صحافة إسرائيلية

كاتب إسرائيلي: هجوم الفيلة على داعش سيمنى بالفشل

جلبوع: الغرب سيتهم إسرائيل بالمسؤولية عن فشله بحربه ضد داعش(أرشيفية) ـ أ ف ب
وصف الكاتب الإسرائيلي عاموس جلبوع تنظيم الدولة بأنهم مجرد واحد من عناصر الإرهاب الإسلامي الموجود في كل زاوية في المنطقة، في إفريقيا وفي آسيا؛ مؤكدا أنّ الخصومة الشيعية – السنية لن تختفي أمام عدو مشترك مؤقت في شكل داعش.
 
وفي مقالته لمعاريف، الثلاثاء، حاول الكاتب توصيف حالة الحرب على داعش من خلال توصيف السياق التاريخي في إطار أوسع.

وأشار الكاتب إلى أنّه توصل إلى فهم محدد تجاه الأحداث التي تجري اليوم من خلال نظرية أطلق عليها اسم "هجوم الفيلة".

وشرح نظريته من خلال سرد مجموعة من الأحداث التاريخية، قائلا: "في نهاية 1979 اجتاح الاتحاد السوفييتي أفغانستان وعمل كفيل معربد. وكانت النتيجة أنه ولدت، ضمن آخرين، القاعدة، منظمة إرهاب سنية متطرفة. وفي 1982 اجتاح الفيل الصغير لبنان. وكانت النتيجة، ضمن أمور أخرى، أن قامت المنظمة الإرهابية الشيعية المتطرفة حزب الله. وفي 2003، اجتاح الفيل الجبار الأمريكي العراق، وكانت النتيجة، ضمن أمور أخرى، أن قام جناح منشق عن القاعدة، واسمه "داعش" (تنظيم الدولة). بعد وقت قصير من ذلك انسحب الفيل الإسرائيلي الصغير بالذات من قطاع غزة، ووافق (خلافا لاتفاق أوسلو) على أن تشارك حماس في الانتخابات، فاكتسبت المنظمة الإرهابية السنية هذه لنفسها دولة".
 
وتساءل الكاتب "ما هو القاسم المشترك في كل "هجمات الفيلة" هذه في منطقتنا، القريبة والبعيدة؟".

وأجاب على تساؤله من خلال عدة محاور، أولها أنه في جميع الحالات كان الهدف هو تغيير الحكم/ النظام. فقد أراد الاتحاد السوفييتي أن يقيم حكما أفغانيا مؤيدا لروسيا، وإسرائيل أرادت أن تقيم في لبنان حكما مسيحيا مؤيدا لإسرائيل ومناهضا لسوريا. أما الولايات المتحدة فأرادت إسقاط نظام صدام حسين السني وأن تقيم في العراق نظاما ديمقراطيا. هذا ما طلبته الولايات المتحدة من الفيل الإسرائيلي الصغير أيضا: اسمحوا بمشاركة حماس في الانتخابات لجلب ديمقراطيتنا إلى الفلسطينيين. هذه الأهداف لم تتحقق في أي مكان. خط شبيه آخر هو أنه في كل الحالات انسحبت الفيلة، في نهاية المطاف. الروسي من أفغانستان، الأمريكيون من العراق وإسرائيل من لبنان (وكذا من قطاع غزة)".

 والمحور الثاني بحسب الكاتب أنّه "في كل واحد من الأماكن التي اجتاحها الفيلة كانت المنظومة الداخلية هشة، منقسمة أو تخضع لطغيان وحشي للغاية (مثلما في العراق) ما إن يتفجر، حتى تنكشف كل الموبئات البنيوية في الدولة".

وأما المحور الثالث فتمثل في أنّه "في كل الحالات، لم تفهم الفيلة عميقا المشاكل الداخلية المركبة في كل بلد، الكراهيات الداخلية بين القبائل والطوائف، وعمق الكراهية الإسلامية للغرب".

وختم هذه المحاور بأنّ "المنظمات الإسلامية المتطرفة التي قامت، لا تزال قائمة ومهددة".

والآن، كدرس من الماضي، نحن نشهد نوعا جديدا من هجمات الفيلة، هذه المرة من الجو وليس من البر، بقيادة الولايات المتحدة. الهدف: تدمير "تنظيم الدولة". كيف سينتهي هذا؟ المستقبل غير معروف، ولكن منذ الآن في ضوء ما نراه، واضح أن بعضا من مزايا أخطاء الماضي تقبع في البوابة منذ الآن. 

وختم الكاتب بالتساؤل هل الاستراتيجية التي بلورها الحكم الأمريكي يمكن أن نضيفها إلى قائمة "مسيرة السخافة"؟. مجيبا بالقول: المأساة الحقيقية هي، برأيي أنه لا توجد استراتيجية بديلة أكثر نجاعة في الظروف العالمية الحالية لمواجهة سياقات التطرف الإسلامي. وفي النهاية لا بد سيتهمون إسرائيل بأنها المسؤولة عن فشل الغرب في الحرب ضد تنظيم الدولة؛ لأنّها لم تتوصل إلى تسوية مع الفلسطينيين.