نشرت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية تقريرا تحدثت فيه عن تحقيق ميشال عون، زعيم التيار الوطني الحر والبالغ من العمر 81 سنة، حلمه في رئاسة
لبنان بعد نصف قرن من التضحيات.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن عودة ميشال عون إلى قصر
الرئاسة اللبناني في مدينة بعبدا كان بعد غياب تواصل لمدة 26 سنة، تحديدا بعد القصف السوري لقصر الرئاسة خلال الحرب الأهلية اللبنانية. وتجدر الإشارة إلى أنه خلال الحرب الأهلية كان عون هو الوحيد تقريبا الذي عارض التدخل السوري في بلاده.
وأضافت الصحيفة أن ميشال عون ولد سنة 1935، وهو ينتمي لعائلة تتبع المذهب الماروني المسيحي. وقد نشأ عون في بلدة حارة حريك المتاخمة لضواحي بيروت والتي أصبحت الآن تتميز بأغلبية شيعية موالية لحزب الله. بعد ذلك، التحق الجنرال بإحدى المدارس العسكرية الكاثوليكية قبل أن ينهي تعليمه العسكري في الولايات المتحدة وفرنسا حيث تخرج ضابطا في المدفعية. ولم يكن للبنان آنذاك جيش رسمي خلال الحرب الأهلية حيث كان مجرد ميليشيات طائفية مسلحة تتناحر فيما بينها.
وأكدت الصحيفة أنه خلال الحرب الأهلية، قاد الجنرال عون فرقة عسكرية متكونة من مسلمين ومسيحيين لمقاتلة الميليشيات الدرزية بقيادة وليد جنبلاط الذي يحظى بدعم
سوريا وحلفائها الفلسطينيين.
وفي خضم هذه الحرب، عين الرئيس أمين الجميل سنة 1988، الجنرال عون وزيرا أول على الرغم من أن هذا المنصب لطالما كان حصرا من نصيب المسلمين السنة، مما دفع السنة إلى رفض هذا التعيين بشدة والوقوف إلى جانب سليم أحمد الحص، الذي كان يترأس الحكومة آنذاك، الأمر الذي أدى إلى إنشاء حكومتين موازيتين في البلاد.
لكن سرعان ما تغلغلت الفوضى السياسية داخل لبنان حيث كان ذلك لصالح سوريا التي ما لبثت أن احتلت قرابة ثلاثة أرباع لبنان.
وذكرت الصحيفة أن عون دخل بعد ذلك في حرب ضد المنتسبين لدينه تحديدا حزب القوات اللبنانية بقيادة سمير جعجع، حيث نشب صراع كبير بين أنصار الحركتين على مشارف بيروت أسفر عن مقتل العديد من اللبنانيين واندلاع فتنة داخل الشق المسيحي.
وتحدثت الصحيفة عن تأسيس عون للتيار الوطني الحر سنة 1989 ثم إعلانه للحرب التي أطلق عليها اسم "حرب التحرير" ضد الاحتلال السوري للبنان التي كانت بمثابة "المغامرة الخطيرة" ضد
الجيش السوري وحلفائه.
بعد ذلك وقع توقيع اتفاق في مدينة الطائف السعودية للم شمل الأطراف المتنازعة في البرلمان اللبناني، هذا الاتفاق عارضه عون بشدة لأنه يفرض الهيمنة السياسية للمسلمين مقارنة بباقي الطوائف.
وأكدت الصحيفة أن مغامرات عون خلال الحرب الأهلية انتهت باستسلامه أمام الجيش السوري وحلفائه اللبنانيين الذين قاموا بمحاصرة القصر الرئاسي وقصفه مما أجبر عون على اللجوء إلى السفارة الفرنسية. بعد ذلك، هرب ميشال عون إلى فرنسا تحت حماية المخابرات الفرنسية.
وأشارت الصحيفة إلى أنه بعد انسحاب الجيش السوري كليا من الأراضي اللبنانية، حقق حزب عون الذي أطلق عليه سابقا اسم "التيار الوطني الحر"، نجاحا باعتبار أنه أول حزب مسيحي يدخل البرلمان اللبناني سنة 2005 بعد حادثة اغتيال رفيق الحريري.
وأفادت الصحيفة أن ظهور عون العلني سنة 2006 أمام كنيسة مار ميخائيل ممسكا بيد زعيم
حزب الله الشيعي، حسن نصر الله، مثل مفاجأة للشارع اللبناني وصدمة لبعض السياسيين وذلك بسبب تحالف أعداء الأمس.
في المقابل، رفض سمير جعجع، العدو اللدود لعون، ترشح الجنرال لرئاسة الجمهورية الذي بقي شاغرا منذ سنة 2004 ثم تراجع بعد ذلك أمام إعلان نصر الله وسعد الحريري دعمهما لعون.