قالت مصادر خاصة لـ"
عربي21"؛ إنّ الفصائل في أحياء
حلب الشرقية المحاصرة، تتجه لاختيار قائد لها ونائب له، ضمن ما سمي "مجلس قيادة موحدة"، مع استمرار الهجوم الجوي والبري على هذه المناطق.
وحاصرت قوات النظام والميلشيات الموالية لها هذه الأحياء بعد سيطرتها على طريق الكاستيلو في شمال شرق المدينة في تموز/ يوليو الماضي. وفي آب/ أغسطس تمكنت الفصائل من فك
الحصار مؤقتا عبر السيطرة على منطقة الكليات في الراموسة، جنوب حلب، لكن قوات النظام المليشيات الموالية لها تمكنت من استعادتها، تحت غطاء جوي روسي كثيف، بعد نحو شهر.
وذكر الناشط الميداني المرافق للفصائل المقاتلة في حلب، الذي يستخدم اسم "أبو روما"، أنّ من مهام المجلس الجديد الذي يجري العمل على تشكيله في هذه الفترة؛ سيكون العمل العسكري، بالإضافة لتشكيل إدارات مدنية وأمنية وقضائية.
وأشار أبو روما إلى أنّ الإدارة المدنية في المجلس الجديد، لن تكون بديلة عن المجلس المحلي في المدينة، موضحاً أنّها ستقوم بإرسال مندوبين اثنين عنها إلى المجلس المحلي في المدينة.
إلى ذلك، كشفت مصادر مطلعة لـ"
عربي21"، أن المجلس الجديد سيضم الفصائل الموجودة في المدينة، وهي: نور الدين الزنكي، أحرار الشام، تجمع فاستقم كما أمرت، فوج ثوار الشام، فتح الشام، مشيرة إلى أنّه من المرجح أن يكون قائد المجلس هو القائد العسكري لغرفة عمليات فتح حلب أبو بشير معارة.
بدوره، لم ينف أبو بشير معارة وجود مشاورات في هذا الشأن، لكنه قال إنّ الأمور بحاجة إلى مزيد من النقاش، كونه لا يوجد اتفاق نهائي حتّى الآن، وفق تأكيده لـ"عربي21".
صعوبات الحياة
وبالتزامن مع المشاورات لتشكيل مجلس موّحد للفصائل العسكرية في المدينة، شهدت أسعار المواد الغذائية في أحياء حلب الشرقية ارتفاعاً كبيراً، بالإضافة لاختفاء عدد منها من الأسواق.
وتحدث عضو المجلس المحلي في المدينة سابقاً، أبو مضر الحلبي، من داخل المدينة، لـ"
عربي21"، قائلاً إن "المعاناة مختلفة، تتمثل بعدم توفر الاحتياجات الأساسية على صعيد المواد الغذائية الجافة بشكل كبير وارتفاع أسعارها، وقلة السيولة المادية بسبب إغلاق المحلات، وانقطاع مادة الحليب، وعدم توفر المحروقات، وإن وجدت فأسعارها مرتفعة جداً، فضلاً عن انقطاع الكهرباء بشكل دائم، بسبب توقف المولدات نتيجة عدم توفر المحروقات".
وأشار أبو مضر إلى مشكلة المياه التي تنقل بالصهاريج بعد ضرب محطة الضخ في حي باب النيرب، فضلاً عن معاناة المشافي، إثر خروج مشفيين من الخدمة، بالإضافة لمعاناة الدفاع المدني بعد ضرب مركزي الأنصاري وباب النيرب.
بدوره، يقول أبو محمد، (65 عاماً)، إن الأسعار شهدت ارتفاعاً كبيراً، ما جعل العديد من الأهالي يعزفون عن شراء المواد الغذائية، ويعتمدون فقط على "الشوربات الساخنة".
ويلفت أبو محمد إلى أنّ أسعار المواد الغذائية المتوافرة هي: الطحين 750 ليرة سورية للكيلوغرام الواحد، والحمّص 1500 ليرة، العدس 2500 ليرة، السكر 2400 ليرة، زيت عباد الشمس 1800 ليرة، ربطة البقدونس 300 ليرة، ربطة البقلة 250 ليرة، ربطة النعناع 175 ليرة، ربطة الفجل 250 ليرة، وكيلوغرام من الباذنجان 725 ليرة، فيما تغيب مجموعة كبيرة من الخضروات عن أسواق المدينة، بالإضافة للفواكه بكافة أنواعها.
كما تشير المصادر المحلية إلى غياب تام لكافة أنواع اللحوم البيضاء، بالإضافة للبيض والألبان والحليب والأجبان، في وقت وصل فيه سعر الكيلوغرام من اللحم الأحمر إلى 4500 ليرة سورية.
كما شهدت أسعار المحروقات بمختلف أنواعها ارتفاعا غير مسبوق، حيث بلغ سعر برميل المازوت، إن وجد، 300 ألف ليرة سورية، وسجل سعر أسطوانة الغاز 85 ألف ليرة.
"تحييد" محطات المياه
وفي سياق متصل، توصّل النظام السوري والإدارة العامة للخدمات في حلب، عبر مبادرة "أهالي" الثلاثاء الماضي، لاتفاق تحيّد محطات المياه عن الأعمال العسكرية.
في هذا الصدد، يقول المهندس أحمد الشامي، مسؤول المكتب الإعلامي في الإدارة العامة للخدمات في شرق حلب، إنّه تم الاتفاق على إعادة تحييد محطات المياه في المدينة، وعدم التعرض لها عسكريا، وإعادة تأهيليها وصيانتها.
وأشار الشامي، في حديث لـ"
عربي21"، إلى إصلاح محطة باب النيرب (جنوب شرق حلب) التي تعرضت لقصف الطيران، وإعادة ضخ المياه منها، وإصلاح قسم من محطة سليمان الحلبي الرئيسية للمدينة (شمال حلب) التي تعرضت لأضرار نتيجة الاشتباكات، والضخ لبعض الأحياء في المدينة، منوهاً إلى أن العمل جارٍ من أجل إصلاح باقي المضخات لتحسين وزيادة معدل الضخ إلى أحياء المدينة بشقيها الشرقي والغربي.