سياسة عربية

مواطن مصري يشعل النار بنفسه: "مش قادر أأكل ولادي"

ليست هذه الحادثة الأولى من نوعها في مصر بسبب الأوضاع المعيشية (أرشيفية)
مجددا؛ أشعل مواطن مصري النار في نفسه، بسبب عدم قدرته على إطعام أطفاله وضيق ذات اليد، في ظل ارتفاع الأسعار وتدهور الأوضاع المعيشية في مصر.

فقد قام أحد المواطنين بإشعال النار في نفسه بالقرب من قسم شرطة مدينة نصر في القاهرة، فيما سارع إليه المواطنون لإنقاذه وإطفاء النيران، ثم نقله إلى مستشفى التأمين الصحي.

وطبقا لتصريحات النيابة للمواقع المحلية، فإن المواطن الذي لم يُكشف عن اسمه، قد أشعل النار في نفسه بسبب مروره بأزمة مالية، وحبس زوجته على ذمة قضايا شيكات بدون رصيد، بالإضافة إلى كونه لا يستطيع العمل لإعالة أولاده الثلاثة.

نقلت النيابة عن المواطن قوله إنه بعد حبس زوجته ومشاهدته أطفاله يتضورون جوعا، دون أن يستطيع أن يوفر لهم سبل العيش أقدم على إشعال النار في جسده للتخلص من حياته، قائلا: "مش قادر أأكل ولادي".

تظاهرات "عايزين عيش"

وهذه ليست الحالة الأولى التي تظهر في الشارع المصري لمواطنين يعلنون عن عجزهم عن إطعام أبنائهم. والاثنين، نفذت نساء بمدينة كفر الشيخ وقفة بسبب نقص حصة الخبز، وسط حالة من الصراخ والغضب ووقوع حالات إغماء لإحدى النساء.

وقالت إحدى المتظاهرات: "مش عارفة أعيش، ولا أجيب أكل لولادي، عندي أولاد في المدارس والدروس" ثم قامت بتمزيق ثيابها وفقدت الوعي.



كما خرجت عدة تظاهرات الثلاثاء في الإسكندرية، إثر تداول أنباء عن تقليل حصة الخبز المدعم من خمسة إلى ثلاثة أرغفة لكل مواطن يوميا. 

وبحسب الفيديو الذي نشره الناشط عبد الرحمن سعيد، وهو أحد سكان الإسكندرية، على حسابه في "يوتيوب"، ظهر العشرات من المواطنين يهتفون قائلين: "عايزين عيش عايزين عيش" .



#انتفاضة_التموين على التواصل

وأثارت تلك المقاطع جدلا واسعا بين النشطاء، فأطلقوا عدة وسوم، أبرزها #انتفاضة_التموين الذي احتل المركز الأول على "تويتر".

وقال القيادي في حزب الوسط، محمد محسوب: "لا توجد ثورة جياع، بل ثورة حقوق بعد أن ضاعت الحقوق تحت أقدام سلطة لا تعرف كيف تدير مخبزا، لا بلدا كبيرا مثل مصر".

وغرد الإعلامي أسامة جاويش: "في مثل هذا اليوم ومن أجل #انتفاضه_التموين نقول سلام على باسم عودة وعلى سيرته العطرة".

وقال الحقوقي جمال عيد: "أهالي الوراق يقطعون الكورنيش احتجاجا على عدم صرف مستحقاتهم من الخبز وزير من بتوع مبارك، هيطلع ايه يعني، نيلسون مانديلا؟!".

وغرد الشاعر عبد الرحمن يوسف: "الثورة من أجل الحق في رغيف الخبز عمل من أعظم الأعمال الإنسانية، فلنتحيز لمطالب البسطاء ضد عصابة من القتلة واللصوص".

وأردف الصحفي أحمد خطاب: "الشعب نازل يعمل مظاهرات عشان رغيف #العيش ونسي إن السيسي قعد 10 سنين عايش على المياه بس".

وذكّر خطاب بدور الجيش بأزمة السكر في مصر، فقال: "لما تيجي الحتة بتاعت #العيش متوفر في منافذ القوات المسلحة ابقوا قولولي علشان بحبها أوي".

وعلق شريف أحمد: "ربنا أذقنا المر علشان كان فيه ناس بتتقتل وأطفال بتتيتم وأمهات ثكالى وزوجات بتترمل في ميدان وفي ميدان تاني الناس بترقص في نفس الوقت وإذا كان مبارك رب أنا كافر بيه هو دا السبب الحقيقي مبارك، دلوقتي بيضحك، عايز إيه من البلد أكتر من كدا".

وتساءل عبد الرحمن مصطفى: "فينك يا باسم عودة".

وقال إسلام السيد: "باسم عودة في السجن عشان عايز يخلي الناس تاكل وتشبع ويرخص الأسعار عشان محترم وكل يوم بيراقب على الناس عشان كدة باسم عودة في السجن".

أما الناشط محمود الشرقاوي فقال عبر "فيسبوك": "مظاهرات #العيش هذه صنعها النظام لتنفيس بعض طاقة الغضب لدى الشعب، فما أجمل أن نرى كاميرات وائل الإبراشي تلتقط هتافات #خربت_بيتنا_يا_سيسي من هذه السيدة التي تؤدي دورها ببطولة! لكنّ هذا النظام لا يدري أن #ثورة_الغضب الحقيقية قادمة لا محالة لتمحوه هذه المرة من على وجه البسيطة".



وتشهد مصر موجة ارتفاع غير مسبوقة للأسعار، وتفاقمت بعد قرار تعويم الجنيه مطلع كانون الأول/ ديسمبر الماضي، فيما يستفيد حاليا نحو 71 مليون مواطن من 21 مليون بطاقة تموينية في مصر، وفقا لوزير التموين.

وأصدرت وزارة التموين قرارا الأسبوع الجاري بتخفيض حصة الكارت الذهبي الخاص بأصحاب المخابر من 1500 إلى 500 رغيف يوميا، وهي الحصة التي يفترض أن يتم توزيعها لأصحاب البطاقات الورقية بدل الفاقد والتالفة ومن لا يمتلكون بطاقات ذكية.