علوم وتكنولوجيا

هل أنت مدمن "selfie".. إذا أنت نرجسي !

نجوم سينما في حفل أوسكار أثناء التقاط "سيلفي" - أرشيفية

 انتقلت حمى صور الـ Selfie أو الصور الملتقطة ذاتيا إلى العالم العربي، بعد أن انتشرت موضة "السيلفي" في العالم عقب التقاط 12 نجما هوليوديا في مهرجان أوسكار صورا ذاتية لهم مسجلة أكبر رقم مشاهدات على "تويتر".
 
واجتاحت "السيلفي" العالم العربي وانتشرت آلاف الصور على صفحات التواصل الاجتماعي لأشخاص يلتقطون صورا ذاتية لهم كان أكثرها جدلا قيام شاب ليبي مخضب بالدماء بالتقاط صورة له مباشرة عقب حادث سير تسبب له بجروح بالرأس.
 
هذا الهوس الذي اجتاح العالم دفع بعلماء النفس لتصنيفه في بعض الأحيان ضمن الاضطرابات النفسية، كما تشير دراسة أعدتها الرابطة الأمريكية للطب النفسي "APA" أشارت إلى أن صور "السيلفي" دليل على "اضطراب عقلي" لدى الشخص الذي يصوّر نفسه.
 
رئيس قسم علم الاجتماع في الجامعة الأردنية والخبير النفسي د. مجد الدين خمش قال لـ"عربي 21" إن صور "السيلفي" تؤشر على وجود "نرجسية رقمية" عند الشخص.
 
وتابع: "نحن دخلنا مرحلة النرجسية الرقمية، والنرجسية كما تقول الأسطورة أن شخصا جميل المظهر اعتاد كل يوم النظر لنفسه من خلال انعكاس صورته على سطح ماء البركة و في ذات يوم سقط فيها ومات وظهرت مكانه زهرة النرجس، و في هذه الأيام تم استبدال انعكاس الصورة على سطح الماء بكاميرات بالهواتف الذكية".
 
وبحسب د.خمش "حب الناس للشهرة وتقليد المشهورين والفنانين دفع العديد للإقبال على صور "السيلفي" حيث أوضح: "يحب الناس تصوير أنفسهم في ظروف مواقف مختلفة، وهي رغبة دفينة لدى الشخص ليظهر بمظهر المتوازن ويظهر كالمشاهير والفنانين، حيث سهلت التقنية ذلك وعملت على ما أسماه ديمقراطية الشهرة، إذ لم تعد الشهرة والوصول للناس حكرا على المشاهير، فالتقنية الرقمية أعطت فرصا متساوية للجميع للظهور".
 
إلا أن خمش يرى أن "الهوس بالسيلفي" لا يرتقي إلى مستوى الخلل أو المرض النفسي معتبرا إياه "شيئا طبيعيا بسبب التطور التكنلوجي، حيث كان الجيل الماضي يرى نفسه بالمرآة ليستعاض عنها فيما بعد بكاميرا الهاتف".
  
ولم تقتصر حمى السيلفي على الفنانين، إذ يبدو أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما مهووس هو الآخر "بالسيلفي" حيث التقط صورة مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون ورئيسة وزراء الدنمارك هيله ثورنينغ شميد، خلال مراسم تكريم نلسون مانديلا في جنوب إفريقيا.
 
كما التقط أوباما صورة سيلفي أخرى احتلت مساحة من وسائل الإعلام مع رئيس وزراء ماليزيا نجيب تون عبدالرزاق.
 
لكن هل زاوية التصوير هذه كانت معروفة في السابق؟؟ يجيب نادر الداود مدرب التصوير الفوتوغرافي والذي يعمل في وكالات عالمية أن زوايا التصوير معروفة ولم يكن من بينها "السيلفي" التي فرضت نفسها على عالم التصوير مؤخرا وبقوة، إذ سابقا كان الشخص يحتاج إلى شخص ثان كي يصوره".
  
وأشار الداود لـ"عربي 21" إلى أن هذه الصورة لا تحتاج إلى عدسات خاصة، إلا أنها تخضع لنفس قوانين التصوير من حيث "الكادر" والإضاءة، ويعتمد المصور المبتدئ في تصوير السيلفي على مد يده إلى الأمام لإخراج أكبر عدد أشخاص في "الكادر"، بل إن تقنيات جديدة متخصصة أصبحت تظهر في صور السيلفي تنتجها شركات الهواتف كالعصي الطويلة المزودة بزر للتصوير، من أجل إعطاء المصور مساحة وكادرا أوسع".
 
وتباع هذه العصا المخصصة لالتقاط الصورة بمبلغ يتراوح من 20 إلى 30 دولار حسب نوع الهاتف.
 
حنان خندقجي اشترت هذه العصا لهاتفها الذكي لتنشر عشرات الصور الملتقطة ذاتيا تحت هاشتاج Selfie# على مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" و"تويتر" و"انستجرام".
 
تقول خندقجي إنها "تحب التصوير وتوثيق ذكرياتها مع الأصدقاء من خلال عدسة هاتفها، وفي كثير من الأحيان تتردد بالطلب من شخص غريب تصويرها مع من تحب، إما خجلا أو خوفا من سرقة هاتفها!! إلا أنها تقر أن تصوير السيلفي موضة وهي لحقت بها".
 
أما روان فقد اعتادت هي الأخرى على نشر صور "السيلفي" على صفحتها الخاصة على "فيس بوك" وترى أن الموضة وخصوصا قيام مشاهير بتصوير "السيلفي" هو سبب انتشار هذا النوع من الصور، خصوصا أن الهواتف الذكية مزودة بكاميرا أمامية كانت تستخدم لإصلاح "المكياج" وبعد انتشار "السيلفي" أصبحت تستخدم للتصوير، ما يجنبك إحراج الطلب من شخص آخر تصويرك خصوصا اذا كنت ترغب بالتقاط عشرات الصور في نفس اللحظة".
 
واستغل بعض الشباب انتشار هاشتاج Selfie# لتسليط الضوء على مشاكل و قضايا معينة، كما فعل شباب تونسيون عندما اطلقوا حملة باسم "نظف تونس" مستغلين "السيلفي"، إذ اقدموا على تصوير أنفسهم صور مع القمامة في شوارع تونس، وذلك سخرية من صورة "سيلفي" لوزيرة السياحة آمال كربول، التي نشرتها على صفحتها الرسمية في مكان نظيف معلّقةً "هذه تونس".
 
وسجل عام 2014 حسب محرك جوجل العام الأكثر لنشر الصور على الإنترنت، واحتلت السيلفي نسبة كبيرة منها إذ بلغ مجموع الصور التي نشرت 880 مليار صورة، أي 123 صورة لكل واحد من سكان الأرض.
 
وبينت دراسة لشركة "سامسونغ" لصناعة الهواتف أن 17 في المائة من الرجال و10 في المائة من النساء يلتقطون صور "سيلفي" "لأنهم يرغبون أن تكون لديهم صور جميلة لأنفسهم".