مقالات مختارة

الفصل بين النووي والإقليمي

1300x600
يقول المسؤولون الأميركيون عشية معاودة المفاوضات بين إيران ومجموعة 5 + 1 في فيينا أن الظروف الراهنة تشكل أفضل فرصة للتوصل إلى حل ديبلوماسي للخلاف على البرنامج النووي الإيراني، ويؤكدون أن المفاوضات في السابق لم تتطرق إلى أي ملفات أخرى، كما يرغب بعض الأطراف العرب، وليس متوقعا أن تتناول أي نقاط خلافية أخرى مثل دور إيران في النزاع السوري، بما في ذلك دور "حزب الله"، إلا إذا حصل تغيير جذري في مواقف طهران من هذه القضايا، وهو أمر مستبعد.

اللافت هو أن المسؤولين الأميركيين يقبلون برغبة إيران في عدم ربط المفاوضات النووية بالقضايا الإقليمية الأخرى، على رغم إدراكهم أن أي مرونة إيرانية إقليمية من شأنها أن تساهم في تحسين مناخ المفاوضات النووية، كما يقبلون بتقاسم الأدوار في القيادة الإيرانية، إذ يتولى الرئيس حسن روحاني ووزير خارجيته محمد جواد ظريف متابعة المفاوضات النووية، بينما تشرف قيادة الحرس الثوري على سياسة إيران في سوريا والعراق ولبنان والبحرين واليمن. وعندما أبلغ الوزير ظريف نظيره الأميركي جون كيري أنه ليس مخولا مناقشة النزاع السوري، لم يفاجأ كيري، لا بل قبل ذلك كواقع سياسي.

المسؤولون في واشنطن يتوقعون مفاوضات صعبة ولا يتوقعون اتفاقا سريعا، ويظهرون تفهما للضغوط التي يتعرض لها الثنائي روحاني – ظريف من القوى المتشددة في الداخل، ويتبرعون بالقول إنهم لن يردوا علنا على التفسيرات الصادرة عن روحاني وظريف والتي تناقض التفسيرات الغربية لمعنى الاتفاق الموقت وشروطه لتفادي إضعاف هذين المسؤولين أمام المتشددين أو إحراجهم أمام الرأي العام.

المسؤولون الأميركيون يقولون إن مصلحة روحاني وظريف تقضي بالتوصل إلى اتفاق نووي، لكنهم يتساءلون عما إذا كانا قادرين على تقديم التنازلات الضرورية للاتفاق وموازنة ذلك مع الضغوط الداخلية.

المسؤولون يقولون إنهم يدركون تخوف الدول العربية الخليجية من أن يؤدي أي اتفاق نووي مع إيران إلى تخلي واشنطن عن مواجهة الدور الإيراني الإقليمي السلبي وخصوصا النزاع في سوريا و"حزب الله". ويضيف هؤلاء أن إيران هي السبب الرئيسي لزيارة الرئيس باراك أوباما للسعودية في نهاية الشهر المقبل، حيث سيسعى إلى طمأنة الملك عبدالله إلى صدقية الالتزامات الأميركية الأمنية لحماية مصالح أصدقائها في الخليج، وأن واشنطن لن تقيم علاقات طبيعية مع طهران إذا واصلت إيران سياساتها الإقليمية الراهنة من الخليج إلى شرق المتوسط.

المسؤولون يعترفون بأن نقاط الخلاف الأخرى مع دول الخليج مثل النزاع في سوريا مستمرة، ويؤكدون أن أوباما لن يغير رأيه الرافض للتدخل العسكري في سوريا، الأمر الذي أزّم العلاقات مع تلك الدول.

(النهار اللبنانية)