بعد مرور أسبوع على
قرار رئيس
جامعة القاهرة جابر نصار، بمنع تدريس
المنتقبات؛ أعلنت عضوات هيئة التدريس اللواتي يرتدين
النقاب، عن رفضهن للقرار، مؤكدات أنه يتعارض مع تسع مواد صريحة في الدستور
المصري.
وقالت المدرّسات في بيان اطلعت عليه "
عربي21"، إن "مسوغ القرار بأن النقاب يمنع التواصل مع الطلاب "غير علمي؛ لأن التواصل يشمل التواصل اللفظي وغير اللفظي، ونبرات الصوت وجودته، وعلوه وانخفاضه، وطريقة الكلام، ومنه ما يخص حركة اليدين، وطريقة الوقوف والجلوس، والإيماءات وتعابير الوجه، والتقاء العيون".
وأكدن أنهن لا يفقدن التواصل بكل وسائله مع الطلاب بسبب النقاب، مشيرات إلى أن "من السهولة بمكان؛ تعويض عدم رؤية ملامح وجه المدرّسة، باستخدام وسائل التواصل الأخرى، بالإضافة إلى وسائل الإيضاح المعتادة؛ من عرض فيديوهات وتطبيق الـ"باوربوينت"، بل إنها قد تتفوق في استخدامها على الآخرين ممن يكشفون وجوههم".
واستشهد البيان بـ"الرضا الفعلي لدى الطلاب عن وجود عضوات منتقبات بهيئة التدريس، وهو ما يظهره بشكل عملي الحضور المكثف والفعال للطلبة".
وانتقد تسويغ القرار بـ"المصلحة العامة"، واصفا هذه الجملة بـ"المطاطة، وغير الواضحة".
وأضاف: "إذا كان المقصود من عبارة (المصلحة العامة) العامل الأمني داخل الجامعة؛ فإن عضو هيئة التدريس المنتقبة تُكشف هويتها عند دخولها للجامعة من قبل الشرطة النسائية، ولا تمانع أي من المدرسات في ذلك الإجراء الأمني؛ لأنه يساهم في توفير بيئة تعليمية آمنة لطلبتنا".
وتساءل البيان: "أليس من الأفضل مناقشة بنود مسودة قانون الجامعات الجديد، بدلا من افتعال مشاكل وهمية تشتت جهود أعضاء هيئة التدريس لتحسين مستوى الأداء التعليمي بجامعاتهم؟".
وأضاف: "أليس من الأفضل احتواء المشكلة داخل كل كلية بالتواصل مع أي عضو هيئة تدريس منتقبة يُشتكى منها، والتشاور معها لإيجاد حلول؛ بأن تأخذ دورة التواصل الفعال مثلا؟".
ووصفت المدرِّسات المنتقبات تعميم القرار على الجامعة كلها بأنه "ظلم واضح للعيان، ولا يقدم حلولا سوى البتر، بدلا من تنمية كوادر أعضاء هيئة التدريس"، مطالبات
وزير التعليم العالي بسرعة التدخل لرفع الظلم الواقع عليهن "حرصا على مصلحة الطالب، وحفاظا على القانون والدستور والأعراف الجامعية، وإعلاءً لقيم الحرية وحقوق الإنسان".
وكان رئيس جامعة القاهرة جابر نصار قد أصدر قرارا ينص على أنه "لا يجوز لعضوات هيئة التدريس والهيئة المعاونة بجميع كليات الجامعة ومعاهدها؛ إلقاء المحاضرات والدروس النظرية والعملية، أو حضور المعامل أو التدريب العملي وهن منتقبات، وذلك حرصا على التواصل مع الطالب، وحسن أداء العملية التعليمية، والمصلحة العامة".