سياسة عربية

هل يجمع الصدر والعبادي "تحالف خفي" للإطاحة بالمالكي؟

الصحيفة اللبنانية قالت إن اتفاقا أبرم بين العبادي والصدر للإطاحة بمشروع المالكي- أرشيفية
نشرت صحيفة "الأخبار" التابعة لحزب الله اللبناني، الجمعة، تقريرا كشفت فيه عن اتفاق أبرم في الأيام الماضية بين رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، ضد زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي.

وقالت نقلا عن مصادر عراقية إن الاتفاق المبرم، يهدف إلى وضع برنامج عمل سياسي "متناقض في العلن، ولكنه توافقي في السر"، يقود في نهاية المطاف إلى تحالف انتخابي، عماده الأساسي الإطاحة بمشروع رئيس كتلة دولة القانون نوري المالكي.

وأوضحت "الأخبار" أن "التقارب بين وجهتي نظر الرجلين مردّه إلى الرؤية المشتركة لمنهج العمل السياسي، والابتعاد عن الأحزاب القويّة والكبيرة، والتوجّه إلى الكفاءات البشرية غير المحسوبة على أي من القوى والتيارات السياسية".

وذكرت أن "العبادي منح التيار الصدري هامشا برفع سقف المطالب الشعبية، إضافة إلى تأكيد حق التظاهر وصولا إلى العصيان المدني بوجه الحكومة والدولة، بشرط عدم المساس بالعبادي شخصا أو منصبا، وكل ذلك تحت حجة محاربة الفساد المستشري في أجهزة وإدارات الدولة".

وأضافت أن "الاتفاق الداعي إلى حراك مطلبي، يحظى بدعم غير مباشر من بعض القوى الداخلية الأساسية، والإقليمية. وسينتهي الاتفاق، بتحالف انتخابي بين الطرفين، يسمح ببقاء العبادي لولاية ثانية على رأس الحكومة، بمباركة إقليمية-دولية، شرط ضمان التزامه بمشروع الصدر السياسي".

وفي تصريح لـ"عربي21" استبعدت مصادر سياسية عراقية مقربة من الطرفين، وجود هكذا اتفاق، مشيرة إلى أنه "من المستحيل أن يبقى سرا بينهما" .

اقرأ أيضا : احتجاجات بغداد الدامية علامة على تجدد صراع الشيعة على السلطة


وبشأن مقتل سبعة متظاهرين من التيار الصدري وإصابة 200 آخرين في صدامات مع قوات الأمن السبت الماضي، قالت الصحيفة إن العبادي برّر للصدر بالقول إن "بعض الأجهزة الأمنية ليست تحت تصرّفي، وإنني في صدد معالجة هذا الأمر".

وذلك، بحسب الصحيفة اللبنانية، في محاولة من رئيس الحكومة لتعزيز "فرضية طابور ثالث يخدم الاشتباك القائم بين الصدر والمالكي، ويبعد شبهة المندسين في التيار الصدري"، وفق المصادر.

وقد تحمل الأيام المقبلة تصعيدا صدريا جديدا أمام المنطقة الخضراء، بهدف إسقاط مفوضية الانتخابات وتغيير القانون الانتخابي، وهو أمر يدركه جيدا المالكي، باعتبار أن خطوة الاقتراب أكثر من الخضراء والدخول إليها هو استهداف شخصي له، وتهديد لأمنه، ما يعني الحاجة العملية للدفاع عنه من قوى حكومية وغير حكومية، وفقا لـ"الأخبار".

ولفتت الصحيفة إلى أن المالكي اجتمع بقادة الحشد الشعبي في داره، حيث أعلن بعض القادة "أننا معك، ولن نسمح بالمساس بك".

اقرأ أيضا : أنصار الصدر يخرجون باحتجاج صامت في بغداد


وحاولت "عربي21" التواصل مع جميع الجهات التي ذكرت في تقرير صحيفة "الأخبار" اللبنانية، لكنها لم تتمكن من الحصول على تعليق بشأن الموضوع.

وخرج آلاف العراقيين، معظمهم من أنصار مقتدى الصدر، في احتجاج صامت في وسط بغداد الجمعة، بعد أسبوع من مقتل سبعة أشخاص في صدامات بين متظاهرين وقوات الأمن.

ولم تسجل أي أعمال عنف في مظاهرة الجمعة، وطلب منظموها من المحتجين عدم إطلاق أي شعارات، حيث التزم المحتجون الصمت لأكثر من ساعة، ولوحوا بالأعلام العراقية، ولصق عدد منهم أفواههم.

وتجمع المحتجون في ساحة التحرير، حيث وقعت مواجهات الأسبوع الماضي، أطلقت خلالها قوات الأمن العيارات المطاطية والغاز المسيل للدموع، لتفريق الصدريين، الذين كانوا يحاولون التوجه للمنطقة الخضراء.