كتب محمد بارلاس: علينا ألا نستهين أبدًا بمسألة "سلامة العقل"؛ لأنه حتى البشر الذين يبدون عقلاء قد يتصرفون أحيانًا تصرفات تخالف العقل والمنطق. وطبعًا، علينا ألا ننسى التناسب بين "طول البال" و"طول العاطفة".
كما تعلمون فإن العاطفة أطول من البال، والأشخاص الذين يبدون عقلاء يتصرفون بجنون أحيانًا! باختصار على كل شخص أن يقيم سلامة عقله بنفسه، وهذا التقييم يساعد على تحديد خطوط الحياة، وبإمكانه أن يمنع النتائج السيئة المترتبة على تصنيف المواهب والقدرات في المكان الخطأ.
ونموذج على مثل هذه الحالات "فتح الله
غولن" الذي يسمى "زعيم الجماعة"، والذي تسمى جماعته باسمه.
تطرق رئيس الوزراء السيد "أحمد داود أوغلو" إلى المقال الذي كتبه زعيم الجماعة "ذو السُترة الواحدة"، في صحيفة "نيويورك تايمز" قائلاً: "لماذا يقوم شخص يدعي أنه رئيس جماعة دينية، وأنه لا يملك سوى سترةٍ واحدةٍ بكتابة مقال لصحيفة نيويورك تايمز؟... ما الذي رآه من هذه الحكومة سوى الخير؟".
أقول هذا من داخلي حقّا.. كيف يمكن لرجل يذكر اسم الله دوماً أن يكتب مقالاً كهذا؟
"سيذلهم الله"!
لننظر إلى ما كتبه..
يقول إن الأكراد، والأتراك، والعلويين، والسنة، وغير المسلمين جميعهم، يتعرضون إلى الضغط والتضييق في
تركيا.
هل تعلمون لماذا ذكر غير المسلمين؟
لأنه يخاطب "اللوبيين" هناك. *
هؤلاء يريدون أن تعم الفوضى في تركيا، ويهتز اعتبارنا أمام العالم. فإن بحثوا عن الدعم من الخارج لا من شعبنا، أذلهم الله كما هو حاصل الآن. هؤلاء كانوا موجودين في السابق، وهم موجودون الآن أيضًا.
ليتهم أنشأوا حزبًا سياسيًا
لو أن السيد "أحمد داود أوغلو" قال هذا، فلن يكون خطأً، ولو أن شخصًا لم ينه تعليمه -ولكن يملك موهبة في مجال التنظيمات والاتصال- قام بإنشاء حزب سياسي بدل الجماعة الدينية، ألم يكن هذا الأمر منطقيا أكثر؟ كنا سنجد أمامنا شخصًا يحمل هوية سياسية مشروعة، بدل أن نرى شخصًا يقود تنظيماً غير قانوني، ويلجأ إلى دولة أخرى، ويستغل المعتقدات الدينية!
من أين إلى أين؟
ألم تصبح عودة "غولن" عن خط الحياة الخاطئ الذي اختاره مستحيلة؟
النتيجة واضحة.. لقد كان رئيس الوزراء التركي في حزيران/ يونيو 2012 يناشد "غولن" قائلاً: "نريد أن نرى بيننا أولئك الذين يعيشون في بلاد الغربة، ويشتاقون لوطنهم. ونقول لهم آن أوان انتهاء هذه الحسرة، فلتنتهِ".
وفي 2015 يقول رئيس الوزراء لـ"غولن": "إن بحثوا عن الدعم من الخارج لا من شعبنا، أذلهم الله!".
* اللوبي: تستخدم هذه الكلمة في السياسة للجماعات أو المنظمات التي يحاول أعضاؤها التأثير على صناعة القرار في هيئة أو جهة معينة.
(عن صحيفة صباح التركية- ترجمة وتحرير: تركيا بوست)