"شواهد
فلسطينية من أرض
النرويج" عنوان كتاب صدر مؤخرا يروي حكايات وشهادات لفلسطينيين في هذا البلد الاسكندنافي تفاعل معها النرويجيون بشكل كبير.
"
النكبة" و"الذكرى" و"الشتات" و"العدوان" و"اللاجئ" و"الأرض" كلها عناوين لمضامين شهادات في كتاب الفلسطيني المقيم بالنرويج، نضال حمد، تختصر عشرات السنوات من المعاناة بعد النكبة الفلسطينية منذ سنة 1948 في قطاع غزة والضفة الغربية وفلسطين التاريخية.
انطلقت الشهادات، التي خطها نضال حمد وهو لاجئ فلسطيني من مواليد مخيم عين الحلوة جنوب لبنان، من روايات في منطقة تشهد أكثر كثافة سكانية في العالم وهي غزة التي كانت عرضة لاعتداءات عديدة من قبل إسرائيل.
ويقول الكاتب نضال حمد، عن مؤلفه، إن المؤلف يوثق لتجربة نضالية إبان العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في صيف سنة 2013، حيث أقيمت خيمة تضامنية في قلب العاصمة النرويجية أوسلو.
وشكلت
الخيمة التي أقيمت فضاء سمح بتوافد زوار كثر للتعرف على القضية الفلسطينية وتاريخ النكبة وفترات الصراع العربي الإسرائيلي وفرصة لإماطة اللثام عن حقيقة الوضع في قطاع غزة والحرب التي شنت في تلك الفترة ضد سكانها.
وأبرز نضال حمد مؤلف الكتاب، الذي يقع في 130 صفحة من القطع الوسط، أن الخيمة استمرت لمدة أسبوعين (من الصباح إلى غاية المساء) وكانت محضنا لنقاشات مع المواطنين النرويجيين ومن كل جنسيات العالم.
ويهدف الكتاب، المتضمن أيضا لصور خاصة بنشاطات وفعاليات الخيمة الفلسطينية التضامنية، إلى توثيق لحظات تضامن فعلي لنرويجيين وهم يستمعون إلى شهادات تمد يد التعاون لطرد الاحتلال وإزالة العدوان عن قطاع غزة الذي يعد المنطقة الأكثر حرمانا في العالم بفعل الحصار المضروب عليه.
وأكد نضال حمد، الذي عاش في مدينة صيدا اللبنانية ثم هاجر بعد سنة 1982 إلى الخارج، أنه تم تأليف الكتاب "دفعة واحدة" وفي "مرحلة إقامة الخيمة وتنظيم فعالياتها لمدة 15 يوما".
عنف لحظة العدوان على قطاع غزة وعمق التضامن النرويجي دفعت نضال حمد إلى أن يكتب كل يوم قصتين من العمق الفلسطيني التي كانت الخيمة التضامنية مفتاحا لها.
وساعدت رئاسة نضال حمد منذ نيسان/أبريل 2004 للجالية الفلسطينية المقيمة في النرويج في التعبير بمفردات بسيطة وتقديم وقائع حقيقية للقارئ النرويجي الذي سيكتشف زوايا أخرى من النضال الفلسطيني حينما تتم ترجمة الكتاب إلى اللغة النرويجية.
والهدف، يقول حمد، هو تعريف الجميع بأن للشعب الفلسطيني أصدقاء في العالم وبالتالي ليس وحده في نضاله الطويل من أجل استرجاع أرضه المسلوبة وإقامة دولته، وكذا أن لقطاع غزة مناصرون في النرويج البلد الذي احتضن العديد من اللاجئين الفلسطينيين في محنتهم.
وتعد هذه المرة الأولى التي يتطرق فيها كاتب فلسطيني لمثل هذه المقاربة المعتمدة على حدث تضامني في بلد اسكندنافي ليجعله محورا في إظهار التأييد الدولي لغزة خصوصا ولفلسطين عموما، وتدوين ذلك في كتاب جامع.
كما يتضمن الكتاب تعريفا بالقوى السياسية الرئيسية في النرويج وحركة التضامن بها وبالجالية الفلسطينية في هذا البلد الاسكندنافي وبشخصيات نرويجية مساندة للقضية الفلسطينية من بينهم الدكتورين مادس غلبرت واريك فوسهة.
ومن المنتظر أن يتم خلال الأسابيع المقبلة توقيع الكتاب، الصادر عن مؤسسة الرؤى ودار أبعاد ببيروت (لبنان)، في العديد من مدن النرويج، وكذا في عدة عواصم أوروبية.
يذكر أنه سبق لنضال حمد، الذي سبق أن شغل منصب سكرتير اللجنة التحضيرية لتجمع الأدباء والكتاب الفلسطينيين، أن ألف عددا من الكتب من بينها "طفولة بين المقابر" (سنة 2008)، وكتبا تتضمن نصوصا قصصية ونثرية وشعرية مترجمة على الخصوص للايطالية والفرنسية والنرويجية والإسبانية.