مقالات مختارة

عالم جديد وخطير

1300x600
كتب هشام ملحم: الهجوم الالكتروني الذي يعتقد ان كوريا الشمالية شنته على شركة "سوني" لمعاقبتها على انتاج فيلم ساخر بعنوان "المقابلة" عن مؤامرة مزعومة لوكالة الاستخبارات المركزية "سي آي إي" لاغتيال الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ – أون، اثار جدلا واسعا في الولايات المتحدة حول طبيعة الرد الاميركي وما اذا كان ينبغي ان يبقى في الحيز الالكتروني، ام ان يرقى الى مستوى الرد العسكري كما دعا البعض.

قبل سنتين، حذر وزير الدفاع السابق ليون بانيتا من احتمال تعرض البلاد لما سماه "هجوما الكترونيا يرقى الى مستوى بيرل هاربر"، يؤدي الى تخريب شركات الطاقة الكهربائية، وانظمة المواصلات والاسواق المالية. وتقضي سياسة الولايات المتحدة باستخدام القوة العسكرية اذا تسبب الهجوم الالكتروني بخسائر بشرية او اذا أوقع خسائر اقتصادية فادحة. ولهذا السبب وصف الرئيس باراك اوباما الهجوم على سوني بأنه "تخريب الكتروني" وليس حربا الكترونية.

في السنوات الاخيرة، تعرضت مؤسسات الولايات المتحدة، ومنها وزارة الدفاع، الى شركات عدة، لهجمات الكترونية من الصين وروسيا وايران. وكان الرئيس اوباما قد طلب من مجلس الامن القومي وضع قائمة بالاهداف التي يمكن ان تضربها واشنطن في الدول الاخرى اذا تعرضت لهجمات الكترونية خطيرة.

طبعا الولايات المتحدة شنت هجمات الكترونية على خصومها، بينها أخطر هجوم الكتروني عرف باسم Stuxnet وألحق أضرارا فادحة بالبرنامج النووي الايراني.

الهجوم الاخير يبرز حقيقة مقلقة جدا لواشنطن، وهي ان الدولة العظمى وشركاتها العملاقة التي كانت معرضة لارهاب تنظيم "القاعدة" الصغير نسبيا والذي كبدها في ايلول 2001 خسائر اقتصادية هائلة، هي معرضة الان لهجمات الكترونية يمكن ان تقوم بها دولة فقيرة وبعيدة جغرافيا، او تنظيم ارهابي صغير ذو قدرات الكترونية متطورة، وان يلحق بها خسائر ضخمة. انه عالم جديد وخطير لم تعد فيه مفاهيم التوازنات العسكرية التقليدية مفيدة.



(صحيفة النهار اللبنانية)

طقس أميركي

27-Nov-14 02:40 AM