ملفات وتقارير

أردوغان: نختلف مع روسيا بشأن كيفية حل الأزمة السورية

شدد أردوغان على ضرورة تشكيل منتدى يعزز التضامن بين دول المنطقة - الأناضول
قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إن تركيا عقدت العديد من المحادثات واللقاءات طيلة السنوات الأربع من عمر الأزمة السورية، وإنه أوضح للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين "حقيقة النظام السوري القائم على القتل".

وأضاف أردوغان في مؤتمر صحفي مشترك مع بوتين، في العاصمة التركية أنقرة، أنهم متفقون في ضرورة الوصول إلى حل شامل للأزمة السورية، إلا أنهم مختلفون في كيفية الحل.

وأشار الرئيس التركي، أنه أكد لنظيره الروسي، موقف أنقرة من الأزمة السورية، ومسؤولية نظام الأسد عن مقتل أكثر من 300 ألف إنسان، وعدم إمكانية تحقيق أي حل للأزمة السورية في ظل بقاء الأسد.

وقال أردوغان: "يقول البعض ماذا لو ذهب الأسد؟ ماذا سيحدث؟ هذه أقوال غير سليمة، سوريا التي شهدت مقتل أكثر من 300 ألف شخص، وصلت إلى الأوضاع الحالية بسبب نظام الأسد، الذي لم يحقق أي إنجاز لبلاده".

وشدد الرئيس التركي، على ضرورة تشكيل منتدى يعزز التضامن بين دول الجوار والمنطقة من أجل حل الأزمة السورية، بدون النظر إليها طائفيا أو مذهبيا، أو غير ذلك، لافتا إلى أن على الجميع أن يتناول القضية السورية من زاوية إنسانية، من أجل حلها وعدم ترك مساحات خالية للتنظيمات الإرهابية التي تستغل الاختلافات بين الدول.

وبشأن العلاقات التركية الروسية، أفاد أردوغان أنهم وقعوا اتفاقيات اقتصادية، مع روسيا، تهدف إلى وصول حجم التبادل التجاري إلى 100 مليار دولار، حتى عام 2023.

وأوضح الرئيس التركي، أن هناك نية لتسريع تنفيذ الاتفاقيات الاقتصادية مع الجانب الروسي، وأنهم تباحثوا مع الطرف الروسي في مواضيع تخص مكافحة الإرهاب، فضلا عن أن الطرف الروسي وافق على طلب تركيا المتعلق بجعل اللغة التركية التتارية لغة رسمية في شبه جزيرة القرم.

وأضاف الرئيس أردوغان أنه بحث مطولا وبشكل مفصل الأمور التي تتعلق بمحطة "آق كويو" للطاقة النووية التي تعدّ إحدى أهم الاستثمارات التركية الاستراتيجية، وأن العمل المتعلق بالمحطة سيشهد زيادة في المرحلة القادمة بعد موافقة هيئة تقييم المخاطر البيئية على المشروع.

بوتين: تعذّر مشروع أنبوب ساوث ستريم 

وأقر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في أنقرة، بأنه لا يمكنه "في الوضع الحالي" مواصلة المشروع الروسي الإيطالي لبناء أنبوب غاز ساوث ستريم الذي يعارضه الاتحاد الأوروبي، بسبب معارضة بلغاريا.

وقال بوتين في ختام لقائه مع أردوغان: "بما أننا لم نتلقّ حتى الآن الإذن من بلغاريا، فنعتقد أنه في الوضع الحالي لا يمكن لروسيا أن تواصل تحقيق هذا المشروع"، .

وانتقد بوتين المفوضية الأوروبية التي قال إنها شجعت بلغاريا على تعطيل المشروع.

وقال: "نعتقد أن موقف المفوضية الأوروبية ليس بنّاء. في الواقع، بدلا من مساعدة المشروع، فإن المفوضية الأوروبية تضع عقبات".

وأضاف أنه "إذا كانت أوروبا لا تريد بناء الأنبوب، فهذا يعني أنه لن يتم بناؤه"، مضيفا أن روسيا ستتجه إلى أسواق أخرى لتصدير الغاز بما فيه الغاز المسال.

وحذر من أن روسيا قد تخفض الآن كميات الغاز المصدرة إلى أوروبا.

وقال: "سنوجه مصادر الطاقة لدينا إلى مناطق أخرى في العالم (...) وأوروبا لن تتسلم هذه الكميات (التي كانت تتسلمها) من روسيا (...)، ولكن هذا خيار أصدقائنا الأوروبيين".

وأعلن بوتين في الوقت ذاته زيادة كمية الغاز الروسي المصدر إلى تركيا وخفض سعره.

وقال بوتين إنه تقررت زيادة الصادرات "بثلاثة مليارات متر مكعب (...) لتلبية احتياجات" تركيا.

وأضاف: "سنخفض سعر الغاز الطبيعي بنسبة 6% اعتبارا من الأول من كانون الثاني/ يناير" 2015، للإمدادات المصدرة إلى تركيا.

وكان يفترض أن يزود مشروع ساوث ستريم، الذي تبلغ قيمته 16 مليار يورو، أوروبا بالغاز الروسي عبر الالتفاف على أوكرانيا.

وأوقف الاتحاد الأوروبي المشروع في إطار العقوبات التي يفرضها على موسكو بسبب موقفها من النزاع في شرق أوكرانيا.


ودشنت أعمال ساوث ستريم في كانون الأول/ ديسمبر 2012. وكان مقررا أن يمتد على مسافة 3600 كلم، ليصل روسيا ببلغاريا ثم يتوجه إلى أوروبا الغربية عبر صربيا والمجر وسلوفينيا. وكان يفترض أن ينقل 63 مليار متر مكعب من الغاز سنويا.