سياسة عربية

إبراهيم عيسى: السيسي يرتكب الخطأ الرهيب.. العناد

عيسى: هل يجرؤ شريف إسماعيل على أن يكلم الرئيس في التليفون - أرشيفية
حذر الإعلامي والكاتب الصحفي إبراهيم عيسى، الشعب المصري من أنه "بدلا من التقاط المعنى، والمبادرة فورا بالاحتكام إلى الشعب في قضية تيران وصنافير، سيستمر الرئيس (يقصد رئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي) في ما استمر فيه سابقوه، على حد قوله.

جاء ذلك في مقال لعيسى بجريدة "المقال"، التي يرأس تحريرها، تحت عنوان: "كل هذا العند".
وفي البداية قال عيسى: "أشك كثيرا وعميقا في أن تفهم أجهزة الدولة ما حدث.. شكي يتحول يقينا في أن الرئيس عبد الفتاح السيسي لن يقرأ مظاهرات الجمعة على نحو يذهب به، وبالشعب إلى الأمام".

وأضاف: "المثلث الذي يتصرف على أساسه كل نظام حاكم في مصر مع مظاهرات مهمة يواجهها في لحظة تحد مكون من ثلاثة أضلاع: الإنكار ثم العناد ثم العداوة".

وتابع: "لا شيء جديدا مطروح ليفعله نظام السيسي أمام مظاهرات الجمعة إلا هذا المثلث.. فالرئيس رهين نظرية المؤامرة تماما، يكررهها في كل لحظة، وفي كل حين، وهو كذلك يستمد من تراث الرئيسين السابقين عليه سمات العناد نفسها، كأن منصب الرئيس في حد ذاته، وفي مصر تحديدا، يزرع العناد في جينات صاحبه، اعتداد مخلوط بالعناد، وعناد معتز باعتداده، وهو في كل الأحوال خطأ رهيب لا يتورع رؤساء مصر عن ارتكابه، ثم إن الرئيس، خصوصا في لقاءاته الأخيرة، لا يسمع إلا صدى صوته، بحسب قوله.

وأوضح عيسى: "الأجهزة الأمنية التي يعتمد عليها الرئيس، ويثق فيها، استوعبت ما يريده الرجل فتلبي ما يريد".

وأضاف: "الأجهزة الأمنية ليست مؤسسة واحدة، فضلا عن أنها  أصلا تملك قيادات ربما تنفصل هي الأخرى عن قاعدتها، فالموظفون فيها يتصرفون ككل موظفي الدولة، عبر تكييف التقارير والمعلومات على هوى ما يريده مديرهم، ثم هي عموما تفشل في قراءة السياسة، وتنظر إلى كل شيء وحركة وشخص مختلف باعتباره خصما وربما عدوا، وتحركها الهواجس والهلاوس أكثر مما  يحركها العقل البارد المتجرد".

وتابع الكاتب: "ثم إن حكومة شريف إسماعيل متواضعة تماما في الذهنية السياسية، ومجبولة على السمع والطاعة والانحناء، فكيف لها أن تنطق بأي اختلاف؟ هي أصلا لا تختلف في شيء أو على أي حاجة، بل مستعدة أن تضع توقيعها في أي فراغ على ورقة يأمرها الرئيس بأن تضع توقيعها فيه"، على حد قوله.

وهنا تساءل عيسى: "هل يجرؤ شريف إسماعيل على أن يكلم الرئيس في التليفون (هل هذا مسموح له أم لابد أن يطلب مدير مكتب الرئيس أولا؟) ويطلب منه اجتماعا لمناقشة، وتحليل مظاهرات الجمعة.. أبدا ومستحيل".

وأردف: "لأن شريف إسماعيل أصلا ليس لديه أي تحليل، ولا أي اهتمام، ولا يرى أنها موضوعه أصلا، ثم إنه لا يجرؤ على أن يبدو مهتما بشيء لم يطلب منه الرئيس أن يهتم به".

وواصل عيسى حديثه: "ثم إن الرئيس ليس لديه مستشارون سياسيون، وحتى السيدة فايزة، واللواء أحمد.. هما من أبناء الدولة المخلصين، وتمت تربيتهما كل هذه السنين على السمع والطاعة والولاء الأعمى والاعتقاد العميق الصادق أن الرئيس بيفهم أحسن منهم، ومن أي حد، فكيف بهم يناقشونه؟ ثم إنهم أيضا لا يملكون التواصل معه مباشرة بل في حاجة إلى الاستئذان للمجيء إلى الاتحادية، وتحديد موعد مع الرئيس.

وتابع: "إن أقصى أمانيهم هو مكتب مدير الرئيس.. والمحصلة أن الرئيس سوف يستخف بالمظاهرات كحدث وكدلالة وكرسالة وكمؤشر، هي في حد ذاتها أقل خطورة من تداعياتها، وتراكماتها".

وتابع: "الرئيس كذلك متواصل مع سيرة سابقيه، يوقن أنه لا يخطئ، وأنه يفهم أكثر، ويعرف أكثر، وهو يتصرف كما تصرف كل سابقيه على اعتبار أن شعبه رعايا، وليسوا مواطنين، وأن الشعب ما بيفهمش كلامه عشان مصلحته (مصلحة الشعب).

والأمر هكذا، اختتم عيسى مقاله بالقول: "إذن بدلا من التقاط المعنى، والمبادرة فورا بالاحتكام إلى الشعب في قضية تيران وصنافير، سيستمر الرئيس في ما استمر فيه سابقوه.. هذا ما لا أتمناه، ولكن ما أتوقعه"، على حد قوله.

 الأجهزة لديها رعب من الاستفتاء


وكان عيسى، قال - في برنامج "مع إبراهيم عيسى"، عبر فضائية "القاهرة والناس"، مساء الأحد -: إن أغلبية الشعب المصري يرون أن جزيرتي "تيران وصنافير" مصريتان، مشيرا إلى أن الدليل هو أن أجهزة الدولة تحاول الدفع بعيدا عن الاستفتاء حول هذه الأزمة.

وأوضح عيسى أن الأجهزة لديها رعب من رفض اتفاقيات ترسيم الحدود، وكسر إرادة الدولة، ومخالفة رغبة الرئيس عبدالفتاح السيسي"، مشددا على أن إرادة المصريين أهم من رأي الخبراء والوثائق، وفق تعبيره.