كجزء من المصالحة السياسية، خاصة وأن المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية التي رعت التسوية السياسية نصت في المادة (13) الفقرة (أ)، على اتخاذ الخطوات اللازمة للتشاور مع سائر الجهات المعنية لضمان وقف جميع أشكال العنف، وانتهاكات القانون الإنساني.
وحول الأهداف التي حققتها ثورة 11 فبراير، قال الصبري إن "الثورة الشبابية في اليمن حققت هدفها الأول وهو إزاحة الحكم العائلي الذي حول البلاد إلى مملكة خاصة به"، مؤكداً إدراك الثورة اليمنية أن المرحلة الحالية تقتضي العمل على تفكيك النظام السابق، وبناء دولة التغيير، وعادة ما تجابه بحرب من قوى تقليدية تعتقد أن "التغيير عقبة أمام مصالحها".
ووفقاً للصبري فإن "هناك من استعجل المظالم، وربما جاءت سياسية المحاصصة بنسيج غير متجانس في حكومة الوفاق الوطني، بسبب غياب الإطار السياسي الجمعي لقوى الثورة، وخاصة التي وقعت على المبادرة الخليجية"، مشيرا إلى أن "الأمر خلق تذمرا لدى البعض أعقبته ردود فعل قد لا تكون محسوبة العواقب، وقد تؤدي إلى هدم المعبد على من فيه"، في إشارة الى جبهة إنقاذ الثورة التي تقودها قيادات شاركت في الثورة الشبابية، وتطالب اليوم من خلال الاحتجاجات التي تقودها بإسقاط حكومة الوفاق.
واعتبر أن "مثل هذه الأعمال لا تخدم التغيير، بل ستتيح الفرصة لبعض القوى المتمثلة في النظام السابق للانقضاض على الثورة اليمنية، وهم الذين يرون في الأجواء التي هيأتها ثورة الشباب فرصة للانقضاض على ثورتي سبتمبر وأكتوبر التي اندلعت في ستينيات القرن الماضي".
واتهم الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، بالتورط في دعم جماعة الحوثي، وذلك لمواجهة مد التيارات السنية، وللعب أدوار سياسية، على حد قوله.
وأردف قائلاً إن "اندلاع ثورة الشباب في 11 من شباط/ فبراير 2011، أفقدت الرئيس السابق عناصر اللعبة".
وشدد على أن "قيادات النظام السابق تسعى الآن إلى استعادة تحالفاتها السابقة، بما فيه التحالف مع الحوثيين، للتنكيل بماكانوا سببا في سلبه مقاليد الحكم".
ولفت الصبري في حديث مطول لــ"عربي 21" إلى أن "المتابع للأحداث الإقليمية سيجد أن هناك قوى إقليمية خاصة في الإمارات العربية المتحدة، وبعض أجنحة الحكم في المملكة العربية السعودية ترى أن "الثورة اليمنية خطر، خاصة إذا ما نجحت في تحقيق أهدافها، ما جعلها تسعى إلى إفشالها أيّا كانت الخسائر".
وخاطب القيادي في الثورة اليمنية تلك القوى بأنها تخطئ في هذه الحسابات، كما أخطأت في التآمر على النظام العراقي أثناء حكم الرئيس الراحل صدام حسين، حيث لم تجن تلك الدول سوى أن "المد الشيعي أصبح متاخماً لحدودها".
ويعتقد الصبري بأن "هناك أخطاء صاحبت ثورة 25 يناير المصرية، وهذا حال الأعمال البشرية، ولكن المتأمل للأحداث بعد انقلاب 3 يوليو، سيجد أن "من وقفوا مع الانقلاب بدأوا يحصدون نتائج سلبية وخاصة فيما يتعلق بالحقوق والحريات".
وقال إن "الانقلاب العسكري في مصر أعاد البلاد، إلى ما قبل حكم حسني مبارك".
إلى ذلك طالبت الناشطة اليمنية توكل كرمان الحائزة على جائزة نوبل للسلام في كلمة ألقتها أمام الحشود الشعبية في ميدان الستين في العاصمة صنعاء "باسترداد الأموال المنهوبة من قبل رموز النظام السابق"، داعية في الوقت نفسه مجلس الأمن الدولي إلى "فرض عقوبات على الرئيس السابق على عبدالله صالح، وذلك لعرقلته تنفيذ مخرجات الحوار الوطني".
من جهته، قال رضوان سعيد الناشط في الثورة الشبابية في محافظة إب، إن "خروج الجماهير اليوم إلى الساحات بهذه الصورة الكثيفة دليل على أن الشعب اليمني يريد الخير والتقدم والازدهار لبلده، الذي يتطلع إلى مستقبل واعد".
وأضاف لــ "عربي 21 " أنه على الرغم من عمر الثورة القصير، وما رافقها من أخطاء وإخفاقات، إلا أن الشعب يدرك أنه ليس مسؤولاً عن مثل هذه الإخفاقات، بقدر ما هو يريد التغيير نحو الأفضل".
وأوضح أن هناك ثورة مضادة الآن يقودها النظام السابق، والحراك الجنوبي العنصري، وميليشيات الحوثي التي بدأت العمل من أجل الوقوف في وجه التغيير، ليتسنى لها السيطرة على البلد بطريقة سلالية، وطائفية، وهي في الحقيقة تنفذ أجندة خارجية، فكانت الحشود المليونية اليوم بمثابة رد على تلك الدعوات التآمرية".
هذا وقد شهدت محافظة إب حشودا جماهيرية، وصفت بأنها مليونية، احتفالاً بالذكرى الثالثة للثورة الشبابية الشعبية التي اندلعت في 11 من شباط/ فبراير 2011 ضد حكم الرئيس السابق علي صالح.
وفي السياق ذاته، أكدت الناشطة في الثورة اليمنية سمر الجرباني، أن "المرأة اليمنية سجلت حضورا إيجابيا، وبقوه منذ أول يوم لاندلاع الثورة في 11 شباط / فبراير 2011".
وأضافت لــ "عربي 21" أن "المرأة اليمنية شاركت بمختلف مكونات الثورة، بمختلف فئاتها العمرية، وقدمت أغلى ما تملك، فكانت الأم التي قدمت أبنها شهيد، وكانت الزوجة التي ضحت بضياء حياتها (زوجها)، وكانت أيضاً الأخت، لتكون في النهاية الشهيدة".
وأشارت إلى أن "خروج المرأة اليمنية في الثورة أدهش العالم، ليقال لها إنها" السيل الأسود".
ولفتت الجرباني إلى أن "المرأة الريفية لم تكن بمعزل عن أحداث الثورة".
وأوضحت أن "الثورة مكنت المرأة اليمنية من كسر الكثير من القيود المجتمعية، وحققت مكاسب ايجابية لها، وذلك بعد أن حصلت على نسبة 30% في الحوار الوطني".
ودعت المرأة اليمنية إلى الحفاظ على هذه النسبة، لتأخذها في جميع سلطات الدولة، وكافة الهيئات الإدارية".