يعقد وفد المعارضة السورية المفاوض في مؤتمر "
جنيف 2"اجتماعا، الأربعاء، في الأمانة العامة للائتلاف الوطني السوري المعارض بمدينة إسطنبول.
وقال بدر جاموس الأمين العام للائتلاف الوطني السوري لقوى المعارضة والثورة السورية لمراسل الأناضول اليوم إن "الاجتماع سيعقد على مدى يومين".
وأوضح أن اليوم الأول للاجتماع سيكون لوفد "جنيف 2" لتقييم المواقف الدولية حول مفاوضات جنيف ودراسة تفاصيل جلسة مجلس الأمن الأخيرة والتي طرح بها المبعوث الأممي العربي الأخضر الإبراهيمي تقريره حول مجريات الجولتين وتقييم حصيلة الاتصالات الدولية حول الموضوع.
وأضاف الأمين العام للائتلاف أن "اليوم الثاني للاجتماعات سيشهد لقاءً مشتركا بين الهيئة السياسية للائتلاف والوفد المفاوض في جنيف لتقييم الجولة الأولى والجولة الثانية من جنيف ولبحث آفاق المستقبل حول الحل السياسي".
من جانبه، قال المحامي محمد صبرا عضو الوفد المفاوض في جنيف : " نحن ملتزمون بالحل السياسي إذا توافرت الشروط".
وأضاف صبرا للأناضول "نحن ملتزمون بتحقيق أهداف الشعب السوري أيا كانت الوسائل لتحقيق دولة الحرية والديمقراطية "، مشددا "نحن ملتزمون أيضا بقرارات الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن".
ودعا صبرا العالم أجمع إلى "ممارسة الضغوط على نظام بشار الأسد من أجل إجباره على تنفيذ قرارات الشرعية الدولية التي انطلقت العملية السياسية استنادا لها".
واختتمت منتصف شباط/فبراير الماضي الجولة الثانية من مفاوضات "جنيف2"، التي عقدت الجولة الأولى منها ما بين 22 و31 يناير/كانون الثاني، دون التوصل إلى أي تقدم في سبيل إيجاد حل سياسي للأزمة السورية.
ومنذ آذار/مارس 2011، تطالب المعارضة السورية بإنهاء أكثر من 40 عاماً من حكم عائلة بشار الأسد، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة.
غير أن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري لوقف المظاهرات ضده؛ وهو ما دفع بالبلاد إلى معارك دموية بين القوات النظامية وقوات المعارضة؛ حصدت أرواح نحو 150 ألف شخص، بحسب إحصائيات المنظمات الحقوقية التابعة للمعارضة.
من الجدير بالذكر أنّ فشل الجولة الثانية من مفاوضات جنيف 2 للسلام في سوريا من شأنه أن يهدد بزيادة حدة أعمال العنف بين نظام دمشق ومقاتلي المعارضة، على خلفية عودة التوتر بين موسكو وواشنطن اللتين اطلقتا هذه المبادرة.
ويرى الخبراء أن هذا الطريق المسدود الذي وصلت إليه المفاوضات سيؤدي إلى تفاقم النزاع الذي أوقع اكثر من 140 الف قتيل وتسبب بتسعة ملايين لاجئ أو نازح منذ حوالى ثلاثة أعوام.
وقال فولكر بيرتس مدير المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمن "اخشى ان يؤدي فشل محادثات جنيف إلى تصعيد عسكري. الأمور ستتفاقم على الأرجح".
وأضاف أن الطرفين سيحاولان "أن يثبتا ان بإمكانهما تغيير ميزان القوى على الأرض لصالحهما وإنما غير مرغمين على التفاوض انطلاقا من ضعف".
وأعرب الوسيط الأممي في النزاع السوري الأخضر الإبراهيمي في سوريا عن اسفه لفشل هذه المحادثات مؤكدا أنه لم يتم تحديد أي موعد لجولة مفاوضات جديدة.