سياسة عربية

التنازل عن تيران وصنافير يكبد السياحة المصرية خسائر هائلة

ما يقرب من 2500 سائح كانوا يزورون جزيرتي تيران وصنافير يوميا قادمين من شرم الشيخ- أرشيفية
توقع عاملون في قطاع السياحة المصري أن تتأثر الحركة السياحية في منتجع شرم الشيخ بشدة بعد تنازل مصر عن جزيرتي تيران وصنافير للسعودية.

وقالوا إن ممارسة رياضة الغطس بالقرب من هاتين الجزيرتين كانت أحد أهم عوامل الجذب السياحي لشرم الشيخ، حيث كانا مقصدا أساسيا لهواة الغطس من السائحين المصريين والأجانب لتميزهما بشعاب مرجانية وأسماك ملونة نادرة.

وأكد عاملون في رياضة الغطس أن ما يقرب من 2500 سائح كانوا يزورون جزيرتي تيران وصنافير يوميا قادمين من شرم الشيخ لممارسة الغطس فيهما، لكن هذا الوضع سيتغير تماما بعد تنازل مصر عنهما ووقوعهما في المياه الإقليمية لدولة أخرى لا تستطيع شركات السياحة دخولها.
 
خسارة أهم 40 موقعا للغوص

وقال مستشار وزير السياحة المصري السابق "أحمد الخادم" إن مصر خسرت بتنازلها عن جزيرتي تيران وصنافير أهم 40 موقعا للغوص في جنوب سيناء.

وأوضح "الخادم"، في تصريحات صحفية، أن الجزيرتين يوجد بهما مساحات شاسعة من الشعب المرجانية العملاقة فائقة الجمال التي كانت مقصدا للسياح الذين يأتون من الخارج خصيصا للغوص فيها.

وأضاف أنه على مدار عشرات السنين، كانت تيران أحد البنود الرئيسية في جدول رحلات شرم الشيخ لشركات السياحة المصرية التي تنظم زيارات للسياح رحلة بالقوارب في رحلة لا تستغرق سوى نصف ساعة تقريبا والعودة في اليوم ذاته.

وتقع جزيرة تيران على بعد 6 كيلومترات من ساحل سيناء الشرقي قبالة منتجع شرم الشيخ، بينما تبعد عنها جزيرة صنافير بنحو 3 كيلومترات، ما يجعلهما قريبتين من أهم المقاصد السياحية المصرية وأكثرها شهرة على المستوى العالمي.

وبالإضافة إلى الأهمية السياحية، فإن هاتين الجزيرتين تتمتعان بأهمية استراتيجية كبيرة حيث تتحكمان في الملاحة الدولية في خليج العقبة، ويمكن للدولة التي تسيطر عليهما إغلاق الملاحة في الخليج بسهولة، كما حدث عام 1967 وكان سببا في اندلاع حرب حزيران/ يونيو بين إسرائيل والدول العربية.
 
نكسة جديدة

وأكد جمال أبو زيد، مدير إحدى الشركات السياحية بشرم الشيخ، أن أكثر من 30 رحلة غطس يوميا كانت تتجه من شرم الشيخ إلى جزيرتي تيران وصنافير ستتوقف، مشيرا إلى أن بعض السائحين كانوا يزورون شرم الشيخ فقط لأن برنامج الرحلة يشمل قضاء يوم أو يومين للغطس في تيران وصنافير.

وأعلنت مصر جزيرتي تيران وصنافير محمية طبيعية عام 1983 للحفاظ على الشعب المرجانية والمخلوقات البحرية النادرة الموجودة بهذه المنطقة.

ويقول حاتم سامي، أحد الغواصين بمنطقتي تيران ورأس محمد، في تصريحات لصحيفة "الشروق": "لم يكن ينقصنا سبب جديد يخفض أعداد السائحين في شرم الشيخ بعد حادث الطائرة الروسية، فالغوص في تيران كان أحد الفقرات المفضلة للسياح الذين تأثر عددهم بشدة كثيرا عقب ثورة يناير".

من جانبه شبه هاني الشهاوي، صاحب إحدى شركات الرحلات بشرم الشيخ، جزيرة تيران بأنها كأهرامات الجيزة بالنسبة لزوار شرم الشيخ، مؤكدا أن 95% من السياح العرب والأجانب يحرصون على تنظيم رحلة بحرية للجزيرة.

وأشار الشهاوي إلى أن شرم الشيخ تعاني بشدة في الفترة الأخيرة بسبب تدهور السياحة، "وكنا نتمنى أن يؤجل الإعلان عن هذه الاتفاقية والتنازل عن الجزيرتين للسعودية لحين تعافي قطاع السياحة مجددا".
 
مكاسب كبيرة للسعودية

في المقابل، يقول مراقبون إن السعودية تنوي الاستفادة من الإمكانيات السياحية الهائلة في الجزيرتين عن طريق إقامة مشروعات سياحية وفنادق عالمية.

ونشرت صحيفة عكاظ السعودية تقريرا يوم الأحد بعنوان "تعرف على جزيرتي تيران وصنافير أجمل جزر العالم"، أكدت فيه أن تنازل مصر عن الجزيرتين منح السعودية واحدة من أفضل المناطق في العالم من حيث كثافة الشعاب المرجانية والأسماك النادرة ما يجعلها من أكثر الجزر حول العالم جذبا للسياح.

وقال أنور عشقي، رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات السياسية بالرياض، إن السعودية أصبح لديها الحق في الاستفادة من الجزيرتين سياحيا واقتصاديا بما يحقق مصالحها، مشيرا إلى أن الجسر الذي سيربط مصر والسعودية هو أحد الأفكار الاقتصادية.

وأضاف عشقي، في تصريحات صحفية، أن هناك اقتراحات أخرى بتحويل الجزيرتين إلى مركز تسوق عالمي للاستفادة من موقعهما الاستراتيجي، مشددا على أن عوائد الاستثمارات لتلك الجزر ستكون من نصيب السعودية فقط.