تسيطر حالة من الشعور بالقلق على السوريين المقيمين في مدينة
كيليس التركية؛ حيث تعرض العديد منهم وممتلكاتهم لاعتداءات، بعدما سقطت عدة صواريخ مصدرها الأراضي السورية على المدينة.
ووقعت اعتداءات على محلات تجارية يملكها سوريون في مدينة كيليس الحدودية، على يد متظاهرين أتراك جابوا أسواق المدينة، ردا على سقوط القذائف الصاروخية على المدينة الثلاثاء، وخلفت قتيلا واحدا وعدة جرحى. واتهم
تنظيم الدولة بإطلاق هذه الصواريخ، فيما ردت المدفعة التركية بقصف مواقع للتنظيم داخل الأراضي السورية.
وذكر سوريون في المدينة التي تتعرض للاستهداف بالقذائف بشكل متكرر، أن حالة احتقان شديدة تسود المدينة، في الوقت الذي اتهمت فيه مصادر حكومية تركية أحزابا تركية معارضة بالتدبير والتخطيط للاعتداء على ممتلكات السوريين في المدينة.
وفي تصريحات أدلى بها لقناة "سي إن إن تورك" التركية، الثلاثاء، اتهم رئيس بلدية كيليس، حسن قره حزبي، الشعب الجمهوري والحركة القومية المعارضين بالترتيب لهذه الاعتداءات. وتعهد المسؤول التركي بعد تقديمه اعتذارا رسميا للسوريين المتضررين، بتعويضهم عن الأضرار التي لحقهم بمحلاتهم.
ويقيم في كيليس أكثر من 127 ألفا من السوريين، وهذا العدد يفوق عدد المواطنين الأتراك في المدينة.
من جهتها، ناشدت الرابطة السورية لحقوق اللاجئين، على لسان مديرها محمد النعيمي، السوريين في المدينة بتجنب الأماكن العامة، وعدم الاحتكاك مع الأتراك؛ تجنبا لاستغلال وضع السوريين من قبل الأحزاب المعارضة التركية.
وفي الوقت الذي تؤكد فيه مصادر محلية وصول أعداد كبيرة من قوات مكافحة الشغب التركية إلى المدينة، ترى هذه المصادر أن الأزمة تنذر بتصاعد.
و تجنبا لحدوث أي انزلاق قد لا تحمد عقباه، ينصح رئيس اتحاد الكتاب السوريين الأحرار المقيم في كيليس، عبد الغني حمادة، السوريين بأن يخففوا من حركتهم قدر المستطاع، خصوصا في الشوارع العامة للمدينة.
ويضيف حمادة خلال حديثه لـ"عربي21" قائلا: "نحن -السوريين- موجودون في
تركيا؛ لأننا ظُلمنا في بلادنا، ولذلك نحن في غنى عن الظلم هنا، وهذا يحتم علينا ألا نمنح الآخرين ذريعة لخلق مشكلات قد تجعلنا عرضة للظلم هنا أيضا"، كما قال.
ويشاطره هذا الرأي معلم المدرسة عبد العليم حسن، المقيم في المدينة أيضا، قائلا لـ"عربي21": "من الطبيعي أن يخلق سقوط القذائف ردة فعل لدى السكان الأتراك، لا سيما أنهم يرون في وجود اللاجئين في المدينة مبررا لسقوطها (القذائف)، لكن هذا لا يعطيهم المبرر لتحميلنا المسؤولية الكاملة".
وتشهد المناطق السورية المحاذية للشريط الحدودي التركي، والقريبة من مدينة كيليس، معارك كر وفر بين تنظيم الدولة وفصائل الثوار المدعومة من تركيا.