ملفات وتقارير

هيرست: إسرائيل تخسر معركة الرأي العام في بريطانيا

الكاتب البريطاني ديفيد هيرست - أرشيفية
اعتبر الكاتب البريطاني ديفيد هيرست أن الاحتلال الإسرائيلي يخسر الرأي العام في بريطانيا، بعد تراجع الدعم الذي يحظى به في هذه المملكة.

وقال الكاتب في مقال تحت عنوان "تصويت تاريخي على فلسطين في البرلمان البريطاني"، في موقع "هافينغتون بوست" البريطاني، وتمت ترجمته لـ"عربي21"، إن "الصورة الوردية لإسرائيل ذهبت أدراج الرياح، وذهب معها الاعتقاد بأن إسرائيل ترغب في التفاوض لو أنها فقط تجد شريكا تتفاوض معه. وذهبت كذلك فكرة أن ثمة تعادل في الصراع، وأن ما يجري هو معركة بين قوى متكافئة".

وعزا الكاتب ذلك إلى "أن كل البريطانيين اليوم لديهم دراية بالأربع عشرة ألف وحدة مستوطنة التي أقرت إسرائيل إنشاءها خلال التسعة أشهر التي كانت خلالها تتفاوض مع الفلسطينيين، ويتساءلون أين ستقام الدولة الفلسطينية بوجود أكثر من 600 ألف مستوطن في القدس الشرقية والضفة الغربية المحتلتين، ويعلمون بالخطاب الإسرائيلي العنصري واللامبالي تجاه غير اليهود، ويرتعبون من التكلفة الباهظة التي يتكبدها المدنيون الفلسطينيون بسبب التعريف الذي حددته إسرائيل لأمنها".

وأشار إلى أن "قرار البرلمان بالتصويت يوم الاثنين على الاعتراف بفلسطين كدولة، لم يأت مفاجئا، كما لم تكن مفاجأة تلك المظاهرات التي لم تشهد بريطانيا أضخم منها أبدا حول هذا الصراع خلال الحرب الأخيرة على غزة، كما لم تكن مفاجأة أيضا استقالة الوزيرة بوزارة الخارجية الليدي وارسي، أعلى سياسية بريطانية تقدم استقالتها احتجاجا على موقف المملكة المتحدة الذي لا يمكن الدفاع عنه أخلاقياً تجاه غزة".

وأشار إلى مناشدة الوزيرة السابقة في وزارة الخارجية الاعتراف بدولة فلسطين، التي نشرت في صحيفة "الأوبزيرفر" يوم الأحد، حيث استحضر ما قالته الوزيرة للأوبزيرفر: "هناك انعدام في الإرادة السياسية وبوصلتنا الأخلاقية مفقودة. لا توجد مفاوضات، ولا يوجد في المدينة جديد. بطريقة أو بأخرى علينا أن ننفخ الروح من جديد في هذه المفاوضات، وأحد الطرق التي بإمكاننا اتباعها لتحقيق ذلك هي الاعتراف بدولة فلسطين".
 
ونوه الكاتب إلى أن "التصويت سيكون رمزيا، فالدولة الفلسطينية مفهوم افتراضي، ولقد تم الاعتراف بها حتى الآن من قبل 134 دولة، كان آخرها السويد. ولكن، لا يمكن أن يوصف بالرمزية أو مجرد النظرية ذلك الضغط الذي يمارسه اللوبي المؤيد لإسرائيل على أعضاء البرلمان البريطاني من كل الأحزاب السياسية حتى ينضبطوا وينضووا ضمن ما يطلبه منهم ذلك اللوبي".

وأوضح أن هذه الضغوط "تمارس بشكل خاص على حزب العمال الذي يقوده إد ميليباند، وذلك أن التصويت لصالح الاعتراف سيشكل خطوة تاريخية من التحدي في وجه حليف تعود على أن يملي شروط الحوار".
 
وقال متابعا في مقاله: "لم تعد مقنعة حجج إسرائيل وأمريكا بأن الاعتراف بدولة فلسطين والتحركات التي يقدم عليها محمود عباس بتردد وتلكؤ واضح في سبيل الانضمام إلى مؤسسات الأمم المتحدة مثل المحكمة الجنائية الدولية، سوف تؤثر سلبا على نتائج المحادثات البناءة بين الطرفين. لا توجد محادثات بناءة، ثم أي أثر سلبي على نتائج الحل التفاوضي من الإعلانات الشهرية عن إقامة مستوطنات جديدة، والتي على النقيض من التحركات داخل الأمم المتحدة تتشكل واقعا صلبا على الأرض، ولا تتكبد إسرائيل شيئاً من تكاليفها؟ من الذي يقوم بأعمال تنزع الشرعية عن دولة إسرائيل أكثر من دولة إسرائيل ذاتها؟".

وتابع: "كما قال وزير الخارجية السابق وليم هيغ نفسه: إلى متى يمكن أن يستمر هذا الحال دون أن يموت حل الدولتين. كل الدلائل تشير على أنه مات فعلاً، ولن يطول بنا المقام قبل أن نسمع بصدور شهادة الوفاة بشكل رسمي".
 
ولفت إلى ما كشفت عنه السيدة وارسي قائلا: "كشفت السيدة وارسي النقاب عن أنها حصلت على دعم من أعلى المستويات داخل وزارة الخارجية على موقفها بعد الاستقالة. لقد وصفت بدقة القبضة الشريرة التي تحكمها على صناعة السياسة مجموعة صغيرة من السياسين الذين لا يفسحون المجال لا للرأي العام ولا لآراء الوزراء ولا لآراء البرلمانيين ولا لأراء الناس العاملين في هذا النظام".
 
وقال هيرست: "لسنا بصدد جدال حول النتائج، وحول ما إذا كانت المحصلة حل الدولة الواحدة أو حل الدولتين. إنما يتعلق الأمر بقدرة إسرائيل على التحكم بالنقاش الدولي تصميما وتسييرا، وقدرتها على ضمان ألا يجري النقاش سوى ضمن أضيق المعايير تعريفا، وضمان أن تستمر في الاستمتاع بالحصانة من المساءلة على ما تقوم به من أعمال وضمان التخلص من الضغط الدولي الممارس عليها حتى ترعوي".

وأنهى الكاتب مقاله قائلا: "إن الاحتلال كما قال عباس نفسه، لا يكلف المحتل شيئا. وإن الاستراتيجية التي يتوجب على جميع أعضاء المجتمع الدولي انتهاجها من الآن فصاعدا هي تحويل الاحتلال إلى شيء مكلف. وما من شك في أن نقاش الاثنين وما سيتبعه من تصويت سيشكل بداية مهمة في هذا الاتجاه".


لقراءة المقال كاملا اضغط هنا