نشرت صحيفة "الموندو" الإسبانية، تقريرا حول ملاحقة
تنظيم الدولة لكل من ينتقده، وخاصة أفراد الفصائل الثورية في سوريا، قالت فيه إن "عناصر التنظيم هم دائما بالمرصاد لأعدائهم، وحين يقررون القضاء على شخص ما؛ فإنه لن ينجو أبدا".
وأضافت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن تنظيم الدولة حاول مرتين قتل الصحفي السوري
ناجي الجرف "الذي كان على يقين بأنه لن ينجو في المرة الثالثة، وبالفعل؛ في 27 كانون الأول/ديسمبر الماضي؛ لقي الجرف حتفه في مدينة غازي عنتاب التركية، عندما كان بصدد جلب الطعام لزوجته وأطفاله من مطعم (فان) القريب من مقر مجلة "حنطة" السورية المعارضة.
وبينت أنه "بالرغم من اتخاذ الجرف الاحتياطات لتفادي بطش أفراد تنظيم الدولة، إلا أنهم كانوا له بالمرصاد، فبمجرد خروجه من المطعم؛ ظهر أشخاص وأطلقوا النار عليه، ثم لاذوا بالفرار".
وذكرت الصحيفة أنه "بعد شهرين من حادثة اغتيال ناجي الجرف في وضح النهار؛ تم العثور على الناشطين السوريين، إبراهيم عبدالقادر، وفارس الحمادي، مقطوعي الرأس في منزلهما بمدينة غازي عنتاب"، مشيرة إلى أنه "في نيسان/أبريل الماضي؛ اغتال تنظيم الدولة في المدينة ذاتها، الإعلامي السوري محمد زاهر الشيرقاط، المعروف بانتقاده الشديد لتنظيم الدولة".
وقالت إن هذه السلسلة من الجرائم التي ما زالت تقع بين فينة وأخرى "تبرهن أن عناصر تنظيم الدولة لا يمكن أن يتهاونوا في معاقبة منتقديهم، كما أنه لن يتمكن أحد من الإفلات من العقاب، أو التحصن في أي مكان؛ إذا قرر التنظيم معاقبته".
وأشارت إلى أن الناشط السوري المقيم في تركيا إبراهيم عبدالقادر، نجا بأعجوبة من كمين نصبه له "جهاديو" تنظيم الدولة أمام بيت شقيقه في 16 حزيران/يونيو الحالي.
ونقلت الصحيفة عن الإعلامي "كريم" الذي أخفى اسمه الحقيقي خوفا من انتقام جهاديي تنظيم الدولة، قوله إن "هناك أتباعا لتنظيم الدولة في كل مكان، فبمجرد كونك ناقدا لأعمالهم البشعة؛ سيتحصلون على جميع المعلومات حولك، ويرسلون لك أحد أتباعهم ليعلمك بذلك. وللأسف؛ لا يوجد مكان للاختباء فيه من جهاديي تنظيم الدولة".
وأضاف كريم أنه "في بداية الأمر؛ يرسل تنظيم الدولة أحد عناصره لتهديد المعارضين، وإن لم تتم الاستجابة لأوامرهم؛ يرسل التنظيم أحد الأشخاص لقتلهم"، مؤكدا أنه "لا يمكن الثقة في أي شخص، فقد قُتل إبراهيم وفارس على يد شخص كانت له علاقة صداقة بهما في السابق".
وأوردت الصحيفة عن "موسى" وهو ناشط سوري عمد إلى إخفاء هويته أيضا، قوله إن "وسائل الإعلام هي السلاح الأقوى لتنظيم الدولة، فهي الوسيلة التي تسمح بإيصال دعايته المرعبة إلى الغرب".
وأضاف موسى أنه "منذ نشره مقطع فيديو تحت عنوان (تنظيم الدولة لا يمثل الإسلام) بدأ التنظيم بإرسال تهديداته عبر موقع تويتر"، موضحا أن "كل ما يريده تنظيم الدولة؛ هو إخماد أصوات النقاد، لأنهم يواجهونه بسلاحه ذاته المتمثل في وسائل الإعلام".
وقالت الصحيفة إن "تنظيم الدولة قام بقتل إبراهيم وفارس بسبب كشفهما الجرائم البشعة التي يرتكبها عناصر التنظيم، وكان رد التنظيم على هذا الانتقاد من خلال المطاردة الوحشية، فقد نشر مقطع فيديو لعملية إعدام خمسة ناشطين سوريين بدير الزور، مهددا بقتل الهاربين حتى في أوروبا".
وأضافت أن ناجي الجرف "دفع حياته ثمنا لفيلم وثائقي حول الأطفال في الرقة، ونقلت عن كريم قوله إن "الجرف علّم العديد من النشطاء كيفية إنتاج مقاطع الفيديو، وكيفية توثيقها بطرق سليمة، وكان يحث النشطاء على نشر الانتهاكات التي تحصل في سوريا".
وأشارت إلى أن "سلسلة الإعدامات التي نفذها التنظيم خارج سوريا؛ أودت بحياة العديد من النشطاء السوريين. ولذلك؛ اختار باقي النشطاء الفرار قدر المستطاع، فيما أصبح البعض الآخر غير مبالٍ بالأمر".
وتابعت: "على عكس كريم الذي أوقف انتقاده للتنظيم منذ أشهر؛ قال موسى: لا يهمني إن قام أتباع تنظيم الدولة بقتلي، فقد انضممت للثورة السورية للموت من أجلها إن استحق الأمر ذلك، ويجب أن نواصل نشر رسالتنا".
وفي الختام؛ قالت الصحيفة إن العديد من النشطاء فقدوا الأمل، مثل كريم الذي يرى أن "الأمر لا يستحق الموت من أجل منشور على فيسبوك".