يعيش البعض الدور والحدث، وكأنه يعلم بمخططات قادمة ضمن ضربات تجرّأ على القيام بها الانقلابي عبد الفتاح السيسي في
ليبيا، وتجاوز الحد ليكون في إطار ضربة في
اليمن، بغض النظر عما يحدث هناك من ممارسات بشعة تمارسها عصابات الحوثي بدعم من إيران، متجاهلين إجرام بشار الأسد في سوريا، ويكتفون بقولهم إنهم تحالف ضد الإرهاب، ولن أتحدث هنا عن إجرام السيسي في رابعة والنهضة ومصر كلها، ولن أذهب إلى ممارسات أنظمة استبداد ضمن التحالف، غير أن ما يهمني هو ألا يفهم البعض تلك المخططات على أنها سفينة إنقاذ لترهله وفشله ويده الضاربة ضد الشعب والمقاومة.
ولنخض أكثر في تفاصيل مهمة، لعل السيسي وغيره يريدون نقل الفشل إلى خارج حدودهم، فالمؤتمر الاقتصادي كان وسيلة إنقاذ، كما أن رد الجميل لشحدة الأموال بتحريك القوات العسكرية لخارج البلاد، تارة في ليبيا، وتارة في اليمن، لا يمنع المراهقين أن يحركوها ضد المقاومة وغزة، على وقع التعبئة الإعلامية القائمة، والسير في المنطقة العازلة.
كما أن الاحتلال الصهيوني يريد مباركة وهدية وتهنئة من جواره بفوز التطرف لديه، المتمثل في نتنياهو، في حين أن السلطة التي هي مشلولة أصلا باتت وكأنها دولة عظمى تتدخل في شؤون الغير، فما دخل سلطة فقيرة لا يوجد لديها رواتب في تأييد ضربات في اليمن أو تحالف في انتخابات داخلية صهيونية، ما يعود بالضرر الكبير على القضية الفلسطينية، وللأسف من يرتكب هذه الحماقات دائما يردد: "ننصح بعدم التدخل في شؤون الغير".
على كل حال إذا ما اعتبرت تلك التصريحات والممارسات علاقات عامة، فهي مصيبة، وإن كانت تمهيدا لنقل المعركة والقصف ضمن التحالف إلى
غزة، فالمصيبة أعظم، وهذا له إرهاصات، فبين ليلة وضحاها ترى المدن العربية تقصف من جيوش عربية، وهذا أمر خطير أضعه في خانة ترويض الشعوب العربية على أن الطيران ضمن التحالف لا يوجد لديه مقدس أو خطوط حمراء، وهنا يكمن الشيطان.
يقول البعض إنه يؤيد العمليات في اليمن للحفاظ على الشرعية، بينما هدرت في مصر وفي ليبيا وفي فلسطين عام 2006، حينما تآمر القريب والبعيد على حركة حماس صاحبة الشرعية، فمن يظن أن الحديث عن الشرعية التي يقصدونها في المرحة الحالية "الشرعية الوهمية" فهو يفتح الباب على أمور خطيرة يعجزون عن السيطرة عليها أمام غضب جماهير يغلي ضمن ثورات عربية ستنطلق قريبا بطريقة أخرى على وقع المؤامرة الحالية والتستر خلف محاربة الإرهاب والحروب الوهمية للوصول إلى مبتغى الاحتلال، وأتمنى أن يكون ما يجري من أخطاء سياسية وتصريحات في إطار إعلامي، وليس مخططات، لأنها ستنقلب عليهم، فغزة والتطاول على المقاومة لن يقدر عليه أقزام وصلوا للكراسي بالتزوير والانقلابات.