سياسة عربية

موجة سخرية من اتهام الإخوان بخلق مناخ تشاؤمي في مصر

وزير الداخلية المصري مجدي عبدالغفار
انتشرت في مصر موجة من السخرية والتهكم على بيان وزارة الداخلية يوم السبت، حول اتهام جماعة الإخوان المسلمين بخلق مناخ تشاؤمي، واصطناع الأزمات في البلاد.
 
وكانت الداخلية أعلنت إحباط ما قالت إنه "أكبر مخطط لجماعة الإخوان يستهدف خلق مناخ تشاؤمي بين المواطنين، والتشكيك في النظام، وتعطيل خطة الإصلاح الاقتصادي التي وضعتها الحكومة.
 
وأضافت الوزارة في بيان لها، السبت، تلقت "عربي21" نسخة منه، أنها ضبطت خلية تحت مسمى "وحدة الأزمة"، تتواصل مع قيادات الجماعة الهاربين خارج البلاد، ويتمثل دورها في خلق أزمات بين الشعب والحكومة.
 
المتهمون اعترفوا

 
وأوضح البيان أنه تم رصد أحد اللقاءات التنظيمية لعناصر الخلية بمحافظة القليوبية أثناء دارسة التكليفات الصادرة لهم بشأن تنفيذ مخططهم، وتم ضبط 17 من قيادات وعناصر الإخوان عثر معهم على أسلحة ومبالغ مالية كبيرة ومطبوعات تنظيمية كانت معدة للتوزيع على مسؤولي لجنة الأزمة.
 
وأشار إلى أن خطة تحرك عناصر الخلية كانت تتضمن تصعيد المطالب الفئوية للعاملين بالمؤسسات المختلفة، واستثمار الأزمات الاقتصادية؛ للتشكيك في النظام، وترويج الشائعات، وتحريض المواطنين على الوقوف في وجه الإصلاح الاقتصادي.
 
ونشرت وزارة الداخلية على موقعها الإلكتروني مقطع فيديو يتضمن اعترافات المتهمين بتفاصيل مخططهم، وظهر أن المتهمين يرددون أقوالا تم إجبارهم عليها تحت الضغط والتعذيب.
 
وفي نهاية البيان، أكدت وزارة الداخلية عزمها الشديد على المضي قدما في حماية المقدرات الاقتصادية للبلاد، في ظل استمرار جماعة الإخوان في نهجها المضاد، ومحاولاتها النيل من الاستقرار الداخلي، وزعزعة استقرار البلاد.
 
وأفادت تحقيقات أجهزة الأمن بأنه تنفيذا للتكليفات الصادرة لهم تم إشعال أزمة الدولار، والعمل على جمعه من شركات الصرافة، والحصول على مدخرات المصريين بالخارج، فضلا عن خلق أزمة في الوقود، وتصوير مشاهد الزحام أمام المحطات، والتشكيك في المشروعات الكبرى، مثل قناة السويس الجديدة والعاصمة الإدارية.
 
كما أكدت التحقيقات أن المتهمين اتفقوا مع ما أسمته "الكتائب الإلكترونية" للإخوان على تصدير مشاهد التشاؤم عبر مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت، واستغلال حادث غرق مركب المهجرين برشيد، والترويج لأن الضحايا يعانون من الفقر والبطالة، وأنهم يهربون من الموت إلى الموت.

النظام هو من يصدر التشاؤم واليأس للشعب

 
لكن نوابا في البرلمان المصري، مؤيدين للنظام، استنكروا اتهام الإخوان بالمسؤولية عن خلق مناخ تشاؤمي في البلاد، حيث قال النائب مصطفى كمال، عضو لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، إن حكومة شريف إسماعيل ساعدت الإخوان بفشلها وسوء إدارتها للأزمات.
 
وأكد كمال، في تصريحات صحفية، أن المناخ التشاؤمي هو صنيعة الحكومة، مؤكدا أن سوء الأحوال الاقتصادية سببه فشل الحكومة في إدارة الملفات الاقتصادية، وتضارب القرارات مثل أزمة القمح المستورد.
 
وأعلن النائب عاطف مخاليف، وكيل لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان، رفضه التام لبيان الداخلية، مشددا على أن مثل هذه البيانات هي التي تسبب التشاؤم واليأس للشعب، كما أنها تهول من إمكانيات جماعة الإخوان على غير الحقيقة".
 
أما النائب محمد فؤاد، المتحدث باسم الهيئة البرلمانية لحزب الوفد بمجلس النواب، فأكد أن إحباط مخطط لإشاعة الإحباط في المجتمع أمر جيد، لكن ذلك لا يعني عدم وجود أسباب للتشاؤم والإحباط لدى المواطنين.
 
وأشار "فؤاد" إلى أن ضرورة التوازن بين مواجهة مخططات الإضرار بالدولة وبين العمل على تقوية نقاط الضعف، متوقعا استمرار الأحوال الاقتصادية لمدة لا تقل عن سنة أخرى مقبلة".
 
بدوره، قال النائب "هيثم الحريري" إن الحكومة أثارت غضب الشارع؛ بسبب القرارات المستفزة التي أصدرتها في الأسابيع الأخيرة، لكن الحكومة تحاول التنصل من مسؤوليتها، وتعليق أخطائها على شماعة الإخوان.
 
وأضاف "الحريري" أن الحكومة هي التي رفعت الدعم عن الكهرباء والمياه، وأصدرت قانون القيمة المضافة والخدمة المدنية، ورفعت أسعار الدولار، وليس الإخوان.
 
ثاني أكسيد الزغزغة
 
وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي التعليقات الساخرة من بيان الداخلية، وشارك فيها مؤيدون ومعارضون النظام.

وعلق خالد داوود، المتحدث باسم تحالف التيار الديمقراطي، عبر "تويتر"، قائلا إنها آخر فزلكات الاتهامات الخزعبلية من وزارة الداخلية، وأضاف ساخرا: "الدنيا ربيع وآخر حلاوة يا جماعة".
 
فيما قالت الناشطة هبة دياب: "افرد وشك أحسن تتمسك بتهمة نشر المناخ التشاؤمي".
 
أما الناشط الحقوقي عمرو عبد السلام، فتهكم قائلا: "النظام سيقاوم التشاؤم بنشر غاز ثاني أكسيد الزغزغة في البلاد".
 
وقال أحمد المصري: "يا عم اشتغلوا، وبلاش تعملوا الإخوان شماعة، وحاربوا الفساد أفضل لكم؛ لأن الشعب والله لن يرحم لو زاد الغلاء عن هذا الحد".
 
وأضاف مجدي محمد: "هل كل مصيبة أو أزمة تعصف بالبلد يتم إلصاقها بالإخوان؟ البلد للأسف ممتلئة بالفساد في كافة القطاعات، والكل ينهب تحت سمع وبصر الحكومة والأجهزة الرقابية، والحقيقة أن الحكومة فاشلة بمعنى الكلمة".