ينقضي بعد أيام قليلة العام الثاني على الحرب
الإسرائيلية الأخيرة على
غزة في 2014، فيما تستمر معاناة الغزيين إلى اليوم بسبب
الحصار المفروض على القطاع، والتضييق الإسرائيلي على إعادة الإعمار.
وشردت الحرب الأخيرة 500 آلف شخص غزي وحولت ما يقارب الـ19 ألف وحدة سكنية إلى أماكن غير صالحة للسكن بحسب إحصائيات
الأمم المتحدة.
وتحدثت "
عربي21" إلى رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار الدكتور جمال الخضري الذي أوضح بدوره أن القطاع ما زال يعيش آثار الحروب الإسرائيلية الثلاثة الأخيرة عليه في ظل ازدياد عدد سكان القطاع والضغط المتزايد على الخدمات والبنية التحتية.
وأوضح الخضري أن قضية إعمار القطاع تصطدم بمعيقين أساسيين؛ الأول توافر أموال الإعمار، والثاني مواد البناء المستخدمة لإعادة الإعمار.
ومنذ اليوم الأول بعد انتهاء الحرب الأخيرة على القطاع، تمنع إسرائيل إدخال مواد البناء إلى غزة بشكل كامل أحيانا، أو جزئي أحيانا أخرى، ما يعيق الإعمار حتى وإن توافرت الأموال لذلك.
ويعيش 80 بالمائة من سكان القطاع المحاصر تحت خط الفقر، ويعيش الفرد بمعدل دخل يقارب الدولارين فقط، بحسب رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار.
وتصرف وكالة تشغيل وغوث اللاجئين "
الأونروا" هذا الأسبوع 4 ملايين دولار أمريكي دفعة لإعادة الإعمار ستصل إلى 330 عائلة في القطاع عبر البنوك المحلية، بحسب بيان للوكالة.
وفي وقت سابق من حزيران/ يونيو، وزعت الوكالة مليون ونصف المليون دولار أمريكي لأعمال إصلاح المساكن المتضررة جزئيا، وبدل إيجارات سكن للعائلات المستأجرة، لـ748 عائلة لاجئة.
من جهته، قال الناطق الرسمي باسم الوكالة سامي مشعشع، لـ"
عربي21"، إن الوكالة تعاني من مشكلتي التمويل وإدخال مواد البناء إلى القطاع المحاصر منذ 10 سنوات، وإنه مضى على حربه الأخيرة عامين.
وكشف مشعشع أن 127 عائلة فقط استطاعت إعادة إعمار منازلها في عامين، من أصل 17 ألف بيت متضرر، بسبب الشروط الإسرائيلية المفروضة على إعادة الإعمار.
وكشف مشعشع لـ"
عربي21" أن لدى الوكالة تمويلا يكفي لبناء ألفي منزل غير أن صعوبة إدخال مواد البناء تقف في وجه بناء هذه المنازل.
وأضاف أن الوكالة تواجه مشكلة مالية بسبب عدم وفاء بعض الدول بالتزاماتها المالية بحجة أن لديها التزامات في أماكن أخرى من العالم، لافتا إلى أن ما يجري في سوريا على سبيل المثال أثر على عمل الوكالة بشكل عام، إلى جانب 5 ملايين لاجئ في دول الأردن وسوريا ولبنان.
وكانت إسرائيل شنت في منتصف 2014 حربا على غزة تحت اسم "عملية الجرف الصامد"، وأطلقت عليها حركة المقاومة الإسلامية "حماس" اسم "العصف المأكول"، استشهد فيها 2251 من الفلسطينيين وأصيب قرابة الـ11 ألفا آخرين، وتم تدمير أكثر من 12600 وحدة سكنية تماما و تعرض ما يقارب الـ6500 وحدة سكنية لأضرار جسيمة.
وتكبدت حوالي 150 ألف وحدة سكنية أخرى درجات متفاوتة من الضرر، وتشرد نصف مليون مواطن غزي وقتها ولا يزال الآلاف منهم نازحون حتى اليوم، بحسب إحصاءات الأمم المتحدة.