مقالات مختارة

علام يراهن السيسى.. لا جيش.. لا رئيس.. ولا دولة؟!

1300x600
صحيح أن الرئيس عبد الفتاح السيسي لم يتحدث عن دعم "بشار".. وأشار فقط إلى دعم ما وصفه بـ"الجيش الوطني السوري"! ولا يبدو من السياق أن هناك فرقا.. فالجيش الذي دمر سوريا، وقتل وهجر الملايين منها، ويقتلهم كل يوم بالبراميل المتفجرة، لا يمكن أن يطلق عليه "الجيش الوطني السوري".. وإنما جيش بشار وطائفته العلوية.. لا يمكن بحال أن يوصف جيش يقتل شعبه بـ"الوطني".. وإنما مليشيا وقتلة ولصوص ومجرمون وقطاع طرق.

فعندما تحدث الرئيس، عن "دعم" ما يصفه بالجيش الوطني السوري.. فهو في واقع الحال وحقيقته "دعم" لمجرمين وقتلة ولصوص.. ولا يشرف مصر ولا شعبها ولا جيشها الوطني، أن يكونا في خندق واحد مع هؤلاء. 

وإذا كان الرئيس لا يهمه بشار ولا مستقبله السياسي كما يقال.. فلم يستقبل ممثله في المخابرات على المملوك في القاهرة ويلتقي مع قادة الأجهزة الأمنية الحساسة؟! المملوك يمثل بشار ولا يمثل الجيش السوري "المزعوم".. ودعوته لزيارة القاهرة، تعني دعوة غير مباشرة لبشار الأسد.. والتنسيق مع المملوك يعني التنسيق مع بشار.. هذه ما نفهمه وليس ما يلقيه علينا النظام من دروس بشأن الأزمة السورية.

وفي التفاصيل، يمكن أن نتأكد بأن سوريا غير موجودة، وباتت مقسمة لخمس دويلات.. ولا يوجد بها رئيس فعلي، فبشار مجرد "خيال مآتة" وروسيا هي التي تمتلك القرار السياسي والعسكري والأمني.. وهي التي تعقد صفقات الهدنة مع المعارضة وليس بشار.. ولا يوجد جيش سوري حقيقي، بل هجين من عشرات المليشيات الشيعية القادمة من العراق وأفغانستان وباكستان واليمن ولبنان.. والجيش الإيراني والحرس الثوري الإيراني وفيلق القدس الإيراني.. وسماء سوريا "الافتراضية" تجوبها طائرات أكثر من أربعين دولة أجنبية، وأمريكا استقطعت لنفسها ولأول مرة في تاريخها شمال العراق بالمشاركة مع تركيا.. واحتفظت روسيا بزمام الساحل الغربي لسوريا السابقة: يعني لا رئيس ولا جيش ولا دولة موحدة أصلا.. هذه هي حقيقة الأوضاع على الأرض في سوريا.. فعلام يراهن الرئيس السيسي؟!

 والمؤكد أيضا أنه قد فات الميعاد على أن يكون لمصر دور في سوريا "السابقة" سواء على الأرض بعد أن باتت مزدحمة بكل مليشيات وجيوش العالم.. أو في صوغ مستقبلها لاحقا، لعدم وجود أوراق ضغط تمتلكها مصر داخل الأراضي السورية.

في تقديري أنه لا يتعين على السيسي التفكير في "دعم" جيش لا يوجد أصلا، أو رئيس سلم بلاده بعد أن دمرها للروس والإيرانيين والمرتزقة الشيعة، الذين تم استقدامهم من كل بلاد الدنيا.. ولا دولة باتت غير موجودة أصلا.. فالأمريكيون يؤكدون أن سوريا لن تعود موحدة كما كانت.. وكل القوى الدولية والإقليمية تتصرف داخل سوريا وفق هذا المستقبل الذي بات مقررا على الأرض بقوة السلاح. 

يتعين على الرئيس السيسي أن يفكر في اليوم التالي لتقسيم سوريا رسميا.. وما عساه سيفعل مع هذا الواقع الجديد.. هذا ما يفترض أن يشغله.. وليس دعم هذا الوهم غير الموجود فعليا: جيش سوري ورئيس حقيقي بدمشق.

المصريون المصرية