ملفات وتقارير

مفتش غذاء مصري ينتحر للغلاء.. ومذيعة: المهم حرب الإرهاب

مصر - أزمة - الفقر - غلاء الأسعار
استمر الانفصال التام بين واقع المصريين المعيشي المتدهور، والتوجهات التي يتبناها الإعلاميون الموالون لرئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي، في الوقت الذي ينتحر فيه مصريون؛ بسبب غلاء الأسعار، وعدم تمكنهم من تدبير نفقات ذويهم.

ويرى إعلاميون موالون للسيسي أن مواجهة ارتفاع الأسعار غير مهمة، وأن الشيء المهم فعلا هو "مواجهة الإرهاب"، مشددين على أنه يجب على المصريين أن يكتفوا بوجبتين فقط يوميا، بحسب تعبيرهم، وذلك في وقت زعموا فيه أن الاحتجاجات العنيفة في الجزائر على قرارات رفع أسعار السلع لن تنتقل إلى مصر.

انتحار مفتش تموين بالمحلة بسبب غلاء الأسعار


لم يمر يوم الأربعاء، إلا وقد انتحر مفتش تموين سابق من مدينة المحلة الكبرى، إثر مروره بأزمة نفسية حادة؛ بسبب غلاء الأسعار، وفق تقارير إعلامية محلية.

وشهدت مدينة المحلة واقعة انتحار المفتش داخل منزله؛ إثر مروره بأزمة نفسية حادة، علاوة على معاناة أسرته من غلاء الأسعار.

وقد تم التحفظ على جثته داخل مشرحة مستشفى المحلة العام، والعرض على النيابة العامة، التي أمرت بتشريح الجثة.

وقد عثرت الشرطة على "نصرالدين. س" مشنوقا داخل منزله، وبالتحري أثبتت ملابسات الواقعة أن وراءها ارتفاع الأسعار، ومروره بأزمة نفسية حادة.

وبسؤال زوجته، أكدت أنها خرجت لشراء مستلزمات المنزل، وعند عودتها تفاجأت بزوجها معلق من رقبته في حبل مربوط بالسقف، وعلى الفور قامت بالاستغاثة بالجيران لمساعدتها، الذين قاموا بالاتصال بالشرطة والإسعاف.

أماني الخياط: مواجهة الإرهاب أهم


وفي المقابل، قالت الإعلامية الموالية لسلطات الانقلاب، أماني الخياط، ("البت أماني" بحسب التسريبات) إن مواجهة حوادث القتل والإرهاب هي الأمر الأهم للمصريين حاليا، مستبعدة أن يكون لارتفاع الأسعار أي أولوية للمصريين خلال الفترة الحالية.

وأضافت أن المصريين يستطيعون ربط بطونهم مقابل القضاء على الإرهاب، قائلة: "ممكن نربط البطون، وممكن نأكل طقتين (وجبتين) بدل تلاتة؛ لأن الطعام شيء من الممكن السيطرة عليه"، حسبما قالت.

وتابعت، في برنامجها "مباشر من العاصمة"، عبر فضائية "أون تي في لايف"، مساء الأربعاء: "المصريون يرون الصعوبة في الدم والإرهاب، ويعلمون أن ارتفاع الأسعار ليس أمرا مهما مقارنة بالإرهاب"، على حد قولها.


وأردفت: "المصريون يرون أن حادث البطرسية هو الأسوأ؛ لأنه بقعة دم"، مستطردة: "الإرهاب ممكن يموِّت أي حد ماشي، وممكن ياخد شباب، وممكن يقع على عربيتك، ويستهدف بيتك في أي وقت".
واختتمت حديثها بالقول: "مواجهة حوادث القتل والإرهاب هي الأمر الأهم للمصريين حاليا".



هل حقا.. لن يمتد الغضب الجزائري إلى مصر؟


وغير بعيد، قال الخبير الاقتصادي الموالي لسلطات الانقلاب، مختار الشريف: "إن اعتراض المواطنين على ارتفاع الأسعار ليس في الجزائر فقط، وإنما شمل العديد من الدول، مثل السودان، وبعض دول الخليج"، مشيرا إلى أن أغلب دول المنطقة تعاني من ارتفاع الأسعار، واعتراض المواطنين عليها.

ونفى الشريف، في تصريحات لصحيفة "فيتو" المصرية، أن تقع أحداث ثورة شعبية في مصر، مثل التي وقعت في الجزائر؛ اعتراضا على ارتفاع الأسعار، قائلا: "إن المواطنين في مصر أصبح لديهم إيمان بأن الأوضاع ستتحسن بالصبر، خلال وقت قريب، مع المؤشرات التي تظهر حاليا، من عودة السياحة وغيرها، ومثل ظهور حقول بترول جديدة"، وفق زعمه.

وتابع بأن الوضع الحالي في الأسعار لن يرتفع أكثر من ذلك، وأن المواطنين أدركوا أن الوضع سيتحسن، وأننا لا بد أن نخرج من عنق الزجاجة في هذه المرحلة الحرجة، وفق قوله.

وكان سكان مدينة بجاية الجزائرية خرجوا، يوم الاثنين الماضي، في مظاهرة؛ للتنديد بقرار حكومة عبد المالك سلال برفع أسعار عدد من المنتجات الأساسية.