سياسة عربية

التحالف ينفذ 21 ضربة جوية بسوريا وداعش يواصل تقدمه

مقاتلات التحالف تغير على مواقع تقول إنها لتنظيم الدولة في سوريا والعراق - أ ف ب
قال الجيش الأمريكي الثلاثاء، إن القوات التي تقودها الولايات المتحدة نفذت 21 ضربة جوية قرب كوباني في سوريا في اليومين الماضيين لإبطاء تقدم مقاتلي تنظيم الدولة، لكنه حذر من أن الوضع ما زال غير مستقر على الأرض.

وقالت القيادة المركزية الأمريكية، إن ضربة أصابت مصفاة لتكرير النفط قرب دير الزور. وأضافت أن ضربات اخرى دمرت منطقتي تجمع لمقاتلي التنظيم المتشدد ودمرت أو ألحقت أضرارا بمبان تابعة للتنظيم.

وقال الجيش إن ثمة مؤشرات على أن الضربات الجوية أبطأت تقدم التنظيم في كوباني، لكنه حذر من أن الوضع على الأرض ما زال غير مستقر، وأن مقاتلي التنظيم يحاولون كسب أراض وأن الميليشيا الكردية "تواصل الصمود". 


التحالف يفشل في وقف تقدم "داعش"

ويعقد القادة العسكريون في الائتلاف الدولي اجتماعا في واشنطن الثلاثاء، بينما لم تنجح الغارات الجوية على مواقع تنظيم الدولة في العراق وسوريا، في وقف تقدم الجهاديين، خصوصا في عين العرب (كوباني) حيث يحتل التنظيم مبنى في وسط المدينة.

ويشارك الرئيس الأميركي باراك أوباما في اجتماع القادة العسكريين، وذلك للمرة الأولى منذ بدء حملة غارات الائتلاف الذي يضم 22 دولة على مواقع التنظيم الجهادي.

ورغم الغارات شبه اليومية التي تشنها مقاتلات أميركية ولدول حليفة، فقد وصل الجهاديون للمرة الأولى الاثنين إلى وسط عين العرب في شمال سوريا، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وأوضح رامي عبد الرحمن مدير المرصد أنها "المرة الأولى التي يسيطر فيها التنظيم على مبنى في وسط المدينة"، منذ بدء هجومه عليها قبل نحو شهر، علما بأن "مقاتليه الذين يتقدمون من الشرق بلغوا وسط عين العرب أكثر من مرة إلا إنهم تراجعوا في السابق بفعل المقاومة الشرسة" للمقاتلين الأكراد من وحدات حماية الشعب.

وقالت فايزة عبدي عضو مجلس بلدية عين العرب التي لجأت إلى تركيا، إن تنظيم الدولة "بات يطوق المدينة من ثلاث جهات".

وصباح الثلاثاء تشهد الأحياء الشمالية المؤدية إلى مركز مرشد بينار الحدودي التركي معارك ضارية. 

وشن الائتلاف غارة جوية جديدة على المنطقة، بحسب صحافي من فرانس برس في الجانب التركي من الحدود وشهود أشاروا إلى غارات جوية ليلية عدة.


أكراد العراق يمدّون يد العون لأكراد سوريا

وفي ذات السياق، قال مسؤول كردي عراقي كبير الثلاثاء إن إدارة إقليم كردستان العراق قدمت مساعدات عسكرية للمقاتلين الأكراد السوريين الذين يقاتلون تنظيم الدولة في مدينة كوباني.

غير أن الأكراد السوريين في المدينة قالوا إنهم لم يتسلموا شيئا حتى الآن وقال مسؤول كردي سوري في المنطقة إن شحنة الأسلحة "رمزية" وإنها عالقة في مكان ما بشمال شرق سوريا.

وقال حميد دربندي مسؤول الملف السوري في رئاسة إقليم كردستان العراق: "ساعدناهم على جميع الساحات تقريبا. أرسلنا إليهم مساعدات تتضمن مساعدات عسكرية".

ولم يذكر تفاصيل أخرى، كما أنه لم يوضح كيف تم نقل الأسلحة للمدينة السورية المتاخمة لحدود تركيا من الشمال والتي يحاصرها مقاتلو تنظيم الدولة من الشرق والجنوب والغرب.

وقال مسؤول كردي سوري إن إقليم كردستان العراق أرسل شحنة أسلحة "رمزية" لكنها لم تصل إلى كوباني، لأن تركيا لم تفتح ممر العبور الذي طالب به أكراد سوريا ليتمكنوا من دعم المدينة.

وقال آلان عثمان المتحدث باسم المجلس العسكري لأكراد سوريا في المنطقة عبر موقع سكايب إن المساعدات -التي تشمل ذخيرة للأسلحة الخفيفة وقذائف مورتر- عالقة في منطقة يسيطر عليها الأكراد في شمال شرق سوريا.


المعركة المقبلة على أبواب بغداد


وفي العراق، سجل الجهاديون تقدما خصوصا في محافظة الأنبار، حيث لا يزال الجيش العراقي يمنى بالانتكاسات أمام التنظيم الذي يسيطر على مناطق واسعة من المحافظة منذ مطلع العام.

وفي المحافظة الواقعة غرب العراق على الحدود مع سوريا والأردن والسعودية، كان آخر انسحاب للجيش العراقي الأحد مع فرار 300 من جنوده من مركز لهم قرب مدينة هيت.

وأعلن مسؤول من الشرطة المحلية أن قضاء هيت الذي كان أحد المعاقل الأخيرة للحكومة في المحافظة بات "تحت سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية 100%". وأشارت الأمم المتحدة إلى أن المعارك من أجل السيطرة على المدينة في وقت سابق أدت إلى نزوح 180 ألف شخص.

وقال نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار فالح العيساوي، إنه "يمكننا القول إن الأنبار باتت خاضعة بنسبة 85% تحت سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية" الذي يضيق الخناق على الرمادي كبرى مدن المحافظة.

وحذر العيساوي من أنه "إذا استمر الوضع على هذا النحو من دون تدخل بري لقوات أجنبية في الأيام العشرة المقبلة فإن المعركة المقبلة ستكون على أبواب بغداد".

واتهمت منظمة العفو الدولية الاثنين ميليشيات شيعية تقاتل تنظيم الدولة إلى جانب الجيش العراقي بارتكاب جرائم حرب.

من جهة أخرى، أعلن متحدث باسم قائد القوات المسلحة الأميركية الجنرال مارتن ديمبسي، أن القادة العسكريين الـ22 سيتباحثون خلال الاجتماع المقرر في قاعدة "أندرو" قرب واشنطن في "التحديات ومستقبل الحملة ضد تنظيم الدولة الإسلامية".

من جهته، صرح المتحدث باسم قائد القوات المسلحة الفرنسية الكولونيل جيل جارون، بأن باريس "تعتزم المشاركة في إعداد خطة عمل مشتركة ذات هدف إقليمي"، و"الاتفاق حول الجوانب الاستراتيجية المهمة".

وشدد متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي على أن أوباما يريد "التفاوض سريعا حول إجراءات إضافية يمكن أن يقوم بها الائتلاف لإضعاف تنظيم الدولة الإسلامية والقضاء عليه في نهاية المطاف". إلا أن المتحدث لم يشر إلى نقاط الخلاف بين الدول الأعضاء في الائتلاف.

يذكر أن من نقاط الخلاف هذه، مسألة إقامة منطقة عازلة على الحدود بين سوريا وتركيا، وهو ما تطالب به أنقرة بدعم من باريس، غير أن واشنطن تعتبر أن ذلك "غير مطروح على جدول الأعمال" حاليا.

من جهته، دعا وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان الأحد، إلى تنفيذ ذلك "بشكل عاجل" مؤكدا أنه يعول على "خطة عمل وتنسيق سيضعها الائتلاف خلال اجتماع رؤساء الأركان" الثلاثاء.