سياسة عربية

جنبلاط يحذر ثم يسخر: الآلاف من الحرس الثوري وصلوا جبل الدروز

سخر جنبلاط من وصول الإيرانيين إلى جبل الدروز - أرشيفية
حذّر الزعيم الدرزي اللبناني، وليد جنبلاط، الذي يتزعم الحزب التقدمي الاشتراكي، من وصول المئات من قوات الحرس الثوري الإيراني إلى منطقة جبل العرب، أو "جبل الدروز"، كما يطلق عليه، في منطقة السويداء في دمشق.

وأبدى جنبلاط، خلال سلسلة تغريدات في حسابه عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، عن قلقه من مصير الدروز في منطقة السويداء، في حال دخول الحرس الثوري الإيراني إلى المنطقة، قائلا إن نظام بشار الأسد لم يكن ليصمد حتى هذه الأيام لولا وقفة الإيرانيين معه.

وكعادته في المقابلات واللقاءات الإعلامية معه، استخدم جنبلاط رموزا طريفة خلال تغريداته عن الحرس الثوري ومدينة السويداء الدرزية، قائلا إنه في حال دخول الإيرانيين إلى المدينة ستتبدل كلمة الترحيب عند أهالي السويداء من "أهلا وسهلا يا حيا الله" إلى "خوش أمد".


وقال جنبلاط إن "النظام السوري قضى على كل هيكل الدولة السورية، التي صارت رهينة المخابرات الإيرانية التي تدير كل الأمور، وتتحكم بأهم القرارات".

وأضاف في موقفه الأسبوعي لجريدة "الأنباء" الإلكترونية: "إذا كنا من الأساس ضد كل أشكال التدخل في سوريا ومن أي جهة أتى، وعلى أي مستوى من المستويات، نظرا لخصوصية واقعنا اللبناني، فإننا وانطلاقاً من المبدأ ذاته نرى خطورة كبرى اليوم في تجاوز ربط المسارين بين لبنان وسوريا إلى ربط المسارات كلها من اليمن إلى العراق وسوريا ولبنان الذي يستمر في دفع الأثمان دائما".

وقال: "نسمع كلاما من إيران حول قضايا تعنيها بمستوى وحجم الكلام الذي سمعناه في لبنان، الذي وفي مكان ما قد يترك أثرا سلبيا كبيرا على الوضع الداخلي، وعلى أوضاع اللبنانيين في الخارج، في الخليج عموما، وفي المملكة العربية السعودية خصوصا، وهي التي وقفت دائما إلى جانب لبنان، وساهمت في إعادة إعماره بعد كل الحروب والنزاعات".

وقال جنبلاط: "إزاء التطورات التي تشهدها المنطقة، وفي لحظة مصيرية تاريخية تعيشها قد تؤدي إلى تغيير جوهري فيها، نعتقد أن الحكمة والعقل والواجب الوطني يقضي بأن نتطلع إلى مصلحة لبنان واللبنانيين في الداخل والخارج، مغلـّبين الوحدة الوطنية الداخلية والأمن والاستقرار فيه، وعدم الدخول في صراعات جديدة وإضافة نقاط خلافية إلى واقعنا السياسي، الذي لا يحتمل المزيد من الانقسام والتشنـّج".

وأضاف: "إذا كنا منذ البداية قد اختلفنا مع بعض شركائنا في الوطن على قراءة وتحليل الموقف في سوريا، بعد انطلاق الثورة السلمية الشعبية فيها، فكان رأينا ضرورة تلبية مطالب الناس المحقة والمشروعة في التغيير والحرية، وحذرنا من اللجوء إلى الخيار الأمني الذي سيدمر سوريا، كان رأي غيرنا أن العملية ستحسم من قبل النظام خلال ساعات، وها هي سوريا تدمـّر منذ خمس سنوات، ومصير الآلاف من المفقودين مجهول والمعروف".

وتابع: "فقط حقائق ثابتة لا يمكن لأحد تجاوزها، وهي أن إرهاب النظام السوري هدّد ويهدّد وحدة سوريا وأمنها واستقرارها، وأنه حوّلها إلى ساحة للحروب والصراعات، وساهم في ذلك خبث الغرب الذي أخذ من النظام السلاح الكيماوي، لأنه يهدّد إسرائيل، ليبقى لديه السلاح الذي يهدّد ويقتل الشعب السوري فيه من خلال البراميل المتفجرة والمجازر الجماعية التي ترتكب ضده".

وقال: "لا ننسى أن النظام ذاته استخدم العناصر التي يسمّونها متطرفة أو إرهابية في العراق أولا، ثم ارتدت إلى سوريا، وأطلق العنان لمجموعات منها، لتعميم نظرية المؤامرة والحرب الكونية على سوريا من جهة، ولاستغلال موقعه ودوره في مواجهة الإرهاب، وابتزاز العالم من جهة ثانية".