عزز مقاتلو جيش الفتح وجودهم عند تخوم محافظتي اللاذقية وحماة، بعد السيطرة على عدد من القرى وتجمع عسكري كبير إثر معارك استغرقت 24 ساعة مع قوات النظام، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان في تقرير نشره السبت، أن مقاتلي "جيش الفتح في إدلب"، المكون من الفصائل الإسلامية والجيش الحر، سيطروا على حاجز المعصرة، وهو أكبر حواجز قوات النظام في إدلب، ومنطقة عين الحمرا وحاجز جنقرة غربي بلدة محمبل الواقعة على أوتستراد أريحا – اللاذقية.
وشدد المرصد في تقريره، أن السيطرة جاءت عقب اشتباكات عنيفة مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها ومعلومات مؤكدة عن خسائر بشرية في صفوف قوات النظام والمسلحين الموالين لها".
وأكد المرصد، أن الطيران الحربي نفذ صباح السبت غارتين على مناطق في بلدة كفرعويد بجبل الزاوية، ما أدى لأضرار مادية، كما وردت معلومات عن استشهاد مواطنة وابنتها، وسقوط عدد من الجرحى، جراء قصف الطيران الحربي صباح اليوم، على مناطق في قرية الموزرة بجبل الزاوية.
وتمكنت فصائل جيش الفتح المؤلف من جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) وتنظيم جند الأقصى وفيلق الشام وحركة أحرار الشام وأجناد الشام وجيش السنة ولواء الحق، من السيطرة خلال أقل من 24 ساعة على تلك المناطق.
وأضاف المرصد أن "الاشتباكات أسفرت عن استشهاد ومصرع 13 مقاتلاً من الفصائل المقاتلة والإسلامية، ومقتل 32 عنصرا من قوات النظام والمسلحين الموالين لها".
هذا وأقر الإعلام الرسمي السوري بالتراجع، ونقلت وكالة الأنباء الرسمية "سانا" عن مصدر عسكري أن "وحدة من قواتنا المسلحة أخلت بعض المواقع العسكرية في محيط بلدة محمبل بريف إدلب وتمركزت في خطوط ومواقع جديدة أكثر ملاءمة لتنفيذ المهام القتالية اللاحقة".
وأوضح المرصد أن المنطقة شهدت خلال الأيام الفائتة، استقدام النظام السوري لأكثر من 6 آلاف عنصر من المقاتلين الإيرانيين والأفغان والعراقيين إلى سهل الغاب بريف حماة الشمالي الغربي والمناطق المحاذية لها في ريف اللاذقية، والتي كانت تتحضر للتقدم واستعادة السيطرة على مدينة جسر الشغور، إلا أن هذه القوات فشلت في التقدم".
وسجل المرصد، أن التعزيزات "فشلت حتى في الحفاظ على النقاط والمناطق والحواجز التي كانت تسيطر عليها قوات النظام في المنطقة الواقعة بين مدينتي أريحا وجسر الشغور اللتان سيطرت عليهما الفصائل قبل أيام".
واعتبر المرصد أن "الهجمات المتتالية لفصائل (جيش الفتح في إدلب) على مناطق سيطرة قوات النظام بريف إدلب، حطمت أسطورة العقيد سهيل الحسن المعروف بـ"النمر"، والذي استدعته قوات النظام في مطلع نيسان/ أبريل الفائت، من أجل استعادة السيطرة على مدينة إدلب".
ومضى يقول أنها "فقدت السيطرة على محافظة إدلب بشكل كامل باستثناء بعض التمركزات لقوات النظام والمسلحين الموالين لها في مناطق القرقور وفريكة وقرى متناثرة عند الحدود الإدارية لإدلب مع محافظة حماة، وبلدتي كفرية والفوعة اللتين يقطنهما مواطنون من الطائفة الشيعية، ومطار أبو الضهور العسكري".
وقال المرصد إن "سهيل الحسن انتقل من معسكر المسطومة قرب مدينة إدلب إلى قرية جورين في سهل الغاب، التي تتواجد فيها غرفة عمليات مشتركة ما بين الحرس الثوري الإيراني وسهيل الحسن وحزب الله اللبناني".
وتمكن جيش الفتح منذ نهاية آذار/مارس، من طرد قوات النظام من مدينة إدلب، مركز محافظة إدلب، ومدينتي جسر الشغور وأريحا ومعسكرات في المحافظة التي خرجت عمليا بشكل كامل عن سيطرة النظام، كما خسر النظام خلال الأسابيع الأخيرة مناطق أخرى في جنوب سوريا على أيدي فصائل المعارضة وجبهة النصرة وفي محافظة حمص على يدي تنظيم الدولة.