سياسة عربية

جرابلس.. بين "خنادق" تنظيم الدولة و"المنطقة العازلة"

تنظيم الدولة يحفر خنادق حول مدينة "جرابلس" المتاخمة للحدود السورية التركية -الأناضول
واصل عناصر تنظيم  الدولة حفر خنادق حول مدينة "جرابلس" التابعة لمحافظة حلب السورية، المتاخمة للحدود التركية، فيما شددت قوات الأمن التركية إجراءاتها الاحترازية بعد اقتراب عناصر تنظيم الدولة من الشريط الحدودي.
 
وأفاد مراسلون صحافيون  من المنطقة، أن جرافات تابعة لتنظيم الدولة واصلت حفر خنادق في الجهة الشمالية والغربية من جرابلس، عقب غارات جوية شنتها مقاتلات التحالف الدولي، الجمعة، ضد مواقع التنظيم  في ريف مدينة جرابلس شرق حلب.
 
واستهدفت غارات التحالف الدولي مبنيين كانا يستخدمان كمركزين لإدارة العمليات المسلحة من جانب مقاتلي تنظيم الدولة.
 
وتشن قوات التحالف التي تقودها أمريكا غارات على مدينة جرابلس بشكل متقطع، وبعدد قليل من الغارات، كان آخرها قبل نحو شهر.
 
وتأتي هذه الغارات مع توقعات في أن تتقدم "وحدات حماية الشعب" الكردية التي تساندها طائرات التحالف، نحو المدينة، بعد إحكامها السيطرة على مدينة تل أبيض قبل نحو 3 أسابيع.


ويرى مراقبون أنه بعد سيطرة قوات وحدات حماية الشعب الكردية، على مدينتي عين العرب وتل أبيض، الواقعتين على الشريط الحدودي التركي السوري، تغير التعاطي الدولي مع مجريات الأحداث بشكل دراماتيكي.
 
تحركات الأكراد على الشريط الجنوبي، إضافة للتوغل المستمر لتنظيم الدولة؛ كل هذه المعطيات دفعت تركيا للتصريح بإقامة منطقة عازلة في سوريا.
 
وفي حال قررت تركيا إقامة المنطقة العازلة، وهو مقترح طالما قوبل برفض أمريكي، فإنها من الممكن أن تقتصر على المنطقة الممتدة من مدينة الراعي إلى مدينة جرابلس، الواقعة تحت سيطرة تنظيم الدولة، حسب محللين.
 
واعتبرت الإدارة الأمريكية القرارات التركية، بشأن إقامة منطقة عازلة على الحدود بينها وبين سوريا بأنها قرارات "ذات مصداقية ضعيفة"، معللة ذلك بأن مثل هذه الأعمال تحتاج إلى مقومات عديدة.
 
وكان المتحدث باسم الخارجية الأمريكية جون كيربي، قد صرح في وقت سابق  بأن البنتاغون والجيش الأمريكي وقوات التحالف الدولي لا ترى ضرورة في فرض منطقة آمنة في سوريا حاليا، وأن التحالف الدولي لا يدعم الآن إقامة منطقة آمنة.
 
غير أن تطورات المعارك بين تنظيم "الدولة" من جهة، و"الوحدات الكردية" من جهة ثانية، تشير إلى أن جرابلس هي الهدف القادم للوحدات الكردية وقوات التحالف، الأمر الذي تعتبره أنقرة خطرا على أمنها القومي، كون المدينة تعتبر صلة وصل بين الجزيرة السورية، وأقصى الشمال السوري حيث مدينة عفرين ذات الغالبية الكردية.
 
وفي هذا الصدد صرح وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو: أن "هذه التحركات  ربما تدفع تركيا إلى القيام بعمل أحادي ومحدود داخل الأراضي السورية"، وهو ما أشارت إليه وسائل إعلام تركية الأسبوع الماضي، حيث وردت صحيفة "حرييت التركية" أن 12 ألف جندي تركي جاهزون للتدخل في سوريا لإقامة منطقة عازلة من أجل حماية حدودها من تهديدات المتطرفين.


وتعتبر جرابلس حاليا، النقطة الأهم للوحدات الكردية للمضي في مشروع ربط مدينتي عين العرب، وعفرين تمهيدا لإعلان الإقليم الكردي المتاخم لتركيا.
 
وتتخوف تركيا من لجوء حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، إنشاء حكم ذاتي شمالي سوريا، إذ من شأن ذلك أن يهدد الأمن القومي التركي، الأمر الذي دفع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للقول: "تركيا ستمنع بأي ثمن إنشاء دولة كردية مستقلة في سوريا".