قارن الكاتب والصحفي البريطاني،
باتريك كوكبرن، في مقال تحليلي بين الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد
ترامب، والرئيس التركي رجب طيب
أردوغان، من وجهة نظره، واصفا الشبه بينهما بأنه "مروّع".
وتحت عنوان "أوجه الشبه المخيفة بين ترامب وأردوغان"، كتب كوكبرن في مقاله الذي ترجمته "
عربي21"، أن ترامب يواجه ضغوطا مشابهة لما واجهه أردوغان لدى تسلمه السلطة في
تركيا، وفق قوله.
ونشر في صحيفة "
آي" الصادرة عن "
الإندبندنت"، أن نقاط التشابه بين الرئيسين تكمن أولا في الطرق التي اعتمدها كلاهما للوصول إلى السلطة، "فكلاهما شعبوي ووطني، ويهيمن على خصومه، ويريان نفسيهما محاطين بالمؤامرات التي تستهدفهما".
وأضاف أن هناك تشابها آخر يتلخص بأن "النجاح لا يروي غليلهما للحصول على المزيد من السلطة والقوة".
وخلص إلى أن نقطة أساسية أخرى مشتركة يشير إليها شعار ترامب "لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى"، إذ قرأ أن رغبته هذه بجعل أمريكا عظيمة مماثلة لرغبة أردوغان بجعل تركيا بلدا عظيما من جديد.
وقال إن ترامب الذي يستعد لتسلم منصبه رسميا الأسبوع المقبل، يواجه ضغوطا إعلامية معارضة، إلى جانب مواجهته الأجهزة الاستخبارية والجهاز الحكومي، وحتى معارضة داخلية في الحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه، بالإضافة إلى نسبة مهمة من الشعب الأمريكي الذين لم ينتخبوه.
وأضاف أن ما يتعرض له ترامب من هجوم إعلامي، يماثل الهجمة التي تعرض لها أردوغان في بداية تسلمه السلطة، وكان الرئيس التركي قال الخميس الماضي، إن ترامب كان على حق لإغلاق استجواب الصحفي أكوستا، لأن المؤسسات الإعلامية العالمية مثل "سي أن أن" الأمريكية "تقوض الوحدة الوطنية"، بحسب تعبيره.
ورأى كوكبرن أن ما يواجهه ترامب هو ذاته ما قيل بحق أردوغان في عام 2002، عندما قاد حزب العدالة والتنمية في أول انتصار انتخابي له من الانتخابات الأربعة التي فاز فيها.
وأشار الصحفي البريطاني إلى أن أردوغان واجه الجيش التركي الذي كان قوة كبيرة في البلاد، نفّذت انقلابات عسكرية زادت من سلطتها في البلاد، ولم تكن هناك ضمانات من أن يلوح الجيش بانقلاب في أي لحظة.
وواجه أردوغان أيضا شكوك المؤسسة الأمنية في تركيا جراء توجهاته الإسلامية، وواجه المؤسسة العلمانية. وأضاف كوكبرن أن الرئيس التركي تمكن خلال سنوات من هزيمة وإزالة أعدائه بدهاء.
وذهب إلى أن الرئيس التركي كان من دهائه أن "استخدم محاولة الانقلاب الفاشلة في تموز/ يوليو الماضي ذريعة لقمع أي علامة معارضة"، وفق قوله.
وأشار إلى أن دخول ترامب إلى البيت الأبيض سيتزامن مع تجريد حزب العدالة والتنمية عبر غالبية كبيرة يمتلكها بتحالفه مع القوميين اليمنيين البرلمان التركي من سلطاته لينقلها إلى الرئاسة.
لكن كوكبرن قرأ هذه السياسة التي ينتهجها أردوغان بأنها ستجعل منه "ديكتاتورا منتخبا" قادرا على حل البرلمان بنفسه واستخدام الفيتو على التشريعات وتحديد الميزانية، وتعيين الوزراء الذين لا يشترط أن يكونوا من أعضاء البرلمان، وكذلك تعيين كبار المسؤولين وروؤساء الجامعات، وفق قوله.
ولم يقارن الكاتب في تقريره بين النظام السياسي الذي يسعى إليه أردوغان وهو "
النظام الرئاسي" ونظام الحكم في أمريكا، واكتفى بمهاجمة الرئيس التركي ورغبته في تغيير نظام الحكم في تركيا من نظام برلماني إلى رئاسي.
ولفت إلى أن الآمال تبددت في الولايات المتحدة بأن يتوجه ترامب بعد الانتخابات الماضية التي أقيمت في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، إلى أن يتحول من حملته العدوانية إلى نهج أكثر ميلا للمصالحة خلال الشهرين الماضيين.
إلا أن حملته العدوانية ازدادت نحو وسائل الإعلام، الذي قابله بتصعيد في العداء الصريح، ما دفع بالرئيس المنتخب إلى أن يواجه الصحفيين كما فعل مع صحفي "سي أن أن" الذي اتهمه شبكته بأنها تنشر أخبارا "ملفقة".
وأشار إلى أن الحساسية المفرطة من النقد هي السمة المميزة لكل الرجال. وفي حالة ترامب، يتضح ذلك من خلال نشاطه على "تويتر"، بالرد على نقاده مثل الفنانة الأمريكية ميريل ستريب، بينما في تركيا، وجهت اتهامات لألفي شخص بإهانة رئيس الجمهورية.
وتوقع أن يواجه الصحفيون في أمريكا مستقبلا ضغوطا مماثلة لما يتعرص له الصحفيون في تركيا الذين يهاجمون الرئيس التركي ويسيئون له، أو أن تمارس الإدارة الأمريكية الجديدة ضغوطا مكثفة على المؤسسات التي يعملون فيها، لكتم انتقاداتهم.