سياسة عربية

ألو جدة: برنامج هزلي أم تبييض سياسي لابن علي بتونس؟ (فيديو)

يوهم البرنامج بأن بن يعلي يتحدث فعلا ليرصد ردة فعل الضيف - أرشيفية
برز خلال اليومين الأولين من شهر رمضان في الساحة الإعلامية التونسية؛ برنامج على قناة "التاسعة" الخاصة، عنوانه "ألو جدة". وبرغم طابعه الهزلي، تسبّب البرنامج في جدل واسع في الأوساط التّونسية بالنّظر لمضمون البرنامج وفكرته.

وتتلخّص فكرة البرنامج في إيهام ضيوف من الوجوه المعروفة بتونس؛ بأنّه وقع جمعهم صدفة، خلال حضورهم بأحد البرامج الحوارية السياسية، بالرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، الذي يظهر وكأنه يتحدث عبر سكايب من جدة السعودية التي يقيم فيها منذ فرارها إبان الثورة التونسية.

ومن خلال تقليد محترف لصوت بن علي، من قبل وسيم الحريصي، ووضع الضيف في إطار جدّي مع مقدّم الأخبار ومدير الحوارات السياسية الإعلامي مكي هلال، يضع البرنامج سياسيين ووجوه عامّة لأوّل مرّة قبالة بن علي لتُكشف ردّات فعلهم.

فرصة لكشف معادن الساسة والشخصيات العامة

وقد فوجئ التونسيون بتفاعل أول "ضحيّتين" في البرنامج، وهما على التوالي النّائب في المجلس التأسيسي إبراهيم القصاص، والصحفي الذي كان أوّل من أعلن انتهاء بن علي صبيحة 14 كانون الثاني/ يناير 2011، حسن بن عثمان.

ورغم أن كلا الشخصيتين كانتا ممن لبس لبوس الثورة خلال السنوات الماضية، إلا أن ردود فعلهما تراوحت بين التعبير عن الحنين وبين مناشدة بن علي للعودة إلى تونس وإنقاذ البلاد.


تبييض صورة المخلوع في لاوعي التونسيين

وتعليقا على البرنامج، استبعد أيمن عبد الرّحمن، النّاشط في المُجتمع المدني والمُتابع للشأن الإعلامي في تونس، اندراج البرنامج في أجندة تهدف لتبييض بن علي، معتبرا أن شخصية إعلامية محترمة مثل المكي هلال لا يمكن أن تندرج في مثل هذه الأجندات، وفق تعبيره.

وأضاف في تصريح لـ"عربي21": "أستبعد سوء النّيّة والقراءة التآمرية لنوايا القائمين على البرنامج، وفي ذات الوقت ورغم طابعه الهزلي، فإن البرنامج يرسل لأذهان التونسيين على لسان بعض الضيوف الذين انخرطوا في تمجيد بن علي بعد وقوعهم في فخ البرنامج؛ مضامين سياسية قد تعيد تشكيل وعي التونسيين من جديد في علاقة بشخصية بن علي ونظامه الذي حسموا فيه منذ خمس سنوات"، وفق تقديره.

هلال: البرنامج لا علاقة له بأي أجند سياسية 

وفي ردّ على بعض الإتّهامات التي وُجّهت للبرنامج، أكد مكي هلال أنه لا علاقة لـ"ألو جدة" بأي أجندات سياسية، مشيرا إلى أنها تهدف إلى جس النبض حول مدى صدق السياسيين بين ما يقولون في الجلسات العامة وردود أفعالهم في موقف مماثل.

 وأضاف في تصريح لإذاعة موزاييك: "ما قيل حول البرنامج والنقد الذي وجه له كان متوقعا؛ لأن هناك من هو يحاول التذاكي ويتبنى عقلية المؤامرة، ونحن لم نقم بتمجيد بن علي".

وتابع: "أؤكد في هذا الإطار أن "ألو جدة" ليست سخرية من الثورة أو تقزيما من حجمها، بل هي كاميرا سياسية تداعب السياسيين وتجس نبض مدى مصداقيتهم"، وفق قوله.

يذكر أن برنامج "ألو جدّة" يحتل المرتبة الخامسة في ترتيب البرامج الأكثر مشاهدة خلال شهر رمضان في تونس، بنسبة 10,5 في المئة، وهو رقم جيّد مُرشّح للارتفاع خلال الأيام القادمة.