سياسة دولية

محلل إسرائيلي: مصر وحماس في شهر عسل برعاية سعودية

بعد أن ألغت مصر قرارها اعتبار حماس "منظمة إرهابية" فتحت معبر رفح البري بينها وبين غزة - الأناضول
قال محلل الشؤون العربية بصحيفة "هارتس" الإسرائيلية تسفي برئيل إن هناك تحالف بين مصر والسعودية وحماس، يهدف إلى إضعاف الدور الإيراني، وأضاف أنه سيكون من بين نتائج هذا التحالف عدم استئناف المفاوضات السياسية مع السلطة الفلسطينية بسبب احتمال توقيع اتفاق وقف إطلاق النار طول الأمد بين حماس وإسرائيل.

وأضاف برئيل أن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير قدم لرئيس الانقلاب في مصر عبد الفتاح السيسي، ووزير الخارجية المصري سامح شكري، مبادرة جديدة للمصالحة بين حماس ومصر، لكن السيسي رفضها لأنه يرى أن حماس جزء من حركة الإخوان المسلمين التي يعتبرها "إرهابية".

في المقابل استدعت الرياض القيادي في حركة حماس خالد مشعل رفقة ممثلين عن حزب الإصلاح اليمني المحسوب على الإخوان المسلمين، وحصل مشعل على دعم من السعودية بقيمة عشرة ملايين دولار.

بعد أسبوع من ذلك، يقول المحلل الإسرائيلي، أعلنت مصر إلغاء قرارها اعتبار حماس "منظمة إرهابية". وقررت، بعد أيام، فتح معبر رفح مدة أسبوع. وتطرق برئيل إلى تصريح أحد قادة حماس للصحيفة السعودية "الحياة" عن اتفاق مع مصر: مقابل فتح معبر رفح تتعهد حماس بعدم العمل عن طريق الأنفاق، وتكف عن مهاجمة مصر في الإعلام.

 ونقل برئيل عن "مصدر مصري مطلع" أن إرسال سفير مصري لإسرائيل، بعد غياب دام ثلاث سنوات، ليس منفصلا عن التقارب بين مصر وحماس.

وأوضح المصدر ذاته أن "مصر تحافظ دائما على سياسة متوازنة"، ولا تريد أن تظهر، وكأن علاقاتها مع حماس تأتي على حساب علاقاتها مع إسرائيل. لذلك؛ يعتبر برئيل تعيين السفير "خطوة مهمة جدا، ويشير بأن مصر أمام مرحلة جديدة من العلاقة مع حماس بشكل خاص، ومع السلطة الفلسطينية بشكل عام".

وأشار محلل الشؤون العربية في "هارتس"  أن "المبادرة لهذا التقارب ليست مصرية"، مضيفا أن حماس تحولت  "إلى أداة أساسية في الخطوات الإستراتيجية التي تقوم بها السعودية في الأشهر الأخيرة من أجل بناء جدار واقي أمام إيران، خصوصا مع اقتراب موعد التوقيع على الاتفاق النووي".

وبين هارتس أن السعودية قاممت بالتقرب من حركة حماس، وأعادتها إلى الحضن العربي، منذ أن قطعت حماس علاقاتها مع سوريا، واصطدمت مع إيران، قبل ثلاث سنوات.

وقال المحلل الإسرائيلي إن موقف السعودية من حركة حماس كان شبيها بالمقف المصري في عهد الملك عبد الله بن عبد العزيز، إذ اعتبرت "منظمة إرهابية"، لكن "مع تسلم الملك سليمان للحكم تغيرت الامور سريعا"، وأضاف برئيل أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هو من اقترح على الملك السعودي احتضان حماس.

واعتبر برئيل أن قطع العلاقة بين إيران وحماس يمكن أن يسجل كإنجاز مهم بالنسبة للسعودية، ومن خلاله قطع الصلة بين إيران، وبين القضية الفلسطينية.
 
تتسلل إسرائيل إلى داخل هذا المثلث (حماس، السعودية، مصر) يقول المحلل الإسرائيلي، ويضيف أن إسرائيل "يجب إقناعها ليس فقط بإعمار غزة، بل أيضا عدم قصفها لأن هذا يهدد البرنامج السعودي. وفي اطار هذا البرنامج بدأت تعقد لقاءات سرية بمشاركة ممثلين عن قطر والاتحاد الأوروبي من أجل التوصل لوقف إطلاق النار طويل الأمد".

ويقول المحلل الإسرائيلي "رغم أن حماس تنفي وجود مسودة إتفاق لكن الأصوات التي تسمع من الحركة ليست موحدة"، وينقل عن مصدر في غزة قوله "إنه توجد الآن الكثير من بالونات التجربة ليس فقط تجاه إسرائيل بل أيضا تجاه محمود عباس، والجمهور في غزة. فعليا يوجد وقف إطلاق النار، وحماس تشدد عليه. إحدى مشاكلنا الأساسية نحن وإسرائيل، هي كيف نتوصل لاتفاق دون أن نسميه إتفاق"

ونقل محلل الشؤون العربية في "هارتس" عن مصدر في السلطة الفلسطينية قوله إن مصر والسعودية لا تظهران اهتماما باستئناف العملية السياسية "مصلحتهم إقليمية، وهي تفرض تقارب مع حماس"، و"إسرائيل هي المستفيد الوحيد من هذا التحول، وسيكون لديها اتفاق وقف إطلاق النار مع حماس، وسوف تتحول إلى ضلع مهم في المثلث السعودية، مصر وحماس، ولن تضطر للجلوس على طاولة المفاوضات مع محمود عباس".