قال ضابط في قيادة عمليات نينوى، اليوم الجمعة، إن القوات
العراقية استأنفت عملياتها، في اليوم الخامس من معركة استعادة مدينة
الموصل، وتمكنت من تحرير 3 قرى ضمن محور
القيارة جنوب الموصل (شمال).
وقال العقيد محمد الجبوري إن "القوات العراقية من الجيش والشرطة والبيشمركة استأنفت عملياتها فجر الجمعة من عدة محاور ضمن عملية استعادة الموصل وشنت عدة هجمات على مواقع
داعش وتمكنت من تحرير مناطق جديدة".
وأضاف الجبوري أن "الشرطة الاتحادية والحشد العشائري تمكنت من تحرير قريتي هرارة ونعناعة ضمن ناحية الشورة ضمن محور القيارة (60 كم جنوب الموصل)".
وتابع الجبوري: "تمكنت الفرقة 15 من الجيش العراقي والحشد العشائري، من تحرير قرية دويزات، ضمن الساحل الأيسر (الضفة اليسرى لنهر دجلة) لناحية القيارة جنوب الموصل".
وأعلنت خلية الإعلام الحربي التابعة للجيش، مساء الخميس، استعادة القوات العراقية المشاركة في عملية تحرير الموصل ضد تنظيم "داعش"، السيطرة على17 قرية و56 بئرا نفطية، جنوب المدينة الواقعة شمالي البلاد، خلال المعارك.
وانطلقت الحملة العسكرية لتحرير الموصل، فجر الإثنين الماضي، وهي الأكبر منذ اجتياح "داعش"، لشمال وغرب البلاد وسيطرته على ثلث مساحة العراق في صيف 2014.
وتحظى الحملة العسكرية بغطاء جوي من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.
الدروع البشرية
قالت متحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان الجمعة إن مقاتلي تنظيم الدولة اقتادوا 550 عائلة من قرى حول مدينة الموصل العراقية ويحتجزونها قرب مواقع التنظيم في المدينة لاستخدامها كدروع بشرية على الأرجح.
وقالت المتحدثة رافينا شمدساني مشيرة إلى "معلومات موثقة" من المنطقة إن المكتب يحقق أيضا في تقارير عن أن التنظيم قتل 40 مدنيا في قرية واحدة.
المساعدات التركية
قال رئيس الهلال الأحمر التركي الجمعة إن المنظمة ترسل شاحنات مساعدات إلى شمال العراق تحمل ما يكفي من الغذاء والإمدادات الطبية لـ10 آلاف من النازحين بسبب القتال في مدينة الموصل العراقية.
وقال كريم كينيك: "نرسل في المرحلة الأولى هذه المساعدات لقرابة 30 قرية جرى تحريرها حول الموصل. هناك ما بين 3 آلاف و4 آلاف يتحركون من هذه القرى تهدف الشاحنات للوصول إليهم".
وأضاف أن عدد النازحين بسبب قتال الموصل قد يصل في النهاية لما بين 150 ألفا و400 ألف وأن وكالات الإغاثة التركية تنشئ مخيمات إضافية في شمال العراق استعدادا لذلك.
وقال الهلال الأحمر في بيان إنه يرسل 20 شاحنة تحمل إمدادات تتضمن مواد غذائية جافة وملابس وعدة مئات من الخيام والأسرة.
القيارة ومعركة الموصل
قبل أشهر قليلة استولى داعش على قاعدة القيارة في شمال العراق، إلا أنها تحولت الآن إلى مركز للعمليات الهادفة إلى استعادة السيطرة على مدينة الموصل من أيدي الجهاديين.
وأعلنت السلطات العراقية بدء عملية استعادة مدينة الموصل، آخر المدن التي يسيطر عليها تنظيم الدولة، حيث تتقدم قوات الأمن العراقية باتجاه المدينة من الشمال والشرق والجنوب.
وينتشر في القيارة عناصر الشرطة والجيش العراقية ومئات من قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة ويشنون ضربات مدفعية ضد الجهاديين ويعملون على إعادة بناء القاعدة.
وصرح قائد فرقة الرد السريع التابعة لوزارة الداخلية العميد الركن قصي كاظم حميد أن القيارة "هي منطقة لتعبئة الوحدات المشاركة في تحرير مدينة الموصل والقرى المحيطة بها".
أما قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد جودت فقال إن هذه هي أهم قاعدة إمداد للقوات العراقية التي تتقدم باتجاه الموصل من الجنوب.
وينتشر في العراق 7 آلاف عنصر على الأقل في إطار التحالف الذي تشارك فيه 60 بلدا للمساعدة في الحرب ضد تنظيم الدولة في العراق وسوريا. ونصفهم على الأقل من الأمريكيين.
ويحيط بالقاعدة ساتر ترابي ضخم وتنتشر الدبابات وغيرها من العربات المدرعة داخل القاعدة.
ويقيم معظم عناصر الجيش والشرطة داخل القاعدة في خيام يغطيها الغبار الذي يغطي كذلك أرض القاعدة والصحراء المحيطة بها.
وحاول تنظيم الدولة جهدهم لحرمان القوات العراقية من استخدام القاعدة قبل أن يخسروا السيطرة عليها في تموز/يوليو بعد أن دمروا مبانيها وأعطبوا مدرجها.
أضرار كبيرة
صرح الميجور كريس باركر المتحدث باسم التحالف الدولي في القيارة: "شاهدنا الكثير من الدمار. أحدث داعش أضرارا متعمدة لمحاولة جعل القاعدة غير صالحة للاستخدام".
وأضاف أن المدرج "كان غير صالح إطلاقا للاستخدام عندما جئنا" بعد أن حفر عناصر تنظيم الدولة خنادق فيه وزرعوا القنابل في المنطقة.
كما تشاهد أدلة على مزيد من الدمار الذي أحدثه التنظيم المتطرف من داخل القاعدة حيث ترتفع سحابة ضخمة دائمة من الدخان من حقول النفط التي أشعل بها التنظيم المتطرف النار.
وعملت القوات العراقية وقوات التحالف معا لإعادة بناء القيارة، وقال باركر: "شهدنا تطور القاعدة بشكل سريع".
وأنهت القوات الجوية الأمريكية إصلاح المدرج الذي سيسمح بنقل الإمدادات جوا إلى المطار بطائرات شحن، غير أن المدرج لم يفتح أمام عمليات النقل الجوي بعد.
وأوضح بارك: "يأتي الكثير من الدعم اللوجستي هنا لعملية الموصل (..) كما توفر القاعدة الدعم القتالي. ولذلك فإن القيارة مهمة جدا في عملية تحرير الموصل".
وتنتشر المدفعيات الأمريكية والفرنسية في القاعدة وتشن ضربات ضد تنظيم الدولة كما تطلق قذائف إضاءة ودخان دعما للقوات العراقية.
وتستطيع منصات صواريخ "هيمارس" الأمريكية ضرب قوات التنظيم المتطرف شمالا ويصل مداها إلى ما بعد مدينة الموصل.
وقد حدد موقع منصات "هيمراس" بعبارة "مدينة الصاروخ" التي كتبت بالدهان وتنتشر القنابل القديمة والصواريخ في الموقع.
وتنتشر قطع المدفعية المتحركة "هلكنغ بالادين" في القاعدة وبالقرب منها خيام مموهة بالشباك يمكث فيها الجنود الذين يطلقون هذه المدفعيات.
ورغم أن القاعدة آمنة نسبيا، إلا أن تنظيم الدولة استهدفها بالقصف المدفعي في السابق. إلا أن المعركة تنتقل بعيدا من القيارة فيما تطبق القوات العراقية على الموصل.
المرجعية الشيعية
باركت المرجعية الشيعية العليا في العراق بزعامة علي السيستاني، الجمعة، الانتصارات التي حققتها القوات العراقية والبيشمركه ضد تنظيم داعش في الموصل.
ودعا معتمد المرجعية الشيخ عبد المهدي الكربلائي، خلال خطبة صلاة الجمعة، أمام آلاف من المصلين في صحن الإمام الحسين في كربلاء، القوات العراقية إلى إدامة زخم الانتصارات وحماية المدنيين من ويلات المعركة.
كما دعا القوات العراقية إلى اليقظة والحذر والاستمرار في تحقيق الانتصارات.
يذكر أن رئيس الوزراء العراقي والقائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي أعلن ليلة الأحد/الاثنين الماضي انطلاق عمليات تحرير مدينة الموصل من تنظيم داعش.