كتبت منذ ما يقرب من شهر ونصف عن بداية حرب خفية بين البابا تواضروس بابا الكنيسة المرقسية بالإسكندرية وبعض أجهزة الدولة وعلى رأسهم جهاز الأمن الوطني بالمنيا.
تلك الحروب الخفية التي تظهر مؤشراتها أمامك دون أن تفصح عن نفسها، وذلك لعدة أسباب على رأسها خوف البابا تواضروس من الظهور في دور الرجل الفاشل الذي راهن على الحصان الخطأ، والذي دعم القوات المسلحة والسيسي بملايين الجنيهات من أموال الفقراء؛ رغبة منه في الظهور في دور مخلص الأقباط من الحكم الإسلامي.
بدأت الحرب الإعلامية بين الأنبا مكاريوس ونظام السيسي ــ والجميع يشاهد عن بعد ــ وقد قرر البابا تواضروس العودة خطوتين للخلف، ودفع بالأنبا مكاريوس للواجهة؛ بعد تفويض رسمي منه شخصيا وذلك حتى لا يتم تصعيد المعركة إلى أقصى مستوى.
كانت هناك طلبات للأقباط في مصر منذ أعوام طويلة، والغريب تلك المعلومة الخفية التي عرفتها مؤخرا وهي أن نظام الرئيس مرسي طالب الكنيسة المصرية بحصر الكنائس المطلوب بناؤها؛ وقد رفضت الكنيسة إعطاءه تلك القائمة حتى يظهروا في دور المضطهدين للخارج، وهناك معلومة أخرى ربما أصرح بها في وقتها.
إذن فقد دعم تواضروس السيسي بكل ما أوتي من قوة؛ ليجد لا شيء في المقابل ... لا شيء بمعنى لا شيء سوى مزيد من حوادث الفتنة الطائفية، والضغط على الأقباط؛ بعد ارتفاع صوت الأقباط المطالبين بقانون لبناء الكنائس؛ فكان قرار تواضروس بتصعيد الحرب الإعلامية حتى استطاع أن يجبر السيسي على استقباله في الرئاسة منذ 48 ساعة، وبعد اللقاء بساعة كانت المعلومات التي بين يدي تفيد بأنهم لم يتطرقوا إلى حوادث الفتنة بأي شكل من الأشكال ... كان الحديث دبلوماسيا فقط وتلك إشارة إلى أن الحرب مفتوحة؛ فالأقباط بالنسبة للسيسي مجرد كارت استخدم ولا مجال لتعلية سقف الطلبات، والسيسي بالنسبة لتواضروس الأمان من غضب المسلمين والأقباط على حد سواء، وتستمر عملية الابتزاز وتكسير العظام. وقد رضخ السيسي نوعا ما لابتزاز تواضروس؛ وتم تغيير مدير أمن المنيا، لكن تواضروس واهم إذا كان يتخيل أن هناك أحداثا تتم دون تعليمات من الدولة...
ضغط البابا تواضروس على السيسي وأرسل أقباط المهجر للتظاهر أمام البيت الأبيض فلم تمر 24 ساعة إلا وكان السيسي في انتظاره ولكن السؤال ما هي النتيجة؟! لا شيء على الإطلاق، فالسيسي محترف في بيع الوهم وتواضروس كمن اشترى العتبة الخضراء!!
إن الحروب المقدسة التي تخوضها الكنيسة المصرية تعتبرها الحرب الأخيرة، فقد قدموا كل القرابين المتاحة للمجلس العسكري وللسيسي على وجهه التحديد.
تنازل تواضروس عن قرار البابا شنوده وبدأ التطبيع الرسمي مع الكيان الصهيوني، وهناك رحلة لقادة الكنيسة إلى تل أبيب تحت ذريعة الصلاة ولكن الحقيقة إنما هي خطوة أخرى في طريق التطبيع ... الخلاصة أن تواضروس تنازل عن كل شيء وأي شيء لنجاح السيسي وهو الآن يشعر أنه اشترى الوهم فقط، فسيخوض تلك الحرب إلى النهاية حتى ولو من وراء الكواليس.