انتقد محللون اقتصاديون، تصريحات
محافظ البنك المركزي المصري،
طارق عامر،التي ذكر فيها أن توقعاته بانخفاض سعر
الدولار أمام الجنيه المصري إلى أربعة جنيهات كانت نكته، ووصفوها بـ "المستفز".
وقال عامر خلال حوار تلفزيوني على فضائية «دي إم سي»،معلقا على تصريح سابق له توقع فيه انخفاض سعر الدولار إلى 4 جنيهات: "كانت نكتة، والشعب المصري بيحب النكتة، لكن بيحبوا ياخدوا اللي على كيفهم ويحولوه لجد.. ميصحش".
وأكد عامر، أن البنك المركزي لا يتدخل في سوق الصرف، قائلا: "لا نستطيع أن نتدخل، لأننا نريد إحداث توازن بالسوق"، معربا عن اندهاشه من الانتقادات الموجهة لتركيبة الاحتياطي الدولار بالبنك المركزي.
وأضاف: "الأموال الساخنة والديون شيء طبيعي في جميع البنوك المركزية بالعالم" متوقعا أن يصل الدين الخارجي بالبنك المركزي،خلال شهر يونيو المقبل إلى 60 مليار دولار".
وطالبت الإعلامية لميس الحديدي عبر برنامجها المذاع على فضائية " سي بي سي" محافظ البنك المركزي بضبط تصريحاته في حديثه للإعلام وعدم المزاح، معتبرة أن تصريحاته بشأن معدلات التضخم بعد قرار "تعويم الجنيه"غير منطقية، ومبنية على أساس غير صحيح.
وقدمت الإعلامية الموالية لسلطات الانقلاب العسكري اعتذارا للشعب المصري عن تصريحات طارق عامر "المستفزة"، معتبره أن هذا هو دور إعلام الدولة- على حد وصفها-.
وشهدت أسعار الدولار في السوق المصري ارتفاعا ملحوظا لليوم الثاني على التوالي، عقب تصريحات محافظ البنك المركزي، حيث سجل سعر صرف الدولار في
السوق السوداء اليوم 18.50جنيها، في حين سجل متوسط سعر الدولار في البنوك المصرية 15.90 جنيها للشراء، و 15.72 جنيها للبيع.
وأكد المحلل الاقتصادي، هيثم المنياوي، في تصريحات خاصة لـ"
عربي21" أن تصريحات محافظ البنك المركزي، أربكت سوق الصرف، وأحيت السوق السوداء من جديد، بعد أن شهدت سكونا ملحوظا منذ قرار تعويم الجنيه في نوفمبر الماضي.
وقال المنياوي أن تراجع محافظ البنك المركزي عن تصريحاته أفقدت المستثمرين والمستوردين ثقتهم في قدرة رأس السياسة النقدية على الوفاء بوعودها في تدبير احتياجاتهم الدولارية فلجأوا إلي السوق السوداء، متوقعا أن تشهد السوق السوداء خلال الفترة المقبلة نشاطا ملحوظا سيترتب عليه قفزات كبيرة في سعر صرف الدولار أمام الجنيه المصري.
وأوضح المنياوي، أن بدء موسم العمرة خلال شهر مارس، وحرص التجار والمستوردين على تدبير احتياجاتهم الدولارية اللازمة لاستيراد "ياميش" رمضان، سترفع الطلب على الدولار خلال الفترة المقبلة، الأمر الذي سيترتب عليه زيادة كبيرة في سعر صرف الدولار أمام الجنيه، في حال عجزت الحكومة عن تغطية احتياجات المستوردين.
وأضاف: "هذا فضلا عن الارتفاع الكبير في كافة أسعار السلع والمنتجات، بسبب ارتفاع سعر صرف الدولار، و تضاعف حجم الاستهلاك وزيادة الطلب على السلع خلال موسم رمضان".