صحافة إسرائيلية

حدود هادئة مصلحة مشتركة لحزب الله وإسرائيل

الحدود اللبنانية الاسرائيلية - أ ف ب
اتهم الكاتب الصحفي اليكس فيشمان في مقالته الافتتاحية لـ" يديعوت " حزب الله بالوقوف خلف العبوة الناسفة الكبيرة التي انفجرت على الحدود بين لبنان وإسرائيل، مشيراً إلى أنّ كل الدلائل التي تتعلق بحجم العبوة ومكان انفجارها يشير إلى أن حزب الله هو الفاعل الحقيقي.

واستبعد فيشمان أن يكون الفاعل أحد عناصر داعش خاصة وأن المنطقة كلها تقع تحت نفوذ حزب الله وسيطرته ورمز لقوته.

وقال فيشمان إنّ الهدف من "سلسلة الضربات المتبادلة بين حزب الله واسرائيل على حدود لبنان مع اسرائيل ليُذكر الطرفان بعضهما بعضا بمبلغ حساسية هذه الحدود وقابليتها للانفجار".

وشدّد على أنّ " مصلحة الطرفين أن تظل هذه الحدود هادئة في هذا الوقت على الأقل".

وتالياً نص المقال: 

حاول أحد ما أن يتنكر بلباس القاعدة وفشل، ويجب أن يكون حزب الله.

إن حجم العبوة الناسفة ونوعها والمكان الذي وضعت فيه في منطقة هي جزء من النظام الدفاعي الكثيف لحزب الله – كل ذلك يصرخ قائلا حزب الله. فمن غير المعقول جدا أن يكون نشطاء من منظمة "داعش"، وهم اسلاميون سوريون متطرفون، قد دخلوا الى داخل نظام حزب الله العسكري الثخين في مواجهة اسرائيل، ونفذوا اعمال مراقبة ووضعوا عبوة ناسفة دون أن يعلم حزب الله بذلك. ولهذا فان تحمل هذه المنظمة الاصولية للمسؤولية عن وضع العبوة الناسفة – وهي نفسها من أبرز أعداء حزب الله – لا يقبله العقل.

منذ كان القصف الذي نُسب الى سلاح الجو الاسرائيلي لقافلة سلاح حزب الله في 25 شباط في الحدود بين سوريا ولبنان، قدروا في اسرائيل أن حزب الله سيبحث عن طريقة للتعبير عن عدم رضاه، هذا اذا لم نشأ المبالغة. واستعدت قيادة الشمال بحسب ذلك. وقد أطلقت في الاسبوع الماضي صواريخ على منطقة جبل الشيخ، وتم القضاء على خلية لحزب الله في هضبة الجولان حينما حاولت وضع عبوة ناسفة على الحدود.

كان واضحا أن تلك الاخفاقات لن تصد رغبة حزب الله في "التحدث" الى اسرائيل بالنار بسبب قصف سلاح الجو. ومن المعقول أن نفرض ايضا أن فشل العملية على اسرائيل من الحدود السورية أعاد حزب الله الى العمل من لبنان من المنطقة التي يسيطر عليها.

بعد قصف قافلة السلاح حذرت اسرائيل حكومة لبنان وجيشها من الجرأة على التمكين من اطلاق النار من ارضهما. لكن حزب الله وجد طريقا ملتفا بتنكر منظمة سورية جاءت لتزور مزارع شبعا. ومع ذلك فان العبوة الناسفة التي انفجرت أول أمس في قافلة جنود المدرعات الذين كانوا يسيرون في طول الخط الحدودي بالقرب من موقع ناحل شيئون لم تكن ترمي الى احداث ضرر قاتل بل كانت كما يبدو عبوة متفجرة تبغي اعطاء اثارة. ويمكن أن نرجع اختيار عبوة بهذا القدر الى عدم رغبة حزب الله في أن يورط لبنان بهجوم كبير من الجيش الاسرائيلي، والى محاولة بيانه لاسرائيل أنها قد بالغت. فما بقيتم تقصفون قوافل سلاح لنا في سوريا فسيكون لكم عمل مع السوريين ولكم في لبنان عمل معنا.


لم يهاجم الجيش الاسرائيلي لبنان ردا على ذلك بل هاجم ردا على ذلك مبنيين لحزب الله في الخط الحدودي مع اسرائيل. وهذا تجديد لم نرَ مثله منذ كانت حرب لبنان الثانية في 2006 فقد أرادت اسرائيل أن تُبين لحزب الله فورا ثمن الاحتكاك. إن بضع عشرات الصواريخ التي أطلقت لم تكن كما يبدو قرار قائد محلي بل كانت قرار هيئة القيادة العليا في قيادة منطقة الشمال. وينبغي أن نفرض أنه أعدت في القيادة سلفا خطط تتحدث عن أنه ينبغي الرد فورا بالنار على كل حادثة على الحدود. إن عملية عبوة متفجرة قد تكون تغطية على محاولة اختطاف أو حيلة تضليل لمحاولة الدخول أو تنفيذ عملية اخرى. ولهذا فان الأمر العسكري هو أن تُضرب منطقة الحادثة سريعا بالنار لاجل الردع. وهكذا قصف موقع حزب الله في قرية كيلا بالقرب من المطلة، التي تشرف على منطقة الحادثة والتي ينبغي أن نفرض أنه يوجد فيها المراقبون أو خلية القيادة المتقدمة من حزب الله في هذه المنطقة. وللسبب نفسه قصف ايضا مبنى آخر في مزارع شبعا لحزب الله.

ولما كان حزب الله لم يتحمل مسؤولية عن تفجير العبوة الناسفة ولأنه لم يُبلغ عن وقوع جرحى من الطرفين، فان من المحتمل أن تكون سلسلة اللطمات غير العادية التي تم تبادلها بين اسرائيل وحزب الله قد انتهت على حدود لبنان على الأقل. فقد ذكّر الطرفان بعضهما بعضا بمبلغ كون هذه الحدود حساسة وقابلة للانفجار، وبحقيقة أن مصلحة الطرفين، الآن على الأقل، في أن تبقى هذه الحدود هادئة زاهرة.