ذكرت صحيفة "التايمز" البريطانية أن نائبة رئيس حزب المحافظين السابقة البارونة سعيدة
وارسي، أعلنت عن انسحابها من معسكر الداعين للخروج من
الاتحاد الأوروبي، والانضمام إلى حملة الباقين.
ويشير التقرير إلى أن وارسي بررت انسحابها، بسبب ما رأته من زيادة الكراهية ومعاداة الأجانب، حيث قالت: "هل نحن مستعدون لنشر الكذب والكراهية ومعاداة الأجانب من أجل الانتصار في الحملة؟ وبالنسبة لي، فإن هذه خطوة مبالغ فيها".
وتقول الصحيفة إن قرار وارسي جاء بعد مشاهدتها ملصقا ظهر فيه زعيم حزب الاستقلال نايجل فاراج (نقطة الانهيار)، وظهر فيه وخلفه حشود من اللاجئين، الذين ينتظرون غزو
بريطانيا، حيث عده الكثيرون معاديا للأجانب ومخوفا منهم، ووصفه وزير الخزانة جورج أوزبورن بأنه يذكر بدعاية الثلاثينيات من القرن الماضي في ألمانيا.
وينقل التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، عن وارسي، قولها إن الملصق كان "النقطة الحرجة التي جعلتني لا أستطيع المضي في دعم الحملة"، حيث عبرت وارسي عن موقف مشابه لرئيس الوزراء، الذي ظهر في برنامج "ساعة الأسئلة"، الذي تبثه "بي بي سي"، واتهمت الزعيم الرئيس لحملة الخروج وزير العدل مايكل غوف بنشر "أكاذيب".
وتجد الصحيفة أن خسارة وارسي ضربة لمعسكر الخروج، الذي اتهم بكراهية الأجانب والعنصرية، مشيرة إلى أن وارسي تنتمي إلى عائلة باكستانية مهاجرة، وكانت أول امرأة مسلمة يتم اختيارها للترشح عن حزب المحافظين، وأول امرأة مسلمة تختار للعمل في الحكومة.
ويلفت التقرير إلى أن علاقة وارسي مع معسكر الخروج لم تكن جيدة، حيث إنها في بداية شهر حزيران/ يونيو، وقعت مع زميلتها في حزب العمال دورين لورنس، ومديرة منظمة "ليبرتي" شامي تشاكرباتي، على رسالة انتقاد لمزاعم فاراج، أن المهاجرين يمثلون تهديدا على بريطانيا.
وتذكر الصحيفة أن صحيفة "الغارديان" نشرت الرسالة، التي جاء فيها أن التحذير "بهجمات جنسية جماعية" هو عبارة عن "نشر الخوف"، وهو أداة قديمة لتمزيق المجتمع وإثارة مخاوف البريطانيين من المهاجرين، وجاء في الرسالة أن "استخدام فاراج بالتحديد (القنبلة النووية) مثير للقلق، ويعبر عن نيته لتفجير النقاش حول الاستفتاء من خلال سلاح يقتل دون تمييز، وهو سلاح مستعد لتفجيره بعيدا عن الأثر الذي يسببه للمجتمع والعلاقات العرقية في هذا البلد".
ويورد التقرير نقلا عن الرسالة قولها إن هذا يأتي "بعد نشر الأكاذيب حول نشر الخوف من انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، والتكتيك السياسي الرخيص المصمم لإحداث ضرر كبير، وتحويل الخوف إلى أصوات، لكن بأي ثمن"، مشيرا إلى أن الرسالة ختمت بالقول إن خطاب فاراج "يجعل حتى من يدعمون الخروج يشعرون بالضيق".
وتفيد الصحيفة بأن وارسي ليست الوحيدة التي قررت ترك معسكر الخروج، حيث إنه في حزيران/ يونيو، قررت البرلمانية الدكتورة سارة ولاستون الانشقاق لمعسكر دعاة البقاء في الاتحاد الأوروبي. وتحدثت لـ"بي بي سي" عن أن مزاعم معسكر الخروج حول توفير الخدمة الصحية لـ350 مليون جنيه في الأسبوع، في حال خرجت بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، هي "ببساطة غير صحيحة".
وتختم "التايمز" تقريرها بالإشارة إلى قول ولاستون: "بالنسبة لي، بصفتي كافحت من أجل إحصائيات واضحة وصحيحة للرأي العام، لا أستطيع ركوب حافلة المعركة، وفي قلبها رقم أعرف أنه غير صحيح".