سياسة عربية

مكرم: الملك سلمان أجل زيارته 4 مرات والسلفيون أفادوه

مكرم محمد أحمد: ما حدث من "شوشرة" حول بيع أرض مصر يثبت أن نظام السيسي بارع بإيذاء نفسه ـ واس
كشف نقيب الصحفيين المصريين الأسبق، مكرم محمد أحمد، النقاب عن معلومات تفيد بتأجيل زيارة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز إلى مصر، أربع مرات؛ لإصرار الجانب السعودي على أن تتم الزيارة بعد انتهاء عمل لجنة ترسيم الحدود، معتبرا أن مفاجأة المصريين بخبر ترسيم الحدود كان له وقع الصدمة.

واعتبر أن من حسن الحظ أن العلاقات قوية بين السلفيين والسعودية؛ لذلك لم ينزلوا إلى الميادين، بحسب تقديره.

وقال مكرم محمد أحمد، الذي شغل منصب رئيس مجلس إدارة دار الهلال، ورئيس تحرير مجلة الهلال، الحكومتين، سابقا -في حوار مع صحيفة "الصباح" الورقية الصادرة هذا الأسبوع- إن الدولة (يقصد نظام حكم رئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي) بارعة في إيذاء نفسها بنفسها، مبديا انزعاجه من "خلط سخيف جدا بين حزمة المساعدات والاتفاقيات الاستثمارية وقضية تعيين الحدود"، وفق قوله.

وزار الملك سلمان مصر لمدة خمسة أيام، في الفترة من الخميس 7 إلى الاثنين 11 نيسان/ أبريل 2016. وشهدت الزيارة توقيع اتفاقية تعيين الحدود البحرية بين البلدين، التي أعلنت الحكومة المصرية بمقتضاها التنازل عن السيادة المصرية على جزيرتي تيران وصنافير إلى السيادة السعودية.

الجزيرة لمن يحرسها

وفي بداية حواره، قال مكرم (المعروف بموالاته للسيسي): "إن بعض المصادر المصرية تقول إن السعودية ألحت بشدة على إعلان ترسيم الحدود، وإن زيارة الملك سلمان تأجلت أربع مرات؛ لإصرار السعوديين على أن تتم بعد انتهاء عمل لجنة ترسيم الحدود، وتحديد خط المنتصف".

وتساءل مكرم: "هل تستوعب السعودية فكرة الفصل بين الملكية والإدارة، وتقبل بإدارة مشتركة، خاصة أن الجانب الصالح للملاحة هو الجزء الذي بين سيناء وجزيرة تيران، وبالتالي يصعب فصل الجزيرة تماما عن أمن مصر؟!

والأمر هكذا، شدَّد على أنه كان يجب على الإدارة المصرية أن تقنع الجانب السعودي بالتريث، وإفهامه أن هذا سوف يؤدي إلى أوضاع غير محسوبة لدينا، وأنه لا بد من أن تمنحنا فرصة لكي نمهد للرأي العام هذا الأمر، على حد قوله.

وأردف: "في رأيي أن 76 عاما من سيطرة العسكريين المصريين على الجزيرة تمنح المصريين بعض الحق، ولا أتحدث عن حق الملكية، ولكن الرأي الشعبي له مبرراته، وهناك من يسأل: "أليست الأرض لمن يزرعها والجزيرة لمن يحرسها؟".

ويذكر أن "مكرم محمد أحمد" يتبنى الرأي الذي يقول إن الجزيرتين سعوديتان.

وارد أن تصبح السعودية من دول المواجهة

وحول تقويمه للمشهد سياسيا، في إطار أزمة الجزر بين السعودية و"إسرائيل"، قال مكرم محمد أحمد: "وزير الخارجية السعودي أعلن أن وجود الجزيرتين لن يؤدي لعلاقات مباشرة مع إسرائيل، ووزير الدفاع الإسرائيلي قال إننا تلقينا تأكيدات سعودية رسمية بالالتزام بحرية الملاحة في خليج العقبة، وبموقع القوات متعددة الجنسيات، وبالاتفاقيات التي تفرضها "كامب ديفيد"، التي سبق أن وافقت عليها مصر".

وتابع مكرم بأنه "من الواضح أن هناك تيارا قويا داخل إسرائيل يرحب بعودة الجزر للسعودية، ومن الوارد أن تصبح السعودية من دول المواجهة".

واستدرك بسرعة: "الإسرائيليون هم من يقولون ذلك، بل يزيدون أن هناك جبلا من الجليد، من الحوار السري بينهم وبين السعودية، وأن وجود السعودية جار وطرف في الحوار، وفي كامب ديفيد يمكن أن يشرع في إتمام عملية التسوية السلمية للصراع العربي - الإسرائيلي، خاصة أن "الرياض" هي نفسها صاحبة مبادرة "كل الأرض مقابل كل السلام"، التي قدمها الملك عبد الله"، على حد قوله.

لا أحد يستطيع التنبؤ بما يمكن حدوثه


أخيرا، بالنسبة لرؤيته للدعوة للتظاهر، والنزول إلى الميادين تحت عنوان "الأرض هي العرض"، قال نقيب الصحفيين المصريين الأسبق: "دخلنا في عملية لا يستطيع أحد التنبؤ بما يمكن حدوثه، وهل هي موجة غضب وستهدأ، أم لا؟، خاصة أن هناك قوى سياسية معادية تحرك هذا".

وتابع: "عندما ننظر على خريطة من خرجوا للتظاهر، نجد شباب 6 أبريل، والاشتراكيين الثوريين، وجماعة الإخوان المسلمين، وهناك مئات من الناس خرجوا نتيجة الصدمة من هذا الإعلان المفاجئ، الذي يؤكد بالفعل أن البيروقراطية المصرية لم تحسن التفاهم مع الوضع القائم، ولم تقدر حق المواطن في المعرفة، وطالما أن هناك مغذيات، ومن لهم مصالح في إذكاء وتأجيج النار".

العلاقات مع السلفيين أفادت السعودية

واستطرد مكرم بالقول: "أنا قلق من أن يستمر طويلا، ومن حسن الحظ أن العلاقات قوية بين السلفيين والسعودية؛ لذلك لم ينزلوا إلى الميادين، فكل همِّ هؤلاء خروج مليونية أو الاستيلاء على أحد الميادين"، وفق قوله.

واختتم حواره بالإشارة إلى أن ما حدث من "شوشرة" بزعم أن مصر باعت أرضها للسعودية، وما تبعه من خلط سخيف جدا بين حزمة المساعدات والاتفاقيات الاقتصادية، وبين قضية تعيين الحدود، يؤكد أن الدولة (يقصد نظام السيسي) بارعة في إيذاء نفسها بنفسها، بحسب تعبيره.