سياسة عربية

ماذا بمبادرة سعد الدين إبراهيم عن الإخوان وكيف رُد عليه؟

رفض مؤيديو ومناهضو الانقلاب مبادرة سعد الدين إبراهيم- أرشيفية
أثارت دعوة رئيس مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية، سعد الدين إبراهيم، للبدء بالتقارب مع جماعة الإخوان المسلمين، انتقادات واسعة بين مؤيدي الانقلاب على صفحات التواصل الاجتماعي، ورفضا قاطعا من قبل مناهضيه.

وكان سعد الدين قال إنه "إذا كانت قيادات جماعة الإخوان مستعدة لأن تتبرأ من أفكارها، وأن تعلن ذلك علنا أمام الجميع، فربما تكون هذه إحدى وسائل الإصلاح لهذه الجماعة"، وفق تعبيره.

وطرح إبراهيم عدة تساؤلات في حواره ببرنامج " من الآخر"، المذاع على فضائية "روتانا"، فقال: "إذا كان عدد الإخوان في مصر 50 ألفا، وهو رقم متواضع للغاية عن عددهم الحقيقي، فماذا نفعل معهم؟ هل سنعدمهم كلهم؟ أم نحاول بوسائل سلمية معهم أن يراجعوا أفكارهم؟".

وأردف: "إذا لم يتم إصلاح عناصر الإخوان، فمن الممكن أن يتم نفيهم خارج البلاد، أو أن يتم إبقاؤهم في السجون، وهو أمر مكلف للغاية على الدولة"، كما قال.



"لا تصالح مع الإخوان"

وعلى الفور، أعلن القيادي بحزب التجمع، رفعت السعيد، رفضه لمبادرة سعد الدين، فقال في البرنامج ذاته: "لا تصالح مع الدم، وعلى الإخوان تسليم أسلحتهم، وترك العمل السياسي، وإذا تصالحنا مع الإخوان، فلماذا لا نتصالح مع تنظيم داعش؟"، على حد قوله.

 وقال إن "السيسي لن يجرؤ على التصالح مع جماعة الإخوان؛ بينما نتصالح مع رموز مبارك"، وفق تقديره.

"سعد الدين إبليس وعراب"

كما وجه عدد من مؤيدي الانقلاب العسكري الاتهامات إلى سعد الدين، فقالت منى أحمد عبر فيسبوك: "إبليس الأبالسة العراب سعد الدين إبراهيم رجع من جديد يعرض المصالحة مع الإرهابيين، راجع بثلاثة عروض؛ يا إما نعفو عنهم ونسامحهم أو نحاكمهم أو دية الدم تندفع لأهالي الشهداء، العرض قائم والحرية المطلقة لينا، ملحوظة العرض ده لم يتم عرضه على الإرهابيين يعني زي كل مرة ممكن يطلعوا يقولوا ملناش صلة بهذا الخرف ومنعرفش حاجة عن هذه المصالحة".

وعلق آسر جمعة: "الشيطان سعد الدين إبراهيم هو هو، عايش الزمن واقف عند المصالحة الممولة، بس للأسف الإعلام برضه كمان بيتهافت على كل ما هو يحرق الدم، وعنده إصرار على الاستفزاز المهين".

وأردف محمد زقزوق: "أنا معرفش أنهي نوعية اللي ممكن تسامح وتعفو، ومعرفش أنهي أم أو زوجة أو ابن يقبل ياخد دية دم، عن نفسي أنا معنديش حد اغتالته يد الإرهاب، لكن جوايا خراب ومرض ملوش علاج من اللي شفته وعشته في عصر إرهاب الإرهابيين".

الطرف الآخر يرفض أيضا

وفي المقابل، عبّر العديد من معارضي الانقلاب، على مواقع التواصل الاجتماعي، عن رفضهم أيضا لمبادرة سعد الدين إبراهيم.

فتساءل وحيد أحمد: "ما نوع المراجعات التي يطالب بها سعد الدين الإخوان؟ هل مراجعات دينية أم مراجعات سياسية؟ أظنه يقصد السياسية، وأسأله: ما هي المراجعات السياسية التي يطلبها؟ هل يقصد أن يتوقف الإخوان عن الترشح في أي انتخابات؟ وهل ترشح الإخوان للانتخابات مخالف للدستور؟ أم يقصد قبول الإخوان بالأمر الواقع ومباركة جلوس العسكر على سدة الحكم؟".

أما محمد اليباني؛ فقد سخر، قائلا: "سعد الدين يطالب بنفي الإخوان خارج البلاد، وأنا موافق يا عم انفوني حتى لمدغشقر".

وأضاف محمد فهمي: "النظام يريد أن يجعل التصالح سلعة غالية يسعى إليها الإخوان؛ ليفرض شروطه، ويجد سهوله في تقبلها من الإخوان، نظام أهبل، ومن حوله معاتيه وعاهات، حتى لو كان يملك فرض الأمر الواقع، ياريت مقابل هذا تتسامح كل القوى المناهضة للانقلاب وتلتقي لمواجهته".

ومنذ الانقلاب العسكري في تموز/ يوليو 2013، تشهد مصر انقساما مجتمعيا وموجات من العنف والتخوين لرافضي الانقلاب، ووضعهم في خانة الإرهاب. وطبقا للتقرير السنوي للمجلس القومي لحقوق الإنسان لعام 2015، فإن مصر شهدت منذ حزيران/ يونيو 2013؛ أكبر موجة من أحداث العنف منذ 30 عاما.