قضايا وآراء

تجاوزات "إسرائيلية".. وتبريرات وهمية!

1300x600
هل هو من قبيل "الصدفة" المحضة أن نشاهد مجموعة من غُلاة المستوطنين اليهود اليمينيين المتطرفين (بالنظر إلى طبيعة ملابسهم)، وهم يتراقصون فرحا وابتهاجا، ويتلون صلواتهم الدينية في وسط مطار الملكة علياء الدولي، دون أن يظهر عليهم الخوف أو الحرج، وكأنهم في عقر دارهم وبين أحبتهم!، في الوقت الذي يُحيي فيه الشعب الأردني الذكرى الـ47 لمعركة الكرامة الخالدة، 21 آذار 1968م.

في ذلك التاريخ مرغ الجيش الأردني أنوف الصهاينة بالتراب، حينما فكر العدو باحتلال المملكة واستباحة أراضيها، حينها بدا الرد الأردني مزلزلاً، وغير مسبوق، خاصة أنه جاء بعد عامٍ على هزيمة عام 67؛ العدو دائماً ما حاول التقليل من أهمية المعركة الاستراتيجية، عبر التمسك باتفاقية "وادي عربة" للسلام، لتكون "الأصل"، ومعركة الكرامة "الاستثناء".

نقول ذلك، ونحن نعلم جيداً أن الصهاينة يقرأون التاريخ بشكلٍ جيد، ليتم توظيفه في وقته وزمانه المناسبين، تماماً كما أنهم يُعتبرون أغبياء في السياسة، وإدارة الحروب.

بحسب معلومات مؤكدة، فإن المجموعة اليهودية على أرض مطار الأردن، تنتمي إلى جماعة "الحسيديم" وهم من أتباع الحاخام نحمان من بلدة أومان الأوكرانية، قاموا بتأدية صلواتهم التوراتية التي تدعو ترجمتها إلى "نصرة بني إسرائيل، وإحلال البركة بالمكان"، وهي تمثل في الكيان الصهيوني حركة أزمة دينية نتيجة معتقداتها المتطرفة ضد كل ما هو فلسطيني أو عربي.

تبقى الأسئلة مطروحة ومعلقة حتى حين، من سمح لهؤلاء المغتصبين الصهاينة بالرقص على أرض مطارنا الذي يمثل سيادة الوطن؟، بل لماذا هم موجودون على أرض الأردن؟!، وما الهدف من هذه التصرفات الاستفزازية؟، ليحق لنا السؤال بعدها، والذي افتقر لإجابة حقيقية، إلى أين وصلت التحقيقات بخصوص استشهاد القاضي الأردني رائد زعيتر على جسر الكرامة؟.

دائماً ما نسمع عن تصاعد حدة الخلافات السياسية بين الأردن والكيان الصهيوني، متى تظهر على السطح، ولماذا لا نجد رداً أردنياً حاسماً إزاء تصرفات رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو الحالية ببناء سياج عازل بالقرب من مدينة العقبة، بهدف انتهاك السيادة الأردنية هناك.

خياراتنا وأوراقنا عديدة وكثيرة وموجعة في حال وجدت الإرادة الحقيقية لإبرازها في وجه العدو الصهيوني، من خلال وقف التنسيق الأمني مع الاحتلال، والتوجه نحو مجلس الأمن الدولي لاستصدار قرارٍ نتيجة الممارسات الصهيونية بحق المسجد الأقصى المبارك، وإغلاق السفارة الصهيونية في عمان، واستدعاء السفير الأردني من تل أبيب.

ردودنا يجب أن تكون واضحة، وحاسمة على تصريحات وتهديدات قادة الاحتلال، التي لا تجد لها صدىً فعلياً، أو معارضةً قوية، فهذا وزير الإسكان "الإسرائيلي" أوري أرئيل، يقول: "على الأردن ألا ينسى حرب الأيام الستة"!.

مهما يكن من أمر، تبقى العلاقة الأردنية "السيئة" مع المحتل الصهيوني عابرة للتاريخ ومتجاوزة للحدود، والأطماع الصهيونية في الأردن أكبر من أن يتم إخفاءها بعلاقات أمنية أو دبلوماسية ما مهما طالت أو علت، كيف لا، ونحن نقرأ ونسمع هتافاتهم العنصرية بحق أردننا الغالي، منذ عقود طويلة:" إحنا بنات الهاغانا.. سبع دول ما بتلقانا.. صيفنا في فلسطين.. وشرق الأردن مشتانا".