أعلنت المؤسسات العاملة لفلسطين في أوروبا عن بدء تحرك عاجل يشمل المناطق المطلة على البحر، والتي وصل اليها بعض أبناء الشعب الفلسطيني القادمين من قطاع غزة عبر البحر، والذين قادتهم الظروف القاسية بعد الحرب إلى المخاطرة بحياتهم وركوب البحر، هروبا من الموت وبحثا عن الأمان.
وذكر بيان لمؤتمر فلسطينيي أوروبا الثلاثاء، أن وفدا من المؤتمر توجه إلى صقلية لتفقد أحوال الناجين والوقوف عن قرب على حقيقة الوضع. ويضم الوفد زياد العالول رئيس المنتدى في بريطانيا ومحمد حنون رئيس التجمع الفلسطيني في إيطاليا. وسيقوم الوفد بمعاينة الوضع والوقوف على الحاجيات في عين المكان والتواصل مع الجهات الرسمية في محاوله لتقصي المعلومات وتزويد الأهالي بها.
وسيتوجه وفد إلى اليونان لزيارة الناجين في مستشفيات اليونان وتقديم العون اللازم لهم، فيما سيتم البحث في إمكانية نقل الجثث وإجراءات الدفن لمن قضى في هذه المأساة. هذا، إضافة إلى وفد من الدول الإسكندنافيه ممثلا بمحمد أبوالهيجا من مركز العدالة بالسويد ومحمد سلامة ممثلا للمنتدى الفلسطيني بالدنمارك، سيتوجه إلى جزيرة
مالطا حيث بعض الناجين والضحايا.
وشُكلت خلية أزمة لمتابعة ومواجهة المستجدات تضم ممثلين عن هذه المؤسسات وعلى رأسها الأمانة العامة لفلسطينيي أوروبا.
وكان مركب يحمل عددا كبيرا من الغزيين انطلق مساء السبت (6|9)، من الإسكندرية باتجاه الشواطئ الإيطالية، ويحمل على متنه 400 راكب، العشرات منهم من غزة، وتعرض القارب يوم الأربعاء لاصطدام متعمد من سفينة شحن على متنها 6 أشخاص.
فيما نقلت السلطات
المصرية أن هناك قاربا
غرق مساء الجمعة (12|9) على متنه عدد من الفلسطينين، تقول السلطات المصرية إن من الوفيات 15 فلسطينيا، بينما خرج القارب الثالث من بنغازي الليبية السبت الماضي، وكان القارب أقرب للمياه الإقليمية الليبية، وعلى متنه عدد قليل من سكان غزة (نحو 10 إلى 15)، فيما انقطع الاتصال بالقارب منذ تلك اللحظة.
وأكد رئيس المنتدى الفلسطيني في بريطانيا زياد العالول أن المعلومات عن غرقى السفن التي تقل مئات المهاجرين الفلسطينيين والسوريين والأفارقة من الإسكندرية إلى اليونان، ما زالت شحيحة، وأنه لا توجد حتى الآن معلومات دقيقة عن عدد الغرقى، إلا إنه أشار إلى أن بعض المصادر الإيطالية تتحدث عن غرق نحو 700 مهاجر دون معرفة التفاصيل.
وذكر العالول، الذي ذهب إلى صقلية لمتابعة أوضاع اللاجئين ومعرفة مصير الغرقى، في تصريحات خاصة، أن السلطات الإيطالية وعدتهم بأن تكشف لهم بعض المعلومات عما جرى للسفينة المصرية في الشواطئ الإيطالية. وأشار إلى أن المعطيات المتوفرة لديه تشير إلى أن الأمر يتعلق بأكثر من سفينة وأن عددا قليلا نجا من الغرق من الفلسطينيين والسوريين والأفارقة.
وكانت السفارة الفلسطينية في اليونان، أعلنت أن سفينة المهاجرين التي كانت تقل أكثر من 400 شخص غالبيتهم فلسطينيون من سكان قطاع غزة، تعرَّضت للإغراق عمدًا مساء الأربعاء الماضي (10|9).
وذكر بيان للسفارة اليوم الثلاثاء (16|9)، أن السفينة تعرَّضت للإغراق عمدًا، في إطار ما وصفته بـ "تنافس عصابات الموت والمهربين".
وأوضحت أن سفينة مصرية تحمل اسم سفينة "الحاج رزق" ارتطمت بسفينة المهاجرين وأغرقتها في حدود المياه الإقليمية المالطية (على بعد 120 ميلاً بحريًّا من الشواطئ الإيطالية) بعد أن كانت انطلقت من شواطئ الإسكندرية شمال مصر بترتيبات من "مهرب" يدعى "أبو حمادة".