صحافة دولية

نيويورك تايمز: تزايد رافضي دعم مصر في الكونغرس

الكونغرس الأمريكي - ا ف ب
كشفت "نيويورك تايمز"، أن السيناتور الأمريكي باتريك ليهي، وهو رئيس اللجنة الفرعية للدعم الأجنبي في مجلس النواب الأمريكي، أعلن أنه لن يدعم دعما عسكريا إضافيا لمصر بعد أحكام الإعدام الجماعية التي أصدرتها محكمة مصرية هذا الأسبوع، ما يضع ضغوطا مهمة على إدارة الرئيس الأمريكي لاتخاذ خطوات ضد النظام المصري الحاكم الذي زودته بمروحيات أباتشي وملايين الدولارات كمساعدات أخرى.

وقاد النائب الجمهوري عن ولاية كنتاكي راند بول، وحده حربا في محاولة منه لتعويق عملية الدعم الأمريكي لمصر. ويبدو أن جهود النظام قد بدأت تحقق النجاح كما تقول صحيفة "نيويورك تايمز".

ونقلت الصحيفة عن ليهي قوله: "لست مستعدا للتوقيع والمصادقة على الدعم العسكري لمصر".
 
وأضاف ليهي وهو نائب عن ولاية فيرمونت: "لست مستعدا للقيام بهذا حتى نحصل على أدلة مقنعة تظهر أن الحكومة المصرية ملتزمة بحكم القانون".

وتلفت الصحيفة إلى أن رد فعل النائب ليهي، جاء بعد قرار محكمة بالمنيا، بإعدام 680 شخصا من مؤيدي الإخوان، من ضمنهم المرشد العام للجماعة محمد بديع، بعد اتهامهم بقتل ضابط شرطة واحد في الأحداث التي تبعت الإطاحة بالرئيس محمد مرسي، فيما حظرت محكمة أخرى نشاطات جماعة ليبرالية لعبت دورا في إسقاط نظام حسني مبارك في عام 2011 (هي جماعة 6 إبريل).

وتوضح أن قادة الكونغرس وصقور الحزب الجمهوري حاولوا محاصرة بول وحلفائه، لكن حتى المعارضين له من الحزب الجمهوري يقولون الآن إن هناك حاجة لإحداث تغييرات في السياسة الأمريكية.

وتنقل عن ليندزي غراهام، النائب الجمهوري عن ولاية ساوث كارولينا، قوله، إنه سيدعم تعهدات إدارة أوباما بتسليم الجيش المصري مروحيات كي يستخدمها من أجل تحقيق الأمن في شبه جزيرة سيناء، لكنه قال إنه لن يدعم تقديم مساعدة بقيمة 650 مليون دولار أمريكي للحكومة المدعومة من الجيش، مبررا ذلك بقوله: "لست مستعدا للاستثمار في مصر على جانب الجيش وعلى الجانب الاقتصادي لأنني لا أعرف ما الذي أقوم باستثماره". 

وأضاف: "أنا متردد في وضع أرصدة عسكرية أو دولارات أمريكية في مصر التي أعتقد أنها تسير على طريق الكارثة".

أما جون ماكين، النائب الجمهوري عن ولاية أريزونا وأحد الأصوات القيادية في هذا الموضوع، فقد نقلت عنه الصحيفة، أنه يدعم استمرار الدعم العسكري، لكنه يريد ربط أي دعم عسكري بتحقيق خطوات على المسار الديمقراطي. ويجب أن يتم الدعم من خلال المنظمات غير الحكومية.

وأشارت إلى أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، كان قد عبر عن قلقه لنظيره المصري نبيل فهمي الذي التقاه في واشنطن، حيث قال إن "القرارات الصادرة عن القضاء وضعت تحديات كبيرة أمامنا".

وأضاف كيري: "في الحقيقة نتطلع لأشياء معينة كي تحدث وتعطي الناس حسا من الثقة"، والآن ما يهم هو الأفعال لا الكلمات، حسب قوله.

وتوضح الصحيفة أن بول يرى أن التغير المفاجئ في الموقف كان تأكيدا لمواقفه، حيث دعا إلى قطع كل أشكال الدعم عن مصر، وهي الدعوات التي رفضها هاري ريد، رئيس الغالبية الديمقراطية في الكونغرس. لكن إصرار النائب بول جعل من الموضوع شوكة في خاصرة القيادة الديمقراطية. فيما مارس النائب ليهي بصفته رئيسا للجنة الفرعية لعمليات الدعم الخارجي دورا مؤثرا.

وتشير إلى أن بول يقول، إنه كان يدعو معارضيه من النواب الجمهوريين لدعم مواقفه في ظل الممارسات الأخيرة في مصر. ويضيف: "أعتقد أن هناك نقاشا قويا يقول إنه عندما لا يسمح لثلث السكان بالتصويت فإنها ليست ديمقراطية، وقد حكموا على 683 بالإعدام".