ملفات وتقارير

انطلاق انتفاضة السجون الثالثة في مصر في 67 سجنا

الإضراب عن الطعام يأتي لتحسين الظروف والضغط لتلبية المطالب - أرشيفية
أعلنت منظمات ورابطات حقوقية معنية بشؤون السجناء في مصر انطلاق انتفاضة السجون الثالثة اليوم، داعية السجناء والمتضامنين معهم للمشاركة في الحملة عمليا والكترونيا.

وشهدت هذه الانطلاقة تحليقا لطائرات الأباتشي المصرية بسماء غرب ‏الإسكندرية‏ على مستوى منخفض، وذلك طبقا لما ذكرته مواقع إخبارية محلية. 

في سياق متصل، أعلنت "رابطة أُسَر المعتقلين" في بيان لها نشرته عبر الفيسبوك عن دعمها للانتفاضة الثالثة والانضمام لها بواقع  12 ألف أسرة، بإجمالي ما يقارب 65 ألف فرد، سيدخلون في إضراب كامل عن الطعام تضامنًا مع انتفاضة السجون الثالثة في بدايتها. 

وطالب البيان بمشاركة حقيقية وفعالة مع تلك الانتفاضة، سواء بالوقفات السلمية، أو بإعلان الإضراب الرمزي التضامني، فضلا عن تدشين الحملات الإلكترونية التي تتابع الحدث وتتواصل معها أولا بأول.

وقال البيان: "بعد أن شهد العالم كله الحجم الكبير من الانتهاكات في سجون ومعتقلات مصر منذ الثلاثين من يونيو 2013 وحتي الآن، وبعد الكذب الصريح من وفد حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، وادعائه عدم وجود أية اختراقات حقوقية في مصر، رغم ما تعج به السجون من مختطفين ومعتقلين بلا سبب، فإننا نعلن عن تضامننا مع الانتفاضة الثالثة للسجون ".

ذكر البيان عددا من الانتهاكات التي تجري في السجون، فمنها "ما يتعلق بظروف الاعتقال ذاته، والأوضاع السيئة للسجون، وتكدس العشرات بل والمئات في غرف ضيقة، فضلا عن الحرمان من الطعام أو الشراب أو التريض، وكذلك رداءة أماكن الاحتجاز بما لا يليق بأجواء الشتاء القادمة، مرورا بالتعذيب البدني، فضلا عن الحرمان من الرعاية الصحية، ما أدي إلي وفاة الكثيرين من سوء الرعاية، أو نتيجة للحرمان العمدي من الأدوية وتلقي العلاج".

الموجة الثالثة لانتفاضة السجون بـ12 ألف مضرب عن الطعام 

وكانت اللجنة المعنية بمتابعة إضراب المعتقلين عن الطعام في السجون المصرية، قد أعلنت صباح الثلاثاء بدء الموجة الثالثة للإضراب داخل 76 سجنًا ومقر احتجاز، بمشاركة 12 ألف أسرة من خارج السجون. 

وقالت "اللجنة العليا لانتفاضة السجون"، في بيان لها الثلاثاء، إن "الموجة الثالثة من الإضراب، داخل وخارج السجون، بدأت صباح اليوم، في 76 سجنا ومقر احتجاز، في خطوة تصعيدية بعد انتفاضتين سابقتين. حيث يدخل المعتقلون في إضراب كلي عن الطعام، مع طرح كل خيارات التصعيد دون استثناء، لإجبار النظام على تنفيذ مطالبهم المشروعة". 

وكانت الموجة الثانية لانتفاضة السجون في 30 أيار/ مايوالماضي، واستمرت لمدة أسبوع، بينما سبقتها الموجة الأولى في 30 نيسان/ أبريل الماضي واستمرت ثلاثة أيام.
 
وتتمثل مطالب المحبوسين، بحسب البيان، في "وقف المحاكمات المسيسة للمعتقلين، والإفراج الفوري عن كل المعتقلين الذين لم يتم تقديمهم لأي محاكمة أو للنيابة العامة، وكذلك وقف كافة أشكال التعذيب والانتهاكات الجسدية والنفسية بحق المعتقلين، وتوفير الرعاية الصحية المناسبة للمرضى، وكبار السن، وذوي الاحتياجات الخاصة، وكذلك وقف الانتهاكات التي تحدث بحق الاطفال القصر المعتقلين في المؤسسات العقابية ودور رعاية الأحداث".
 
وفي إحصاءٍ أجرته اللجنة، وهي حركة حقوقية رافضة للانقلاب ومعنية بتوثيق أوضاع السجناء، فقد بلغ عدد الوفيات داخل السجون منذ الانقلاب وحتى أمس الاثنين 92 حالة وفاة داخل السجون، "ما بين إهمال طبي وتعذيب حتى الموت، كما يقدر عدد من تم اعتقاله منذ بدء الأحداث حتى الآن بأكثر من 42 ألف معتقل، بينهم 60 امرأة لا يزلن رهن الاعتقال، كما يبلغ عدد المعتقلين من الأطفال في السجون حتى الآن 734 طفلا وحدثا".
 
وحسب ما تم في الموجتين السابقتين، فإن المشاركين فيها يضربون عن الطعام والزيارات، وأحيانا الشراب، لمدد يتم الإعلان عنها عقب بدء الإضراب، في محاولة للضغط على إدارات السجون المختلفة لتحسين أوضاعهم المعيشية وتنفيذ طلباتهم.
 
يذكر أن وزارة الداخلية نفت في بيان لها خلال الموجة الثانية للإضراب، وجود أي إضراب عن الطعام أو امتناع المحبوسين داخل السجون عن الزيارات، مشيرة إلى أن الحالة داخل السجون "مستقرة".
 
فبحسب بيان صادر عن الوزارة حينها، إنه "لا صحة لما تم تداوله من امتناع محبوسين عن الزيارات والإضراب عن الطعام"، مضيفة: "قوات الأمن دائما ما تسعى لتنفيذ القانون على الجميع، وأنه لا تعسف ضد أي متهم، ونراعي حقوق الإنسان في كل الأقسام والسجون المصرية، وملتزمون بتنفيذ الاتفاقيات الموقع عليها دوليا في هذا المجال".

إضراب الأطفال

أعلن الأطفال المعتقلون في المؤسسة العقابية بالمرج عن إضرابهم الكلي عن الطعام بسبب ما يتعرضون له من إهانة واعتداء بحسب بيان لهم.
 
وطبقا للبيان الصادر عن الأطفال الثلاثاء، ووصل إلى "عربي21" نسخة منه، فإن الأطفال قرروا "الإضراب الكلي عن الطعام لما يحدث من إهانة ومحو للكرامة، حتى عدم القدره على الابتسام والكلام والتحرك داخل الغرفة إلا بإذن".
 
وأضاف الأطفال المعتقلون بأنه "تم تجاهل ما طلبنا من فصل المحبوسين فى أحداث سياسية عن المحبوسين فى أحداث جنائية، وبررنا ذلك بمبررات أمنية واجتماعية، ولكن قوبلنا بعدم الاستجابة والتجاهل التام لنا".
 
وأشار البيان إلى واقعة اعتداء تعرض لها أحد الأطفال المعتقلين "عندما وقع مسجون مريض بالغضروف على الأرض من الألم فقال له رئيس المباحث "عدي  يا ابن كذا" وسبه بأمه، فقام هذا السجين وطالب بأقل حق من حقوقه بعدم سبه بأمه، فقام هذا الضابط بضربه وسحله وتعريته بمساعدة خمسة مخبرين".
 
وأردف "إننا جميعاً المحبوسين على ذمة أحداث سياسية التزمنا بقانون المؤسسه العقابية، وبرغم من ذلك نهان يومياً ولا ينفذ لنا أى مطلب، برجاء وصول هذا البيان لكل سجين، وإلى أهل كل سجين، وإلى مصر كلها".
 
 وطبقا للإحصائيات الحقوقية، فقد بلغ عدد الأطفال المعتقلين بالسجون نحو 370 طفلا معتقلا موزعين على المؤسسة العقابية بالمرج، وكوم الدكة بالإسكندرية.

كما رصدت وحدة رصد انتهاكات المرأة والطفل بالمرصد المصري للحقوق والحريات، في تقرير سابق لها،  الانتهاكات التي تعرض لها الأطفال الذين تم اعتقالهم في الأحداث التي تمت في ذكرى فض اعتصام رابعة العدوية والنهضة، وأن قوات الأمن قامت باعتقال ما يقارب  30 طفلا (دون 18 من العمر)، من بينهم حوالي 12 طفلا تحت سن الرابعة عشرة.

وأشار تقرير المرصد إلى أن الأطفال المعتقلين يتعرضون للكثير من الانتهاكات من بينها:" التعذيب والضرب ووصلت إلى القتل تحت التعذيب، كما حدث مع الطفل نادي حسن ناد (15 عاما)، والذي لفظ أنفاسه الأخيرة بداخل سجن قسم شرطة البساتين في ظروف غامضة يرجح أنها تحت التعذيب".